الأذان والإقامة
عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أن بلالا أذَّنَ قبل طلوع الفجر، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع فينادي: «ألا إن العبد قد نام، ألا إن العبد قد نام».
شرح الحديث :
يبين الحديث الشريف أنه إذا أخطأ المؤذن في وقت الأذان فلابد عليه أن يعلم الناس بخطئه، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بلالاً حين أخطأ أن ينادي في الناس ألا إن العبد قد نام.
معاني الكلمات :
| أن بلالاً أذن قبل طلوع الفجر | أي: ظناً منه أن الفجر قد طلع، ولعل هذا كان في أول الهجرة قبل مشروعية الأذان الأول وقبل تعيين ابن أم مكتوم مؤذناً؛ لأن بلالاً كان يؤذن في آخر أيامه -صلّى الله عليه وسلّم- بليل، ثم يؤذن بعده ابن أم مكتوم مع الفجر. | 
| ألا إن العبد قد نام | أي: غفل عن الوقت بسبب النعاس ولم يتبين الفجر، فأمره -صلى الله عليه وسلم- أن يُعْلِمَ الناس بذلك، لئلا ينزعجوا من نومهم وسكونهم، ولايصلوا قبل الوقت، والعبد: كناية عن بلال -رضي الله عنه-. | 
| ألا | يؤتى بها لاستفتاح الكلام، ويراد بها تنبيه السامع إلى ما يلقى إليه من الكلام. | 
فوائد من الحديث :
- أن الأذان لصلاة الصبح لا يصح إلا بعد طلوع الفجر .
 - ينبغي للمؤذن أن يتحرى الوقت، وقد يقع منه الخطأ مهما اجتهد، لكن إذا أخطأ فأذن قبل الوقت فعليه أن يعود فينبه الناس إلى خطئه .
 - جواز أذان الأعمى بشرط معرفته للوقت إما بنفسه أو بمساعدة غيره .
 
المراجع :
- السنن، لأبي داود سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني الأزدي، دار الفكر، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد.
 - توضيح الأحكام من بلوغ المرام، لعبدالله بن عبد الرحمن البسام، مكتبة الأسدي، مكة، ط الخامسة 1423هـ.
 - صحيح وضعيف سنن أبي داود، للألباني، ط1، مؤسسة غراس، الكويت، 1423هـ.
 - تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، شرحه الشيخ د.
 - صالح بن فوزان الفوزان، اعتنى بإخراجه: عبد السلام السليمان، ط 1 ، 1427ه/2006م.
 - منحة العلام في شرح بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن صالح الفوزان، ط 1، 1427هـ، دار ابن الجوزي.
 - فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام، للشيخ ابن عثيمين، المكتبة الإسلامية، القاهرة، تحقيق صبحي رمضان وأم إسراء بيومي، الطبعة الأولى 1427هـ.