عناصر الخطبة
- ارتباط النصر بالابتلاء والمِحَن
- الحِكَم من الابتلاءات والمحن
- احتمال البلاء بعظيم الرجاء
- الثقة بموعود الله وعدم التشاؤم
- مثال للثبات والسكينة والتفاؤل.
اقتباس إنّ المسلم الحق لا ينبغي له أن يتعلق بالأماني، ولكنه -في الوقت ذاته- لا يسْتولي عليه اليأسُ والأحزان، ولا تحوم حوله المذلَّةُ والهوان؛ إن تفاؤل المسلم ليس مكابرة،ً ولا تسليما للواقع، ولكنه عقيدة راسخة يؤمن بها، ويعمل في… وسمعته يقول ذلك، قال: فلما أكثروا علي قلت: لا تكثروا، كتب الله -تعالى- في اللوح المحفوظ: أنهم مهزومون في هذه الكرة، وأن النصر لجيوش الإسلام، قال: وأطعمت بعض الأمراء والعسكر…
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1]. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)﴾ [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله: ما أحوجنا في هذه الأيام، ونحن نرى تطاول الأشرار والأقزام، وتكالب والطغاة على المستضعفين، وتشتُّت المسلمين، وغربة الدين، وتسلط الرافضة والنصيريين، ما أحوجنا ونحن نرى هذه المأسي، أن نفتح باب الأمل والرجاء !…
إن الله -تعالى- وعدنا بنصر مبين، وتمكين متين، وعز للإسلام والمسلمين؛ قال -عز وجل-: ﴿إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الأعراف:128]. فمهما تمكن الكفار والظالمون، فلا بد أن يتمكن بعد ذلك المتقون.
ولكن؛ أيها المسلمون, هل يَتَنَّزُلُ النصرُ كما ينزلُ المطر؟ وهل يُمَكَّنُ للمسلمين وهم قاعدون خاملون, لم يَبْذُلوا أيَّ جهد, ولم يسلكوا أي سبيل للنصر؟ لنسمعِ الإجابة في قوله -عز وجل-: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ [يوسف:110].
إنها سنة الله في هذا الكون لا تتبدل ولا تتغير، أنْ لا نصرَ إلا بمحنٍ ورزايا, ومصائبَ وبلايا, ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [البقرة:214]، ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة:142].
عن خبابٍ -رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو متوسدٌ بردة له في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلت: يا رسول الله، ألا تدعو الله لنا؟ فقعد وهو مُحْمَرٌّ وجهُهُ فقال: "لقد كان من قبلكم، يُمَشّطُ بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظام أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه، فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، ولَيُتِمنّ الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، ما يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون".
والأنبياء والرسل -عليهم السلام- لم يسلموا من المصائب والفتن، فبعضهم ضرب وطرد، وبعضهم قتل، وبعضهم كُذِّب وشتم.
وسيرةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير شاهد على ذلك، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لقي ما لقي من الأذى والبلاء، وهو خليل الله، وسيد ولد آدم صلوات الله وسلامه عليه، ألم يُلْقَ عليه سَلَى الجزور وهو ساجد؟ ألم يطرد من بيته وأرضه وهو شاكر حامد؟ ألم يتمكن الكفار من أصحابه تمثيلا وتشويهاً؟ في غزوة أحد كُسرت بعض أسنانه، وسالت دماؤه، وذاق هو وأصحابه مرارة الهزيمة والتراجع.
نعم؛ إن من رحمة الله أنْ جعل طريق النصر محفوفاً بالأشواك والمصائب، والكروب والمتاعب, وهذا من كمال حكمته وعلمه، ومشيئته وتدبيره, وهو الذي لا يُسأل عما يفعل…
ومن أعظم الحكم في المصائب والابتلاءات الأجرُ والرفعة في الدارين، ومنها: ما أشار الله له بقوله: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة:142].
إنّ المسلم الحق لا ينبغي له أن يتعلق بالأماني، ولكنه -في الوقت ذاته- لا يسْتولي عليه اليأسُ والأحزان، ولا تحوم حوله المذلَّةُ والهوان؛ إن تفاؤل المسلم ليس مكابرة،ً ولا تسليما للواقع، ولكنه عقيدة راسخة يؤمن بها، ويعمل في إطارها، سندها كتاب الله -عز وجل-: (وَلاَ تَايْئَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَايْئَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف:87]، ﴿وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ﴾ [الحجر:56]، واليأس حيلةُ العاجز الكسول، البطَّالِ الخمول.
إن البلاء يُحْتَمَلُ بعظيم الرجاء، والفرجُ طريقُهُ الثقة بالله العلي الأعلى؛ المؤمن الحق لا تزلزله المِحن والشدائد، ولا تهدّه الإحن والمكائد، بل يزيده ذلك عطاءً وبذلاً, وتضحية وصبراً؛ (وَكَأَيّن مّن نَّبِىّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران:146].
هؤلاء هم المؤمنون حقاً، لا ضعف ولا استكانة، ولا تشاؤم ولا مذلة؛ بل صبر ورجاء، وبذل وعطاء، وجهاد ودعاء.
أيها المؤمنون: إياكم واليأسَ! قاوموه بكل جهدكم، ادفعوه عن نفوسكم، فهو من أشد الأخطار، وهو من أعظم الذنوب الكبار, وإذا كان اعتمادنا على الله فلا نبالي, ولو خذلنا الناس كلهم، وتكالبوا علينا بخيلهم ورجلهم.
وتيقنوا أن الله لن يخذل المؤمنين الصابرين المتوكلين، ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران:139].
إن الفرج يكون عند تفاقمِ الأزمة، واشتدادِ الغمَّة, وإن أشدَّ حَلَكِ الليل سوادا ما كان قبل طلوع الفجر.
فعلى العبد أن يُحْسِنَ ظنه بربه، ويعلمَ "أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا".
إذا اشتمَلَتْ على اليأسِ القلوبُ *** وضاقَ لِمَا به الصَّدْرُ الرحيبُ وأَوْطَأتِ المكاره واطمأنّتْ *** وَأَرْسَتْ في أماكنها الخطوب ولَم تر لانكشافِ الضُّرِّ وَجْهَاً *** ولا أغنَى بحيلَتِهِ الأريبُ أتاك على قنوطٍ منك غَوْثٌ *** يمنّ به اللطيفُ المستجيب كذاك الحادثاتُ إذا تَنَاهَتْ *** فمَوْصُولٌ بها الفَرَجُ القَرِيب
ومهما تلاحقت الخطوب, وتتابعت الكروب, فإن نصر الله قريب ليس ببعيد, وكيد الشيطان ضعيف ليس بشديد, والعاقبة لجند الله؛ (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الأرْضِ) [الرعد:17]، وقد كتب الله: (لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى إِنَّ اللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ) [المجادلة:21].
فالواجب علينا -معاشرَ المسلمين- أن نكون موقنين بنصر الله، واثقين بموعود الله، وأن لا نتشاءم ونتخاذل، ونغتر ونتكاسل.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "مَن قال هلَكَ الناس فهو أهلكهم"، فأعادها مرارا ثم رفع رأسه فقال: "اللهم هل بلغت".
قال الخطابي [في شرح النووي لهذا الحديث في صحيح مسلم]: معنى هذا: ألا يزال الرجل يعيب الناس، ويذكر مساوئهم، ويقول: قد فسد الناس، وهلكوا، ونحو ذلك من الكلام، وإذا فعل الرجل ذلك، فهو أهلَكُهُم وأسوؤهم حالاً، فيما يلحقه من الإثم في عيبهم، والازراء بهم، وربما أدّاه ذلك إلى العجب بنفسه، ويرى أن له فضلاً عليهم، وأنه خيرٌ منهم، فيهلك.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين, أفاض على أوليائه الصبر واليقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, إلهُ الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, صلى الله عليه, وعلى آله وأصحابه, وسلم تسليمًا كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها المسلمون: إننا نحتاج في هذه الأزمات العصيبة، والفتن المتتالية، إلى يقينٍ لا يتزعزع، وإيمان لا يتضعضع، فبالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين، وخذوا مثالاً لليقين والثبات، في وقت تكالبت فيه الفتن والمدلهمات.
قال ابن القيم: أخبر شيخُ الإسلامِ الناسَ والأمراءَ, سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتارُ وقصدوا الشام أن الدائرة والهزيمة عليهم، وأن الظفر والنصر للمسلمين، وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا، فيقال له: قل إن شاء الله، فيقول: إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا. أي يقيناً جازماً، لا احتمالاً أو تردداً.
وسمعته يقول ذلك، قال: فلما أكثروا علي قلت: لا تكثروا، كتب الله -تعالى- في اللوح المحفوظ: أنهم مهزومون في هذه الكرة، وأن النصر لجيوش الإسلام، قال: وأطعمت بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر، قبل خروجهم إلى لقاء العدو.
ولما طلب إلى الديار المصرية، وأريد قتله بعد ما أنضجت له القدور، وقُلِّبَتْ له الأمور، اجتمع أصحابه لوداعه وقالوا: قد تواترت الكتب بأن القوم عاملون على قتلك، فقال: والله لا يصلون إلى ذلك أبدا، قالوا: أفتحبس؟ قال: نعم، ويطول حبسي، ثم أخرج وأتكلم بالسنة على رؤوس الناس، سمعته يقول ذلك. تفسير القيم لابن القيم.
إن هذا مثال واحد للثبات والسكينة، والتفاؤل والاستبشار بنصر الله الواحد القهار، فأبشروا وأملوا عباد الله، وجدّوا واجتهدوا في نصرة هذا الدين، بالمال واليد واللسان، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد:7].
عباد الله: أكثروا من الصلاة والسلام على نبي الهدى وإمام الورى، فقد أمركم بذلك -جل وعلا- فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وعنا معهم بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين.
اللهم أيد بالحق إمامنا، وارزقه البطانة الصالحة، ووفقه لما تحب وترضى، واجمع به كلمة المسلمين.
اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والربا، والزنى، والزلازل، والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين والشام.
اللهم أرحم ضعف المسلمين في سوريا، اللهم توَلَّ أمرهم، وفرِّج همهم، وثبت أقدامهم يا رب العالمين.
اللهم أهلك النظام البعثي في سوريا, اللهم أهلك رئيسهم وأعوانه, وأشياعه وأنصاره, اللهم أرنا فيهم يوما أسود, اللهم اجعلهم عبرة للمعتبرين, وآيةً للمدكرين, يا رب العالمين.
اللهم عليك باليهود المعتدين، وسائر الكفرة المعاندين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.