تفسير سورة المطفّفين

اللغة العربية - المختصر في تفسير القرآن الكريم

المختصر في تفسير القرآن الكريم باللغة العربية، صادر عن مركز تفسير للدراسات القرآنية.

﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ﴾

هلاك وخسار للمُطَفِّفين.

﴿الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ﴾

وهم الذين إذا اكتالوا من غيرهم يستوفون حقهم كاملًا دون نقص.

﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾

وإذا كالوا للناس أو وزنوا لهم ينقصون الكيل والميزان؛ وكان ذلك حال أهل المدينة عند هجرة النبي صلّى الله عليه وسلّم إليهم.

﴿أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ﴾

ألا يتيقن هؤلاء الذين يفعلون هذا المنكر أنهم مبعوثون إلى الله؟!

﴿لِيَوْمٍ عَظِيمٍ﴾

للحساب والجزاء في يوم عظيم لما فيه من المحن والأهوال.

﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾

يوم يقوم الناس لرب الخلائق كلها؛ للحساب.

﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ﴾

ليس الأمر كما تصوّرتم من أنه لا بَعْث بعد الموت، إن كتاب أهل الفجور من الكفار والمنافقين لفي خسار في الأرض السفلى.

﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ﴾

وما أعلمك - أيها الرسول - ما سِجِّين؟!

﴿كِتَابٌ مَرْقُومٌ﴾

إن كتابهم مكتوب لا يزول، ولا يُزَاد فيه ولا يُنْقص.

﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾

هلاك وخسار في ذلك اليوم للمكذبين.

﴿الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾

الذين يكذبون بيوم الجزاء الذي يجازي فيه الله عباده على أعمالهم في الدنيا.

﴿وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ﴾

وما يكذب بذلك اليوم إلا كل متجاوز لحدود الله، كثير الآثام.

﴿إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾

إذا تُقْرأ عليه آياتنا المنزلة على رسولنا قال: هي أقاصيص الأمم الأولى، وليست من عند الله.

﴿كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾

ليس الأمر كما تصور هؤلاء المكذبون، بل غلب على عقولهم وغطاها ما كانوا يكسبون من المعاصي، فلم يبصروا الحق بقلوبهم.

﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾

حقًّا إنهم عن رؤية ربهم يوم القيامة لممنوعون.

﴿ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ﴾

ثم إنهم لداخلو النار، يعانون حرّها.

﴿ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾

ثم يقال لهم يوم القيامة تقريعًا لهم: هذا العذاب الذي لقيتموه هو ما كنتم تكذبون به في الدنيا عندما يخبركم به رسولكم.

﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ﴾

ليس الأمر كما تصورتم من أنه لا حساب ولا جزاء، إن كتاب أصحاب الطاعة لفي عِلِّيين.

﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ﴾

وما أعلمك - أيها الرسول - ما عِلِّيُّون؟!

﴿كِتَابٌ مَرْقُومٌ﴾

إن كتابهم مكتوب لا يزول، ولا يُزَاد فيه ولا يُنْقص.

﴿يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ﴾

يحضر هذا الكتاب مقربو كل سماء من الملائكة.

﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ﴾

إن المكثرين من الطاعات لفي نعيم دائم يوم القيامة.

﴿عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ﴾

على الأسرّة المزينة ينظرون إلى ربهم، وإلى كل ما يبهج نفوسهم ويسرهم.

﴿تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ﴾

إذا رأيتهم رأيت في وجوههم أثر التنعّم حُسْنًا وبهاء.

﴿يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ﴾

يسقيهم خدمهم من خمر مختوم على إنائها.

﴿خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾

تفوح رائحة المسك منه إلى نهايته، وفي هذا الجزاء الكريم يجب أن يتسابق المتسابقون، بالعمل بما يرضي الله، وترك ما يسخطه.

﴿وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ﴾

يُخْلط هذا الشراب المختوم من عين تَسْنيم.

﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ﴾

وهي عين في أعلى الجنة يشرب منها المقربون صافية خالصة، ويشرب سائر المؤمنين منها، مخلوطة بغيرها.

﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ﴾

إن الذين أجرموا بما كانوا عليه من الكفر كانوا من الذين آمنوا يضحكون استهزاءً بهم.

﴿وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾

وإذا مرّوا بالمؤمنين غمز بعضهم لبعض سخرية وتَنَدُّرًا.

﴿وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ﴾

وإذا رجعوا إلى أهليهم رجعوا فرحين بما هم عليه من الكفر والاستهزاء بالمؤمنين.

﴿وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ﴾

وإذا شاهدوا المسلمين قالوا: إن هؤلاء لضالون عن طريق الحق، حيث تركوا دين آبائهم.

﴿وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ﴾

وما وكلهم الله على حفظ أعمالهم حتى يقولوا قولهم هذا.

﴿فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ﴾

فيوم القيامة الذين آمنوا بالله يضحكون من الكفار كما كان الكفار يضحكون منهم في الدنيا.

﴿عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ﴾

على الأسرّة المزينة ينظرون إلى ما أعدّ الله لهم من النعيم الدائم.

﴿هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾

لَقَدْ جُوزِي الكفار على أعمالهم التي عملوها في الدنيا بالعذاب المُهِين.

المطفّفين