عناصر الخطبة
- موسم بر من مواسم المنان
- فضائل عشر ذي الحجة
- المسارعة إلى اغتنام الخيرات
- صور من أعظم الأعمال في عشر ذي الحجة
- وجوب الحذر من الغفلة والمعاصي
- مساعدة الأهل والأبناء على أداء فريضة الحج
- فضائل الحج والعمرة
- فضل الأضحية وسننها وآدابها .
اقتباس إن من لطف الله وإحسانه وكرمه وامتنانه أن فضَّل عشر ذي الحجة، وأقسم بها في القرآن إظهارًا للمحجة، والسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات وتقرّب إلى مولاه فيها من وظائف الطاعات، فعسى وعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد سعادة في أخراه ودنياه، ويمنحه رضاه، ويجعل الفردوس مأواه.
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أظهر المحجة، وأبان الحجة وفضَّل عشر ذي الحجة، وأشهد أن لا إله إلا الله فرض الحج، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله أفضل من زار البيت وحجه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه قوى إيمانهم بالبرهان والحجة.
أما بعد: فاتقوا الله حق تقواه واحرصوا على رضاه تنالوا فوزه وعطاه.
أيها المسلمون بين أيديكم مائدة مباركة وتحفة كريمة فائضة، روضة من رياض الإيمان وموسم من مواسم المنان يستنشق المؤمن شذى الإيمان، ويتقلب في ألوان وأصناف الإحسان.
إن من لطف الله وإحسانه وهبته وكرمه وامتنانه أن فضَّل عشر ذي الحجة، وأقسم بها في القرآن إظهارًا للمحجة، والسعيد -أيها الإخوة المباركون- من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات وتقرّب إلى مولاه فيها من وظائف الطاعات، فعسى وعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد سعادة في أخراه ودنياه، ويمنحه رضاه، ويجعل الفردوس مأواه.
إن المواسم والغنائم وأوقات الفضائل أجلّ المواسم وأعلاها قدرًا، وأعظمها فضلاً وشرفًا يتسابق إليها المسابقون، ويتنافس فيها المتنافسون.
فها هي مواسم الخيرات تنفحنا نسماتها، وتطوف بقلوبنا روائحها، ها هي العشر تحط رحالها، وتفتح أبوابها، وتنشر خيرها وثوابها، وتبعث في نفوس أهلها أشواقها.
مواسم أقسم الله بلياليها وأيامها تعظيمًا لشأنها، فقال فيها: ﴿وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ(2)﴾ [الفجر: 1- 2]، يقول ابن القيم: "إن الفجر في الليالي العشر زمن يتضمن أفعالاً معظَّمة من المناسك وأمكنة معظمة، وهي محلها، وذلك من شعائر الله المتضمنة خضوع العبد لربه، فإن الحج والنسك عبودية محضة لله، وذل وخضوع لعظمته، فالزمان المتضمن لمثل هذه الأعمال أهلٌ أن يقسم الرب -عز وجل- به". ا هـ.
حق للمسلم أن يفرح ويستبشر وينجح فأصغِ سمعك بما يُفرح قلبك ويبعث همتك، روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما العمل في أيام أفضل منها، في هذه" قالوا: ولا الجهاد؟ قال: "ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه بماله فلم يرجع بشيء".
فهذا خبر صحيح ونص واضح صريح، نعم حق للمؤمن أن يستبشر ويفرح ويشكر على هذه النعمة التي يرتفع بها درجات، ويزداد بها حسنات ويكفر عنه السيئات.
أيها المسلم: كان سعيد بن جبير نِعم العامل بعلمه فهو الراوي عن ابن عباس خبره كان إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يكاد يقدر عليه غيره.
وجاء عنه: "لا تطفئوا سُرُجكم ليالي العشر"؛ كناية عن القيام والقراءة.
وكان السلف يعظّمون ثلاث عشرات، عشر رمضان الأخيرة، وعشر ذي الحجة، وعشر محرم الأول.
ومن فضلها ما أشاد الله بذكرها ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: 28]، قال ابن عباس "أيام العشر".
هذه العشر جمعت أركان الإسلام توحيدًا وعقيدة، صيامًا وصدقة، صلاة وحجًّا وعمرة، قال ابن حجر -رحمه الله- كما في الفتح: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة؛ لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها؛ الصلاة والصيام، والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها".
ويقول ابن رجب -رحمه الله- في اللطائف: "لما كان الله –سبحانه- قد وضع في نفوس عباده حنينًا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرًا على مشاهدته كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركًا بين السائرين والقاعدين" ا هـ.
فالموفق من بادر الأوقات، وسارع إلى الطاعات، واغتنم الخيرات، ونافس في العبادات، في هذه العشر اجتمع فيها أفضل العبادات البدنية وهي الصلاة، وأفضل العبادات المالية وهي الذبح والأضحية، تتميز هذه العشر -أمة الصلاح والخير- بمناسبتين عظيمتين: أولهما الحج، فهو فريضة العمر وغرة الدهر، وعيد الأضحى الذي هو أحد العيدين الذين يحتفل بهما المسلمون في جميع بقاع الأرض، وليس لهما سواهما؛ حيث يقومون في عيد الأضحى بإحياء السنة الإبراهيمية في التضحية والفداء.
في العشر أوقات الإجابة *** فبادر رغبة تلحق ثوابه
ألا لا وقت للعمال فيه *** ثواب الخير أقرب للإصابه
من أوقات الليالي العشر حقّاً *** فشمر واطلبن فيه الإنابه
من أعظم الأعمال في هذه العشر والليالي: حج بيت الله الحرام فرضًا كان أم نفلاً، فعلى الإنسان أن يبادر ولا يسوّف ويسارع إلى أداء فرضه ولا يتخوف.
ومن الأعمال: صيامها أو بعضها، فالصيام من خير الخصال.
ومن الأعمال التكبير للكبير المتعال، الجهر به في الأسواق والبيوت، وليس له صفة محدودة ومن أوصافه: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد".
ومن الأعمال: التضحية لمن قدر عليها، فهي من أفضل الأعمال في هذه الليالي، ولهذا تُضاف إليها عيد الأضحى، فلا تبخل على نفسك في أضحية لك ولأولادك يرونها ويتأسون بها.
ومن الأعمال فيها: صيام يوم عرفة لغير أهل عرفة، فهو يكفّر سنتين؛ الماضية والقادمة.
والأعمال الصالحة لا حصر لها كالبر والصدقة، والصلاة والصلة، والذكر وقراءة القرآن، والإحسان، وكل معروف صدقة، والذكر بألوانه وأنواعه والإحسان للغير والعفو والتسامح والتغاضي والتصالح وطرق الخير كثيرة وأنواعه متعددة كبيرة.
قال ابن رجب -رحمه الله-: "وقد دل حديث ابن عباس على مضاعفة جميع الأعمال الصالحة في العشر من غير استثناء شيء منها"، وقال: "وكل عمل صالح يقع في هذه العشر فهو أفضل في عشرة أيام سواها من أيّ شهر كان".
احذروا المعاصي؛ فإنها تحرم المغفرة في مواسم الرحمة، ففي السنة "إن العبد ليُحرَم الرزق بالذنب يصيبه"، فقد يُحرَم رزق الطاعات والخيرات بأسباب الذنوب والسيئات، فالغنيمة الغنيمة في انتهاز الفرصة في الأيام العظيمة، فما منها عوض ولا لها قيمة، المبادرةَ المبادرة بالعمل والعجلة العجلة قبل هجوم الأجل قبل أن يندم المفرّط على ما فعل، قبل أن يَسأل الرجعة ليعمل صالحًا فلا يُجاب إلى ما سأل.
ليس للميت في قبره *** فِطر ولا أضحى ولا عشر
ناءٍ عن الأهل على قربه *** كذاك مَن مسكنه القبر
من الحرمان والخسران أن تمر هذه العشر مرور الكرام، وتخرج بسلام فلا عمل ولا اهتمام.
احذروا الغفلة والإعراض، رئي أحد الموتى في المنام، فقال: "ما عندنا أكثر من الندامة، وما عندكم أكثر من الغفلة"، ورئي آخر فقال: "قدمنا على أمر عظيم نعلم ولا نعمل، وأنتم تعلمون ولا تعملون، والله لتسبيحة أو تسبيحتين أو ركعة أو ركعتين في صحيفة أحدنا خير من الدنيا وما فيها".
فما من ميت يموت إلا ندم إن كان محسنًا ندم أن لا يكون ازداد، وإن كان مسيئًا ندم أن لا يكون نزع عن معصيته.
أَيا مَن لَيسَ لي مِنهُ مُجيرُ *** بِعَفوِكَ مِن عَذابِكَ أَستَجيرُ
أَنا العَبدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنبٍ *** وَأَنتَ السَيِّدُ المَولى الغَفورُ
أَفِرُّ إِلَيكَ مِنكَ وَأَينَ إِلّا *** إِلَيكَ يَفِرُّ مِنكَ المُستَجيرُ
العاقل من اجتهد لنفسه وقت المواسم ليظفر بالربح الكبير، كم نرى من عقلاء الدنيا والخبراء بمواسمها من يواصلون الليل والنهار لا ينامون إلا قليلاً للتجارة في دنياهم، فحري بأهل الإيمان والمشتاقون للجنان مضاعفة الأعمال والإحسان قبل فوات الأوان، ويقال فلان كان.
افتح لك ورقة بيضاء ورتّب أعمالك الحسنة، واحذر الكسل والتواني واللهو، فهذه العشر ربما تكون خاتمة عمرك، ولا تدركها مرة أخرى في دهرك، ساعد زوجتك وأهلك وحضهم على العمل الصالح والمسارعة، واجعل لهم حوافز بالمنافسة قيمة، فهنيئًا لمن عزم على انتهاز العشر، ونوى العمل الصالح والخير، فمن عزم على شيء أعانه الله، ومن صدق مع الله أسعده الله ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت: 69].
تجارة لا يعتريها خسارة ولا مراوغة، بل هي تجارة رابحة ومدَّخرة له في الدار الباقية يجد أنسها وسرورها إذا فارق هذه الدار الفانية، ويخسر فيها من يخلد إلى الكسل والعجز وعدم العمل، فلا يرعى لها قيمة، ولا توقظ له همة.
حري بنا أن نستقبل هذه العشر المباركة بالأعمال الصالحة، والعزيمة الخالصة، والنية الصادقة، والقوة والشجاعة، والجد والمجاهدة، والاستثمار والمبادرة، فكم مِن الأنفس مَن سوف ترحل إلى الدار الآخرة قبل إدراك هذه العشر الفاضلة، نسأل الله حسن الخاتمة.
يا رب ثبتنا على الإيمان، ونجنا من سبل الشيطان، ونسأل الله حسن الخاتمة، فهي وربي لحظات حاسمة، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بسنة رسوله الكريم إنه بالمؤمنين رءوف رحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
هذا وهناك أعمال مشروعة، وفي هذه العشر مخصوصة، فأبرز ما فيها خصلتان عظيمتان: أولهما -عباد الله- حج بيت الله الحرام، فهو فريضة العمر، أشرف عمل يعمله المرء في هذه العشر ،كيف لا وهذا وقته وزمنه؟!
وهو أحد أركان الإسلام، كما في حديث "بُني الإسلام"، ويجب بشروط خمسة: الإسلام، والعقل، والبلوغ، والحرية، والاستطاعة، وتزيد المرأة شرطًا سادسًا: وجود محرم لها يذهب معها.
وسؤال يطرح نفسه ما هي علامات البلوغ؟ هي ثلاث مشتركة للذكر والأنثى: خروج المني باحتلام أو غيره، ونبات شعر العانة، وبلوغ خمس عشرة سنة، وتزيد المرأة وجود الحيض.
فمتى وُجدت أو أحدها كُلف صاحبها، ووجب عليه المفروض، وترك الممنوع، ومن توفرت فيه الشروط، وتمت فيه الضوابط وجب عليه الحج على الفور، والسعي إليه، وأداء فرضه قبل اقتراب المنية، والبعض قد اكتملت فيه شروط الحج، وتيسر له العج والثج، ولكن غلب جانب الكسل وسوء العمل، يسوّف ويمنّي ويواعد ويلغي، فيتقدم به العمر والشهر تلو الشهر ولم يؤد فرضه، ويقيم أركان إسلامه.
فيتعذر بأعذار واهية وحجج هامشية؛ من زحام، وبرد وحر، وسنة قادمة، ومن عجز عن الحج ببدنه، وله مقدرة بماله أقام مَن يحج عنه، ومن لفت الانتباه إعانة الأولاد وحثهم وترغيبهم ومساعدتهم، وتشجيعهم وتسهيل السبل لهم ليؤدوا فرضهم من بنين وبنات، فكثير ممن له القدرة يهمل أولاده بل يعيقهم ويقف في طريقهم من بنين وبنات.
ومما يرغّب في أداء الحج ويعين الناسك في العج، ويرفع الهمم والمهج: تذكير النفس بفضل العمرة والحج، ففي الصحيحين "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"، وفيهما "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، والمبرور ما كان خالصًا لله صوابًا على سنة رسول الله، مع كفّ الأذى، واجتناب الردى مصحوبًا بمال حلال.
وفيهما: "أي الأعمال أفضل؟" قال: "إيمان بالله" قيل: "ثم أي؟" قال: "جهاد في سبيل الله" قيل: "ثم ماذا؟" قال: حج مبرور"، وعند مسلم: "والحج يهدم ما كان قبله"، وهو سبب لسعة الأرزاق ونزول البركات وتكفير الذنوب السيئات، فصح عند أحمد في مسنده والترمذي في جامعه: "تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة".
والخصلة الثانية في هذه العشر المباركة: مشروعية الأضحية، فهي سنة مؤكدة، جاءت بها السنة القولية والفعلية والتقريرية، فعلى من كان عنده مقدرة وسعة من المال أن يتقرب بها إلى الكبير المتعال، ويذبحها في بيته وبين العيال لينشئوا على السنة ، ويعرفوا سُنة الأضحية فالبعض يذهب بها هنا أو هناك بحجة ضيق المكان أو اتساخ المكان، فلا يعرف أهله وولده ذبح القربان.
والبعض يتصدق بقيمتها؛ لأنه ليس عنده وقت لذبحها، وإهراق الدم أفضل من التصدق بثمنها، وبعض الناس عندهم كرم وسخاء، لكن عند الأضحية فقر وإمساك وعناء، فالأضحية من أبرز الشعائر وسنة سيد الأوائل والأواخر، قال الحافظ ابن حجر: "ولا خلاف أنها من شعائر الدين".
وقال ابن القيم: "ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يدع الأضحية، وكل من قدر من والد أو والدة أو زوجة أو زوج أو ولد أو بنت على الأضحية، فينبغي فعلها، والتقرب إلى الله بها، ولو تعددت في البيت الواحد، فمن عمل صالحا فلنفسه".
هذا، ومن أراد أن يضحي وعزم على ذلك بنيته عليه أن يمسك عن أخذ شعره، سواء من لحيته أو رأسه أو إبطه أو عانته، أو ساقه أو سائر شعور جسمه، وكذا لا يأخذ من أظافر يديه ورجليه، ولا من جلده وبشرته لما روى الجماعة إلا البخاري: "إذا هلَّ هلال ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يضحّي، فلا يأخذ من شعره وبشره شيئًا"، وفي رواية: "ولا من ظفره"، والحكم خاص بمن أراد أن يضحي، أما الزوجة والأولاد فلا يُمسِكون، وكذا لا يمسك الموصَى والموكَّل إنما يمسك الُموكِل والموصِي، ومن أخذ من ذلك ناسيًا، فليس عليه شيء، ومن أخذ متعمدًا، فعليه التوبة ولا فدية ولا كفارة وأضحيته مقبولة، ومن أراد أن يضحّي عن غيره أو ميته فلا يمسك هو؛ لأن المخاطب صاحب الأضحية، وكذا لو اشتركوا لشخص أو شخص فلا يمسكون إنما يمسك من كانت له الأضحية، دفع القيمة هو أو دُفعت له، ومن تردد هل يضحي أم لا فيمسك إذا عزم وأراد ولو قبل العيد بلحظات.
هذا وبعض النساء تتحرج من تسريح شعرها وتجميله؛ خشية التساقط، وهذا تحرج في غير محله، بل عليها وعلى الرجل التجمل والتسريح والتعديل والتصليح، وكثيرا ما يسأل من يريد الحج إذا جاء إلى الميقات ونوى الأضحية في بلده هل له أخذ شعره وظفره في الميقات؟
والجواب لا يأخذ شيئًا عند الميقات، وإذا انتهى من عمرته إذا كان متمتعًا، فله أن يقصر أو يحلق فهذا تابع للنسك.
هذا وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينصر دينه ويعلي كلمته.