عناصر الخطبة
- خيانات الرافضة ومكرهم بأهل السنة
- بعض جرائم القرامطة الباطنية في حق المسلمين ومقدساتهم عبر التاريخ
- بعض جرائم القرامطة الباطنية في البحرين وسوريا
اقتباس آذوا عليًا، وآذوا الحسن وسبوه وطعنوه، والحسين قتلوه، أي تشيع يزعمون؟! انتهكوا دماء المسلمين، وحرمة البيت العتيق، والبلد الأمين، في البلد الحرام، في الشهر الحرام! أبعد هذا الذنب من ذنب؟ قتلوا المتعلقين بأستار الكعبة…
الخطبة الأولى:
الحمد لله وفق المسلمين لطاعته، وبلغ الصالحين لمرضاته، أتوب إليه وأستغفره، وألجأ إليه وأشكره.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذلل للمدافعين طرائقه، وأيد أهل الاستقامة بنصره وتمكينه وفضائله.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، القائم بأمره، والمبلغ لدعوته، المحارب لأهل الباطل بشريعته وسيفه وسنته، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وشيعته.
عباد الله: لا ينفع العبد يوم يلقى المعبود إلا عمله: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا﴾ [الإسراء: 19].
﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ﴾ [الشورى: 20].
﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم: 39].
﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ [الحاقة: 24].
﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ﴾ [الأنعام: 132].
﴿وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا﴾ [سبأ: 37]
(نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [العنكبوت: 58- 59].
قلب التاريخ، تجد خيانات الرافضة، ومكرهم بأهل السنة متتاليًا على مر العصور، وتعاقب الدهور.
ومن أولئك الخونة الماردين والرافضة المارقين: القرامطة الملاعين؛ ففي سنة 311هـ قصد أبو طاهر القرمطي البصرة، فوصلها ليلًا في ألف وسبعمائة رجل، فوضع السيف في أهل البصرة، وهرب الناس إلى الكلأ، وحاربوا القرامطة عشرة أيام، فظفر بهم القرامطة، وقتلوا خلقًا كثيرًا، وطرح الناس في الماء فغرق أكثرهم، وأقام أبو طاهر سبعة عشر يومًا يحمل من البصرة ما يقدر عليها من المال والأمتعة والنساء والصبيان، ثم انصرف.
وفي سنة 312 دخل أبو طاهر القرمطي الكوفة، فخرج إليه واليها جعفر بن وفاء الشيباني فقاتله، واجتمع له أمداد من هنا وهناك، ولكن ظفر القرامطة، وتبعوهم إلى باب الكوفة، فانهزم عسكر الخليفة، وأقام أبو طاهر ستة أيام يدخل البلد نهارًا، ثم يخرج في عسكره، وحمل منها ما قدر على حمله من الأموال والثياب والمتاع.
وفي سنة 315 خرج القرامطة نحو الكوفة أيضًا، وكانوا ألفًا وخمسمائة، وقيل: كانوا ألفين وسبعمائة، وسير لهم الخليفة العباسي جيشًا كثيفًا، نحو ستة آلاف، سوى الغلمان، ودارت بينهم وقائع في واسط والأنبار، وكانت سجالًا، وقتل فيها من عسكر الخليفة الكثير، وانهزموا، وأصاب الناس الذعر من القرامطة.
ولما سمع أهل بغداد بالقرامطة خرج الناس زرافات ووحدانًا، هربًا وذعرًا، وهكذا عاث أبو طاهر القرمطي في الأرض الفساد، فأفزع وأذعر، وسلب ونهب، وقتل.
وفي سنة 317هـ خرج القرامطة إلى مكة المكرمة، ودخلوها في يوم التروية، فقاتلوا الحجيج في رحاب مكة وشعابها، بل وفي المسجد الحرام، وفي جوف الكعبة، وقتلوا خلقًا كثيرًا، وجلس أميرهم أبو طاهر -لعنه الله- على باب الكعبة، والرجال تصرع حوله، والسيوف تحمل في الناس في المسجد الحرام في الشهر الحرام في يوم التروي والتروية، في أشرف الأيام، وأشرف البقاع، أشرف الزمان، وأشرف المكان، يفر الناس منهم متعلقين بأستار الكعبة، فما يغني عنهم ذلك من عدوانهم شيئًا، بل كانوا يقتلون الناس متعلقين بأستار الكعبة -عليه من الله اللعنة والغضب والعذاب-.
ولما قضى نحبه، وفعل ما فعل، لم يكتف بذلك، بل أمر بردم بئر زمزم، وأمر بإلقاء القتلى فيها، وهدم قبتها، لم يكتف بذلك، بل أمر بخلع الكعبة، ونزع كسوتها عنها، ثم شققها بين أصحابه، لم يكتف بذلك، بل أمر رجلاً من رجاله بقلع الحجر الأسود الكريم، فجاء رجل فضربه بمثقل بيده، وهو يقول: أين الطير الأبابيل؟! أين الحجارة من سجيل؟!
الحجر الأسود الذي حج إليه الأنبياء والأتقياء، الذي من إكرامه: قبَّله رسول الثقلين، وسيد العالمين!
الحجر الأسود الذي فضله الله، وقال فيه رسوله وحيًا من عنده: "الحجر الأسود من الجنة" [رواه النسائي وصححه الألباني].
وفي رواية: "الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالماء".
وقال: "نزل الحجر الأسود من الجنة، أشد بياضًا من الثلج، فسودته خطايا بني آدم" [أخرجه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
لم يكتفوا بذلك، بل حملوه إلى بلادهم، ومكث لديهم عشرين سنة، حتى ردوه سنة 393هـ، فإنا لله وإنا إليه راجعون!
هذا فعلهم بحجر، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إن مسح الحجر الأسود، والركن اليماني، يحطان الخطايا حطًا" [وصححه الألباني].
تروح لنا الدنيا بغير الذي غـدت *** وتحدث من بعد الأمـر أمور
وتجري الليالي باجتماع وفرقة *** وتطلع فيها أنجم وتغـور
فمن ظن أن الدهر باق سـروره *** فقد ظن عجزًا لا يدوم سرور
لعمري لئن قرت بقربك أعين *** لقد سخنت بالبين منك عيون
فسر وأقم وقف عليك مودتي *** مكانك في قلبي عليك مصون
أرأيتم هذه الخيانات الرافضية، والمكائد القرامطية؟
آذوا عليًا، وآذوا الحسن وسبوه وطعنوه، والحسين قتلوه، أي تشيع يزعمون؟!
انتهكوا دماء المسلمين، وحرمة البيت العتيق، والبلد الأمين، في البلد الحرام، في الشهر الحرام؟! أبعد هذا الذنب من ذنب؟
قتلوا المتعلقين بأستار الكعبة: ﴿وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾ [آل عمران: 97] أفعالًا لم تمر بتاريخ البلد الحرام من قبل ولا من بعد، ولا من قبل ولا من بعد، ولا في عهد الجاهلين، أنهم كانوا يعظمون البيت الحرام، حتى أن الجاهلي لو رأى قاتل أبيه في الحرم، ما اجترأ أن يسل سيفه من غمده، فضلاً عن أن يقتل من تعلق بأستار الكعبة، ولاذ بالبيت.
واعلموا وتأملوا: أن التاريخ لم يسجل للشيعة جهادًا ضد الكفار، إلا أن يكون ضد أهل السنة، عن طريق الخيانات قديمًا وحديثًا، وإلا لماذا لم يضيعوا قوتهم في يهود بني إسرائيل وأعوانهم، ليخرجوهم من البلاد المقدسة، وأسمعوا لرواية من أحاديثهم المأفوكة: "كل راية ترفع قبل قيام القائم" أي الإمام الثاني عشر "فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله -عز وجل-". هذه مبادؤهم، وتلك شيء من خياناتهم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(15)﴾ [التوبة: 14 – 15].
الخطبة الثانية:
وإليك صورًا من إجرامهم في البحرين: انتهكوا حرمة الأمن في الطرقات، و… بالسيارات دخلوا المستشفيات، وآذوا المرضى والممرضات والطبيبات، انتهكوا حرمات المساجد بيوت الله، دخلوا على مؤذن مسجد فأمروه بالأذان على معتقدهم، فأبى وأبى، فكانت الجرأة أن قطعوا لسانه الذي يقول ويصول، برفع الأذان، ويتحدث…
يرفعون في بلادهم ومسقط رأسهم صور ملوك غير ملوكهم، وأعلامًا غير أعلامهم، ومآربهم بلوغ الحرمين الشريفين، وخابوا وخسروا -بإذن الله-، إنهم خونة خونة، ويكفي قول أمير المؤمنين -رضي الله عنه- عنهم، رغم ادعائهم تشييعه، قال عنهم: "هؤلاء القوم لا يمكن أن تظهر بهم قضية مهما كانت عادلة" ولم يستطع أن يكتم هذا الضيق، فقال لهم: "ما أنتم إلا أسود الشرى في الدعة، وثعالب رواغة، حين تدعون إلى البأس، وما أنتم لي بشيعة، وما أنتم بركب ليصال بكم، ولا ذي عز يعتصم إليه، لعمر الله لبئس حشاش الحرب أنتم، إنكم تكادون ولا تكيدون، وتنتقص أطرافكم ولا تتحاشون".
ثم انظروا إلى الأحداث الدامية في سوريا من قبل الروافض، وأعوان الروافض: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ﴾ [آل عمران: 118].
رَأَيْت الدَّهْرَ مُخْتَلِفًا يَدُورُ *** وَلَا حُزْنٌ يَدُومُ وَلَا سُرُورُ
وَشَيَّدَتْ الْمُلُوكُ بِهَا قُصُورًا *** فَمَا بَقِيَ الْمُلُوكُ وَلَا الْقُصُورُ