عناصر الخطبة
- اقتران أعياد الإسلام بالقرآن
- حال المسلمين بين بدء الوحي وختامه
- العبرة في الصراع بين الحق والباطل
- حقيقة الحضارة الأوربية الغالبة على هذا الزمان
- العرب كانوا أمة أولى في كل شيء
- ماذا خسر العرب لما تركوا الإسلام؟!
- واجب الأمة في توريث الدين والقيم
اقتباس وبين بدء الوحي وختامه ثلاث وعشرون سنة، ربع قرن طويل امتلأ بالأحداث العجاب، كان هذا المدى من الزمن مشحونًا… فماذا كسب العرب لما تركوا الإسلام؟! إن العرب من غير إسلام كقصب السكر من غير سكر، إن العرب من غير إسلام صفر لا وزن لهم في حضارة، ولا قدرة لهم على كسب معركة، إن العرب من غير إسلام ليسوا شيئًا في تاريخ الحضارات ولا في…
الحمد لله حمدًا مضاعف الشكر والثناء والتمجيد، حمدًا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، حمدًا يُبتغى به رضاه ويُتقى به سخطه: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ما أُبدعت حياة وأُحيي موات، الله أكبر ما اهتز في مهده طفل وما بسق في حقله نبات، الله أكبر ما دار في فضائه فلك، الله أكبر ما سبَّح بحمد ربه الأعلى ملك، الله أكبر ما انطلقت مواكب المجاهدين أنصار الله تنشر دعوته وتعلي كلمته وتحيي شريعته، الله أكبر، ما انطلقت مواكب الحجيج صوب البيت العتيق الذي جعل الله زيارته حجًّا مبرورًا وسعيًا مشكورًا، الله أكبر ما انسكبت عبرات التائبين يستغفرون الله لزلتهم ويستقلونه من عثراتهم، ويقولون ما قال أبونا الأول آدم وأمنا الأولى حواء: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾، الله أكبر ما قامت بربها الأشياء وخضعت لحكمه الأرض والسماء، الله أكبر ما التقى على ظهر الأرض الكفر والإيمان، وتصارع أنصار الحق وأنصار الباطل، وكافح بعضهم بعضًا: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ(21)﴾. هذا جزاء الكفرة الفجرة، أما الصالحون الأبرار: ﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ(6)﴾.
الله أكبر ولا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
أيها الإخوة: إن أعياد الإسلام تقترن بالقرآن الكريم اقترانًا تامًّا، فمع بدء الوحي الأعلى كان رمضان، وكان صومه، وكان عيد الفطر، ومع خواتيم الوحي الأعلى كان الحج، وكان يوم عرفة، وكان اكتمال الدين، وكان بدء حضارة أظلّت الدنيا، فلم تر الدنيا لها نظيرًا، إذ أعْلت قدر الإنسان وشرفته على امتداد الزمان والمكان.
وبين بدء الوحي وختامه ثلاث وعشرون سنة، ربع قرن طويل امتلأ بالأحداث العجاب، كان هذا المدى من الزمن مشحونًا بالنصر والهزيمة، وبالفرح والحزن، وبالفرج والضيق، وكما قال ربنا: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾.
في هذا الربع القرن وجدنا صاحب الرسالة الخاتمة يطارد في الحرم الآمن ويقال له -وهو أنضر الناس عقلاً وأرشدهم فكرًا-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ﴾.
ثم يطارد من بلده إلى مهجره لتلحق به في أحد هزيمة رهيبة صرعت من أئمة المسلمين سبعين شهيدًا، وبلغ توقح الوثنية بعد أن أحرزت نصرها أن وقف قائدها يقول: اعلُ هبل. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أجيبوه". قالوا: ما نقول يا رسول الله؟! قال: "قولوا: الله أعلى وأجل".
إذا كانت الوثنية قد ظفرت بمعركة، وألحقت بالمسلمين خسائر، فإن خمس سنين أعقبت غزوة أحد وإذا المسلمون سادة الموقف في مكة المكرمة، وبعد سنة واحدة من فتح مكة كان المسلون يسودون مواسم الحج ومخيمات الحجيج، وتنزلت في السنة التاسعة من الهجرة سورة التوبة تُنهي الوجود الوثني في جزيرة العرب، وتختم رواية خرافية دامية بقيت تخدم الباطل أمدًا ليس بالقصير، وأعطى المشركون فرصة محدودة إما عادوا بعدها إلى رشدهم وإما فقدوا حياتهم وأمانهم: ﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(3)﴾.
هذه الصيحة بعد اثنتين وعشرين سنة من بدء الوحي ختمت صراعًا داميًا طويلاً بين دعوة التوحيد وبين الجاهلية التي أبت إلا سفك الدم ومصادرة الحرية ووأد الحق، فكان جزاؤها أن طبق عليها القانون الأزلي: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾.
لهذا الصراع عبرة يجب أن يعيها الناس إلى آخر الدهر؛ فإن الصراع بين الحق والباطل مر المذاق، كثير الجراحات، فادح التضحيات، ولقد تحمل المسلمون الأوائل بِجَلَدٍ هذا كله، وعلموا أن الصراع كلما اشتدت وطأته وبلغت القمة ويلاته كان النصر القريب وكان تحقيق الأمل، وبيّن هذا رب العالمين حتى يدرك المسلمون أنهم لن ينالوا في زمن ما نصرًا رخيصًا.
إن الكفاح يمسّ النفس الإنسانية حتى يبلغ شغاف القلب، وحتى يبلغ السكين حزّ العنق، وعندما تصل المحنة إلى هذا المدى الرهيب تبدأ حركة التحول، أما الكفر فإلى أدنى، وأما الإيمان فإلى أعلى.
قديمًا أذاق الفراعنة موسى وقومه بلاءً شديدًا، وعذابًا مهينًا، فلما شاء رب العالمين أن يخرج موسى وقومه من هذا الوادي رأى فرعون أن يتبعهم: ﴿فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ(64)﴾.
والشاهد أن موسى لما رأى فرعون يطارده، ورأى الجيش يقترب منه، لم يفزع، وبلغت ثقته في الله حدها عندما قال: ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾، وقد هداه الله وأنجز وعده، وأغرق الجبابرة وملأ بالطين أفواههم.
إذا قلنا: إن خواتيم الوحي نزلت في مواسم الحج، فهذا يتناول أمورًا كثيرة، ويحتاج إلى شيء من التفصيل، فإن السنة التاسعة قرئ في حجتها صدر سورة براءة، وكان أبو هريرة وغيره من الصحابة ينسابون في كل فج وينطلقون نحو كل اتجاه ليقولوا بأعلى صوتهم: "ألا لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان"، انتهت المهزلة، انتهت الوثنية.
وفي السنة التي تلت هذه الحجة -حجة أبى بكر بالناس- نزل قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾.
كثير من الناس يظن هذه الآية آخر ما نزل من القرآن الكريم، وهذا غير صحيح، فهي آخر ما نزل متعلقًا بالتشريع وآيات الأحكام، لكن ثبت أنه بعد ثمانين يومًا من نزولها نزل قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.
وهذه الآية سمة مميزة لحضارة الإسلام، إن الحضارة الأوربية الغالبة على هذا الزمان -شرقيها وغربيها- تعبد اليوم الحاضر وتجحد الغد القريب، هذه الحضارة بشقيها ما تعبد إلا جسدها وإلا لذتها العاجلة وإلا زمنها المواتي، أما أن يمهد الإنسان لآخرته، وأما أن يتزود من دنياه زادًا يلقى به ربه، فهذا ما لا تفكر فيه الحضارة الحديثة.
إن هذه الحضارة كافرة حقًّا بالله مهما زعمت من إيمان، ولكنها ما انتصرت وغلبت إلا لتفريط المسلمين في مواريثهم، وخلخلة اليقين في صدورهم، وانحراف خطاهم عن الصراط المستقيم الذي ألزمهم الله إياه.
وذلك يحتاج إلى شيء من البيان؛ فإن الأمة العربية كانت في تاريخها القديم أمة من الشعوب العادية لا وزن لها في الحضارات الغالبة، ولا في المدنيات الكاسحة، ثم جاء الإسلام، فماذا صنع للعرب؟! لا أقول: أطعمهم من جوع -وقد فعل-، ولا أقول: أمنهم من خوف -وقد فعل-، ولكن أقول: إن الإسلام جعل العرب الأمة الأولى في العالم قريبًا من ألف سنة.
إذا كان العرب معروفين في القارات بأنهم يصدرون النفط -البترول-، فإن العرب قبل أربعة عشر قرنًا قد طلعوا على الدنيا طلوع الصبح بعد ظلام طويل، وكانوا يصدِّرون الوحي والقيم وحقوق الإنسان وحريات الشعوب.
كان العرب أمة أولى بما أفاءت على الدنيا من خير وبما أسدت للإنسانية من صنيع، كان العرب أمة أولى لا بشقشقة اللسان، ولا بفم يفتخر كاذبًا وأعماله ترزي به وتقوده إلى أسفل، كان العرب في سيرتهم نماذج تحتذى، وفي حضارتهم أفقًا عريضًا مليئًا بالنور والروحانية والثقافة والسماحة، كان العرب شيئًا مذكورًا في دنيا الناس لأنهم قاموا بالقرآن وساروا على هديه والتزموا وحيه.
فماذا كسب العرب لما تركوا الإسلام؟! إن العرب من غير إسلام كقصب السكر من غير سكر، إن العرب من غير إسلام صفر لا وزن لهم في حضارة، ولا قدرة لهم على كسب معركة، إن العرب من غير إسلام ليسوا شيئًا في تاريخ الحضارات ولا في تاريخ الأمم.
لقد زوّد الله هذه الأمة بمال ممدود، وجاه عريض، وبسط رقعتها بين المحيطين، فأحشاء العالم كله بين أصابعها، ولكن العرب هينون على الله وعلى الناس؛ لأنهم لا يريدون أن يستمسكوا بدينهم وأن يجعلوا حماسهم لربهم.
إن العرب -لو رَشَدُوا- دماغُ الإسلام وقلبه، وقد امتنّ الله عليهم بهذه الحقيقة، قلت يومًا وأنا أقرأ في سورة البقرة: ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ…(151)﴾. قلت: ما تمام النعمة وما حقيقة الهداية هنا؟! واستبان لي المعنى، إن الله يقول للعرب: إنه شرف ضخم أن تتجه القارات كلها من مشرقها إلى مغربها إلى هذه الكعبة المشرفة الجاثمة فوق صدر الجزيرة العربية، أي شرف هذا؟! لكن هذا الشرف الذي ذكر القرآن به تبعته آية أخرى فكرت فيها مليًّا: ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ﴾، قلت لنفسي: ﴿كَمَا﴾ هذه ما موقعها هنا؟! التشبيه هنا ما معناه؟! ثم تبيّن لي المعنى، إن الله يقول للعرب: كما شرفتكم فجعلت القبلة في أرضكم، سبق أن شرفتكم بجعل النبوة الأخيرة فيكم، بجعل الرسالة الخاتمة منكم.
ثم دخل العرب التاريخ لا من باب واحد ولكن من أبواب متفرقة، ثم تبدأ خطاهم تتنكب النهج السوي، وتبدأ عيونهم تشخص إلى يمين، وإلى يسار، إنهم ما أحسنوا الانتفاع بتراثهم ولا الاعتداد بنبوتهم، ولذلك عرض لهم من الهزائم والآلام ما جعلهم مضرب الأمثال.
أيها الشباب: اعلموا أن شرفنا بالإسلام، وأن انتصارنا بتعاليمه، وأن استعادة ما افتقدنا إنما هو بالوقوف عند حدوده، والانطلاق مع غاياته وأهدافه.
أحبْ أن أقول للشباب: تشبثوا بالعقائد التي شرّفكم الله بها، استمسكوا بأصول الإسلام التي آلت إليكم بعد جهاد مرّ مع قوى الشر. لقد ورَّثَتْنَا الأجيال القديمة هذا الدين القيم ويجب أن يبقى في أيدينا، وأن نورثه غيرنا، وأن ننشئ عليه أجيالاً أخرى ربما كانت أصدق منا يقينًا، وأعمق إيمانًا، وأجدى إلى تحقيق النصر، وأقرب إلى بلوغ الفوز.
أحب أن أقول للشباب: عليكم أن تُشعِروا أعداءكم بأنكم طلاب آخرة لا طلاب دنيا، عليكم أن تُشعِروا أعداءكم بأننا لا نطلب حكمًا لنرتع فيه، ولا نشتغل بسياسة لنكسب منها، إننا خدم للقيم ولشُعَب الإيمان، فمن استمسك بهذه القيم وأحيا هذه الشُّعَب فنحن من ورائه نخدمه ونؤثر أن نكون جنودًا مجهولين لا نبتغي مالاً ولا جاهًا؛ لأن الله علمنا في كتابه أن الدار الآخرة ليست لطلاب المال والجاه: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
أيها الشباب: إن القاهرة كانت عاصمة الإسلام، ولا تزال عاصمة الإسلام، وستبقى بعون الله إلى آخر الدهر عاصمة الإسلام، تصدِّر الثقافة الصحيحة، وتنشئ الأجيال المضحية، وعلى مناكب الشباب الجلد النقي الطهور، ومن هؤلاء الإخوة الذين حموا الإسلام في قرون مضت، سوف يكسب الإسلام معارك أخرى -إن شاء الله- في أيام مقبلة.
إننا لن ننسى أبدًا أن قوى الشر تتربص الدوائر بالإسلام، وتظن أنها ربما نالت منه لبأساء أو ضراء نزلت بأهله، ولكن هيهات هيهات مهما طال المدى فإلى الحق المصير.
"اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر".
﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.