ذم المعاصي
عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- مرفوعًا: «إنما مَثَلُ الجَلِيسِ الصالحِ وجَلِيسِ السُّوءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ، ونَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إما أنْ يُحْذِيَكَ، وإما أنْ تَبْتَاعَ منه، وإما أن تجد منه رِيحًا طيبةً، ونَافِخُ الكِيرِ: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رِيحًا مُنْتِنَةً».
شرح الحديث :
حَثَّ رسولنا -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث المسلم على ضرورة اختيار الصحبة الطيِّبة، فأخبر -عليه الصلاة والسلام- أن مثل الجليس الصالح كحامل المسك: إما يعطيك منه مجانا، وإما أن تشتري منه، وإما أن تجد منه رائحة طيبة، أما الجليس السوء والعياذ بالله فإنه كنافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك بما يتطاير عليك من شرر النار، وإما أن تجد منه رائحة كريهة.
معاني الكلمات :
المِسْك | الطِّيب المعروف. |
الكِير | جِرَاب من جلد ينفخ به الحدَّاد النار. |
تَبْتَاعَ | تشتري. |
يُحْذِيَك | يعطيك. |
مُنْتِنَة | قبيحة متغيرة. |
فوائد من الحديث :
- جواز ضرب الأمثال لتقريب المعنى للسامع .
- جواز بيع المسك والحكم بطهارته .
- الترغيب في مجالسة من تُفِيد مجالسته فيهما، ويتبع ذلك انتقاء الأصدقاء .
- النهي عن مجالسة من تؤذي مجالسته في الدنيا والدين .
المراجع :
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، سليم بن عيد الهلالي، دار ابن الجوزي، الدمام، الطبعة: الأولى 1415هـ.
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، مجموعة من الباحثين، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة: الرابعة عشر، 1407هـ.
- رياض الصالحين، للنووي، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، الطبعة: الأولى 1428هـ.
- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، أبو زكريا محيي الدين النووي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة: الثانية 1399هـ.
- صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى 1422هـ.
- صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة: 1423هـ.
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، مجموعة من الباحثين، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة: الرابعة عشر، 1407هـ.