عناصر الخطبة
- كلمات تبعث الأمل
- النبي يدعو للتبشير وينهى عن التنفير
- التوازُن بين التبشير والتخويف
- أثر المبشرات في رفع الروح المعنوية
- عاجِل بُشرى المؤمن
- من صور البشرى
اقتباس آياتُ القرآن تسكُبُ في قلب المؤمن السَّكينة، ويستروِحُ بها البُشرى، قال جبريل -عليه السلام- لنبيِّنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-: “هذا بابٌ من السماء فُتِح اليوم، لم يُفتَح قطُّ إلا اليوم، فنزلَ منه ملَكٌ، فقال: هذا ملَكٌ نزلَ إلى الأرض، لم ينزِل قطُّ إلا اليوم، فسلَّم وقال: أبشِر بنُورَين أُوتِيتَهما، لم يُؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحةُ الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلا أُعطِيتَه”. أخرجه مسلم.
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله المُتفضِّل على عباده بالخير والبشائِر، أحمده -سبحانه- وأشكرُه على جُوده وكرمِه ونعمائِه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلمُ خائنةَ الأعيُن وما تُخفِي السرائِر، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه من اتَّبع هُداه فهو إلى الجنة صائِر، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه أُولِي الفضل والبصائِر.
أما بعد:
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
"البِشارةُ" و"البُشرى" و"المُبشِّرات" كلماتٌ معانيها تبعَثُ الأمل، وتشحَذُ الهِمَم، تُعالِجُ القنوطَ واليأسَ، وهي عاملُ ثقةٍ بموعود الله، تُذهِبُ الهمومَ والغمومَ.
والبِشارةُ المُطلقةُ لا تكونُ إلا بالخير، وإنما تكونُ بالشرِّ إذا كانت مُقيَّدة، وفي القرآن صُورٌ من المُبشِّرات، وميدانٌ فسيحٌ تملؤه البُشريات.
أنزل الله القرآنَ تِبيانًا لكل شيء، ﴿وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل: 89]، ﴿يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 9].
آياتُ القرآن تسكُبُ في قلب المؤمن السَّكينة، ويستروِحُ بها البُشرى، قال جبريل -عليه السلام- لنبيِّنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-: "هذا بابٌ من السماء فُتِح اليوم، لم يُفتَح قطُّ إلا اليوم، فنزلَ منه ملَكٌ، فقال: هذا ملَكٌ نزلَ إلى الأرض، لم ينزِل قطُّ إلا اليوم، فسلَّم وقال: أبشِر بنُورَين أُوتِيتَهما، لم يُؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحةُ الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلا أُعطِيتَه". أخرجه مسلم.
والرسولُ -صلى الله عليه وسلم- مُبشِّر، وهو بشيرٌ ونذيرٌ، قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾ [الفرقان: 56].
دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى التبشير، ونهَى عن التنفير، فقال: "بشِّروا ولا تُنفِّروا، ويسِّروا ولا تُعسِّروا". وأمرَ أصحابَه فقال: "ادعُوا الناس، وبشِّرا ولا تُنفِّرا، ويسِّروا ولا تُعسِّروا".
والتوازُن بين التبشير والتخويف هديُ سيِّد المُرسلين، وهو المنهجُ الوسَط: نرجُو رحمةَ الله، ونخشَى عقابَه.
سماعُ المُبشِّرات يزيدُ من الاجتهاد والحِرص على الطاعة؛ عثمانُ -رضي الله عنه- قال عنه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما ضرَّ عُثمانَ ما عمِلَ بعد اليوم". وما زادَه ذلك إلا خيرًا وبرًّا وطاعة.
التبشيرُ دعمٌ معنويٌّ وتثبيتٌ لا غِنى عنه، يتجلَّى هذا في موقف خديجة -رضي الله عنها- تقول لزوجِها -صلى الله عليه وسلم-: "أبشِر، فوالله لا يُخزِيك الله أبدًا".
فما أنبلَ أن يسمع الزوجان من بعضِهما، والجنديُّ من قائده، والمرؤوسُ من رئيسِه كلمةَ التأييد والتثبيت، تزُفُّ له البُشرى عند الخوف والحُزن.
المُنيبُون لهم البُشرى، قال الله تعالى: ﴿وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى﴾ [الزمر: 17].
والمُتَّقون بِشارتُهم الفوز، قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ(64)﴾ [يونس: 63، 64].
والمُجاهِدون بِشارتُهم الرَّخاءُ والرِّضوانُ، قال الله – تعالى -: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ(21)﴾ [التوبة: 20، 21].
أما الصابِرون، فيقول الله -تبارك وتعالى- فيهم: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(157)﴾ [البقرة: 155- 157].
والبِشارةُ للمشَّائين إلى المساجد، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "بشِّر المشَّائين في الظُّلَم إلى المساجِد بالنُّور التامِّ يوم القيامة".
ومن ابتُلِي بمرضٍ، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أبشِر، فإن الله يقول: هي نارِي أُسلِّطُها على عبدي المؤمن في الدنيا، لتكون حظَّه من النار في الآخرة".
وقد أُمِر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُبشِّر خديجة ببيتٍ في الجنة من قصَبٍ لا صخَبَ فيه ولا نصَب.
وبشَّر رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عمَّار بن ياسر -رضي الله عنه- فقال: "أبشِر عمَّار، تقتُلُك الفئةُ الباغيةُ".
وأولياءُ الله لهم البُشرى في الدنيا والأخرى، قال الله – تعالى -: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ(64)﴾ [يونس: 62- 64].
ومن عاجِل بُشرى المؤمن: ثناءُ الناس على أعمالِه التي أخفاها فأظهرها الله، عن أبي ذرٍّ -رضي الله عنه- قال: قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أرأيتَ الرجلُ يعملُ العملَ من الخير ويحمَدُه الناسُ عليه. قال: "تلك عاجِلُ بُشرى المُؤمن".
والرُّؤيا الصالحةُ من صُور البُشرى، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "لم يبقَ من النبُوَّة إلا المُبشِّرات". قالوا: وما المُبشِّراتُ يا رسول الله؟! قال: "الرُّؤيا الصالحة". رواه البخاري ومسلم.
الاستِبشارُ بالولد والتبشيرُ به سُنَّةٌ مشروعةٌ، وذمَّ الله تعالى من تبرَّم من الأُنثَى واستثقَلَها، ﴿يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا(50)﴾ [الشورى: 49، 50]، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ(59)﴾ [النحل: 58، 59].
والرِّياحُ مُبشِّرات، قال الله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الروم: 46].
وهناك علاماتٌ لأولياء الله وأصفيائِه تدلُّ على أن الله -سبحانه وتعالى- أراد بهم الخير، يدخلُ فيه: ما يُشاهِدونَه من اللُّطف والتوفيق، والتيسير لليُسرى، وتجنيبُهم العُسرى؛ لأن الله يقول: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7)﴾ [الليل: 5- 7]، ويقول: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ [الطلاق: 4].
فإذا رأيتَ الأمورَ مُيسَّرةً لك ومُسهَّلةً، وأن الله يُقدِّر لك الخيرَ حتى وإن كنتَ لا تحتسِب؛ فهذه لا شكَّ أنها بُشرى.
وألطَفُ من ذلك: أنه يجعلُ الشَّدائِدَ مُبشِّرةً بالفَرَج، والعُسرَى مُؤذِنًا باليُسر. وهذا ما قصَّه القرآنُ عن أنبياء الله وأصفيائِه، وكيف أنه لما اشتدَّت بهم الحالُ، وضاقَت عليهم الأرضُ بما رحُبَت، جاءَهم الفرَجُ، ﴿وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [البقرة: 214].
وتنكشِفُ للمؤمن عند موتِه بعضُ البشائر في تغسيلِه، وتكفينِه، وحال النَّزع، وأما البُشرى عند مُفارَقَة الدنيا فيقول الله -تبارك وتعالى-: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي(30)﴾ [الفجر: 27- 30].
ومن المُبشِّرات العظيمة: البِشارةُ بقول التوبة، يتجلَّى ذلك في توبةِ كعبِ بن مالكٍ -رضي الله عنه-، فبعد أن أمضَى الثلاثةُ الذين خُلِّفُوا خمسين ليلةً في عُزلةٍ عن مُجتمع المدينة، يقول كعبُ بن مالكٍ: فبيْنَا أنا جالِسٌ على الحالِ التي ذكرَ الله -عز وجل- منَّا، قد ضاقَت عليَّ نفسي، وضاقَت عليَّ الأرضُ بما رحُبَت، سمعتُ صوتَ صارِخٍ أوفَى على سَلْعٍ يقول بأعلى صوتِه: يا كعب بن مالك: أبشِر. قال: فخررتُ ساجِدًا، وعرفتُ أن قد جاء فرَجٌ، فتلقَّاني الناسُ فوجًا فوجًا، يُهنِّئُونني بالتوبة، ويقولون لي: لتهنَك توبةُ الله عليك.
قال كعبٌ: فلما سلَّمتُ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال وهو يبرُقُ وجهُه من السرور: "أبشِر بخيرٍ يومٍ مرَّ عليك مُنذ ولدَتْك أمُّك". قال: فقلتُ: أمن عندك يا رسول الله، أم من عند الله؟! فقال: "لا، بل من عند الله".
وكان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سُرَّ استنارَ وجهُه كأنَّ وجهه قطعةُ قمر. قال: فأنزل الله -عز وجل-: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ…﴾. [التوبة: 117] الآية.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله عالم السرِّ والجهرِ، أحمدُه -سبحانه- وأستعينُه وأتوكَّلُ عليه، وأسألُه التوفيقَ لعملٍ يُقرِّبُ إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه أشرفُ الخلائق خلقًا وخُلُقًا، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه وسلَّم.
أما بعد:
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)﴾ [الأحزاب: 70، 71].
ومن المُبشِّرات -عباد الله-: الثوابُ الجزيلُ على العمل اليسير، ومن ذلك: صيامُ يوم عاشوراء، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "أحتسِبُ على الله أن يُكفِّر السنةَ التي قبلَه". رواه مسلم.
وقال: "لئن بقيتُ إلى قابِلٍ لأصُومنَّ التاسِعَ". رواه مسلم.
وصحَّ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- موقوفًا: "صيامُ يومٍ قبلَه ويومٍ بعدَه".
ألا وصلُّوا -عباد الله- على رسول الهُدى؛ فقد أمرَكم الله بذلك في كتابه، فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآل والصَّحبِ الكِرام، وعنَّا معهُم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحمَ الرَّاحمِين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، وأذِلَّ الكفرَ والكافِرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين.
اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم انصُر من نصر الدين، واخذُل اللهم من خذلَ الإسلام والمسلمين، اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك وعبادَك المؤمنين.
اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ، ونعوذُ بك من النار وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك الهُدى والتُّقَى والعفاف والغِنَى، اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا.
اللهم اجعَلنا لك ذاكِرين، لك شاكِرين، لك مُخبِتين، لك أوَّاهِين مُنيبين.
اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حوبَتَنا، وثبِّت حُجَّتَنا، وسدِّد ألسِنَتنا، واسلُل سخيمَةَ قُلوبِنا.