عناصر الخطبة
- مباهاة المولى تعالى بالحجاج يوم عرفة
- أحكام الأضحية
- استجابة المسلمين للغزو الثقافي
- التنبيه على بعض الظواهر السالبة
اقتباس وبدأت نتائج هذا الغزو تظهر وتطفو على السطح، تزكم الأنوف، وتُعفِّنُ الأجواء، وتحاول تكدير صفو هذا الدين، حتى غدا كثير من المرتدين يعلنون ردتهم بكل أمن وصفاقه؛ بل عطل كثير من المسلمين الأركان الكبرى من الإسلام، وتخلوا عن المبادئ العظمى من إخلاص العبادة لله وحده، وتحكيم شرعه، والتزام أمره، واجتناب نهيه، والمحافظة على ركن الولاء والبراء، الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين ..
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر ما لبى ملبٍّ ثم كبر، الله أكبر ما وقف حاج بعرفة ثم نفر، الله أكبر عدد ما أحرم الحجاج من الميقات، وعدد ما رفعوا بالتلبية الأصوات، الله أكبر عدد ما دخل الحجاج مكة ونزلوا بتلك الرحبات، الله أكبر عدد ما طافوا بالبيت وعظموا الحرمات، الله أكبر عدد ما خرجوا إلى منى ووقفوا بعرفات، الله أكبر عدد ما باتوا في مزدلفة ثم عادوا إلى منى ورموا الجمرات، الله أكبر عدد ما يراق من الدماء في هذا اليوم تعظيماً لفاطر الأرض والسموات.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر، يقولها الحاج كلما علا مرتفعاً، الله أكبر، يقولها حينما يستلم الحجر أو يشير إليه، الله أكبر، يقولها مع كل حصاة يرمي بها الجمرات، الله، أكبر يقولها إذا وضع شفرته لإراقة الدماء تعظيمًا لله، الله أكبر، يحرم بها المصلي في صلاته، نعم! الله أكبر من كل كبير، ومن كل هذه الدنيا؛ فالعبادة إنما يستحقها من كان أكبر، والله أكبر من كل شيء فاستحق أن يفرد بالعبادة وحده، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها الإخوة المؤمنون: كان الأمس يوم المباهاة، يدنو رب العالمين من عباده في عرفة ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟ يقول للملائكة: "اشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرت لهم، فما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة".
اجتمع العباد فيها من كل حدب وصوب، وسألوا الله بكل لغة وصوت، لباسٌ واحد، وشعار واحد، بألوان مختلفة، ولغات متعددة، كلٌ يسأل الله حاجته؛ لكنها قلوب مجتمعة، اجتمعت على محبة الله تعالى وتعظيم شعائره.
أكُفٌّ إلى الله رافعة، ووجوه لله ضارعة، وعيون دامعة، وقلوب خاشعة، ونفوس على باب الرحمن منطرحة، وألسن بالدعاء لا هجة، تكرر الدعاء ربنا!؛ فسبحان من أحصى عددها! وسبحان من علم لغاتها! وسبحان من ميز ألفاظها! وسبحان من قضى حوائجها! لا يخفى عليه صوت، ولا تعجزه حاجة.
فلما غربت الشمس، سارت تلك الجموع في الشعاب وبين الوهاد خاشعين ملبين، قلوبهم كلها رجاءٌ أن حجهم مقبول، وسعيهم مشكور، وذنبهم مغفور، ودعاءهم مستجاب، فلا إله إلا الله كم ينفر إلى مزدلفة من عبد رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه!.
دخلوا عرفات مثقلين يخرجون منها من الذنوب والخطايا مغسولين، عاملهم الله بعفوه ومغفرته ورحمته، لم ينظر إلى ماضيهم؛ بل طهر صحائفهم من السيئات فرجوا مرحومين، معتقين من النار، وهذا ما جعل الشيطان يحثو التراب على رأسه يدعو بالويل والثبور، فيجتمع إليه شياطينه فيقولون مالك؟ فيقول: قومٌ فتنتهم منذ ستين سنة وسبعين سنة غُفِر لهم في طرفة عين، كما وردت بذلك الآثار.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها الإخوة: لما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "إن الله قد أبدلكم يومين خيراً منهما: يوم الفطر والأضحى" أخرجه أحمد.
أبدل الله هذه الأمة المباركة بيومي اللعب واللهو يومي المغفرة والذكر، والعفو والشكر.
اليومُ يومُ عيد النحر، أكبر العيدين وأفضلهما، يشترك فيه المسلمون كلهم، سواء أكانوا في المشاعر أم في سائر الأمصار، في التقرب إلى الله تعالى بالنسك، وهو إراقة دماء القرابين.
فأهل الموسم يرمون الجمرة، ويتحللون من إحرامهم، ويقضون تفثهم، ويوفون نذورهم، ويقربون قرابينهم من الهدايا، ثم يطوفون بالبيت العتيق.
وأهل الأمصار يجتمعون على ذكر الله تعالى وتكبيره والصلاة له، ثم ينسكون ويتقربون إلى الله بالضحايا؛ فيكون ذلك شكراً منهم لهذه النعمة.
فالصلاة والنحر في هذا اليوم أفضل من الصلاة والصدقة التي في عيد الفطر؛ ولهذا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يجعل شكره لربه على إعطائه الكوثر أن يصليَ لربه وينحر، ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ(2)﴾ [الكوثر:1-2]. وقيل له: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ(163)﴾ [الأنعام:162-163].
هذا النسك العظيم للمسلمين في كل مكان هو أفضل عبادات هذا اليوم، وسنيته متأكدة؛ بل قال بوجوبه بعض العلماء، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: "وأما الأضحية فالأظهر وجوبها… فإنها من أعظم شعائر الإسلام، وهي النسك العام في جميع الأمصار، والنسك مقرون بالصلاة في قوله ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وقد قال تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ فأمر بالنحر كما أمر بالصلاة… وهي من ملة إبراهيم الذي أمرنا باتباع ملته، وبها يذكر قصة الذبيح، فكيف يجوز أن المسلمين كلهم يتركون هذا، لا يفعله أحد منهم، وترك المسلمين كلهم هذا أعظم من ترك الحج في بعض السنين".
وقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا" أخرجه أحمد وابن ماجه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وهذه الأضاحي فعلها أبونا إبراهيم حين فدى أبانا إسماعيل -عليهما الصلاة والسلام- بذِبحٍ عظيم، وهي سنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "ضحى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكبشين أملحين أقرنين، فرأيته ذبحهما بيده واضعاً قدمه على صفاحها، وسمَّى وكبَّر"، متفق عليه، وفي حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال يوم النحر: "إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا نصلي ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبلُ فإنما هو لحمٌ قدمه لأهله ليس من النسك في شيء…" متفق عليه.
وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- العيوب التي تمنع إجراء الأضحية؛ كما جاء في حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل: ماذا يتقى من الضحايا؟ "فأشار بيده وقال: أربعاً… العرجاء البين ضلعها، العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تَنْقِي" أخرجه مالك وأحمد الترمذي وقال: حسن صحيح.
قال الحافظ بن عبد البر -رحمه الله تعالى-: " أما العيوب الأربعة المذكورة في هذا الحديث فمجتمع عليها، لا أعلم خلافاً بين العلماء فيها، ومعلوم أن ما كان في معناها داخل فيها إذا كانت العلة في ذلك قائمة، ألا ترى أن العوراء إذا لم تَجُز في الضحايا فالعمياء أحرى ألا تجوز؟ وإذا لم تَجُز العرجاء فالمقطوعة الرجل أحرى ألا تجوز؟ و كذلك ما كان مثل ذلك كله".
وقال علي -رضي الله عنه-: "أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نستشرف العين والأذن، ولا نضحي بعوراء ولا مقابلة ولا مدابرة ولا خرقاء ولا شرقاء" أخرجه أحمد وأبو داود واللفظ له.
قال ابن عبد البر: "المقابلة عند أهل الفقه وأهل اللغة: ما قطع طرف أذنها، والمدابرة: ما قطع من جانبي الأذن، والشرقاء: المشقوقة الأذن، والخرقاء: المثقوبة الأذن؛ ولا خلاف علمته بن العلماء أن قطع الأذن كلها أو أكثرها عيب يتقى في الضحايا" اهـ.
وبكل حال- أيها الإخوة- فإن هذه الضحايا قرابين لله تعالى فعلى المضحي أن يختار الأطيب منها؛ لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يسمنون الأضاحي في المدينة. قال أمامة بن سهل: "كنا نسمن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يسمنون".
والأفضل أن يتولى صاحبُها ذبحها، ويأكل منها، ويهدي، ويصدق، ولا يجوز أن يبيع شيئاً منها.
والشاة تجزئ عن واحد يشتريها ويشرك فيها من شاء من قرابته الأحياء والأموات؛ والواحدة من الإبل أو البقر يجوز أن يشترك في ثمنها سبعة أشخاص كل واحد منهم يشرك فيها من شاء من قرابته، ويجزئ من الإبل ما بلغ خمس سنوات، ومن البقر ما بلغ سنتين، ومن المعز ما بلغ سنة، ومن الضأن ما بلغ نصف سنة.
فاحرصوا -رحمكم الله- على هذه السنة العظيمة، فاليوم يوم إراقة الدماء تعظيماً لله تعالى، والمحروم من حرم فضل الله.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أيها الإخوة المؤمنون: إن من الظواهر السيئة التي أصابت كثيراً من المسلمين الاستهانة بشعائر الله تعالى، وتجاوز حدوده، وتضييع فرائضه، وضعف الإيمان واليقين؛ وذلك إنما كان نتيجة للضعف والتخلف الذي يعيشه المسلم، وهو إفراز من إفرازات الغزو الفكري الذي يسخر كل قوة سواءً كانت ترسانة عسكرية أم ضجة إعلامية؛ لإقناع المسلمين بالتخلي عن دينهم.
وبدأت نتائج هذا الغزو تظهر وتطفو على السطح، تزكم الأنوف، وتُعفِّنُ الأجواء، وتحاول تكدير صفو هذا الدين، حتى غدا كثير من المرتدين يعلنون ردتهم بكل أمن وصفاقه؛ بل عطل كثير من المسلمين الأركان الكبرى من الإسلام وتخلوا عن المبادئ العظمى من إخلاص العبادة لله وحده، وتحكيم شرعه، والتزام أمره، واجتناب نهيه، والمحافظة على ركن الولاء والبراء، الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين، وإن من الملاحظ في أكثر من بلاد المسلمين: إضاعة الصلاة، وتعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يقابل هذا التخلي عن الدين، وتلك الإضاعة لأركانه؛ عضٌ بالنواجذ على مبادئ الذين كفروا، وإعجابٌ بآرائهم وعاداتهم في أكلهم وشربهم، ونومهم واستيقاظهم، ولباسهم وهيئاتهم وأعيادهم؛ بل ساروا وراءهم حذو القذة بالقذة، حتى في أتفه الأمور، وأخس العادات: قص الشعر وحلقها؛ ناهيكم عن اتباعهم في الأمور الكبرى من تأليه المادة، وتعطيل فرائض الله من أجلها، وجعلها غاية تسوِّغ كل وسيلة، والحرص على تحصيل كمٍّ أكبر من اللذائذ والشهوات، ولو على حساب الدين والأخلاق والقيم، والعيش للدنيا في تناسٍ تام عن الدار الآخرة، وما ينبغي أن يعمل لها، وتغافل مطبق عن استشعار الموت والقبر والحساب الجزاء.
إن المسلمين يؤمنون بالدار الآخرة، ويعتقدون بأن العبد يحاسب بما عمل؛ لكن هذا الإيمان والاعتقاد يتلاشى أو يضعف حين العمل.
فالموظف يستيقظ لعمل الدنيا لكنه ينام عن عمل الآخرة، والغني يسارع في تنمية ماله لكنه لا يُخرج حق الله فيه، ولا يراقب الله في طرائق كسبه، إلا ما رحم الله، وقليل ما هم.
والمرأة تسعى في طلب ما يكملها حسب زعمها، وتحاول لفت الأنظار إليها من لبس العباءة المزركشة، ووضعها على الكتف، والتساهل بالحجاب، وإبداء الزينة لغير الزوج والمحارم، والخروج للأسواق لغير حاجة ملحة، ولبس البنطال عند غير الزوج، والتزين بالوشم والنمص، وغير ذلك مما قلدت المسلمة فيه نساء الكافرين، ظنت بأن اللحاق بهم في هدم الدين، وفساد الأخلاق، وكسر الحياء، لحاق بالحضارة، وتحقيق للمدنية؛ لكنها حينما عملت تلك الأعمال لم تنظر ولم تسأل عن مدى شرعيتها؟ وهل هي تغضب الرحمن أم لا؟.
كل هذه النماذج وغيرها تؤمن بيوم الحساب قولاً واعتقاداً؛ لكنها تضعف عن العمل والتطبيق، فشكلت بضعفها الفردي ضعفاً جماعياً شلّ حركة الأمة عن التقدم، وقعد بها وأوثقها؛ مما جعلها مرمى لسهام العدو، وهدافاً لتربصه ومؤامراته، والمسلمون الذين شلوها وأوثقوها يبكون حولها، ويتلاومون فيما بينهم، ويندبون الحظ العاثر.
ومنهم من ألقى باللائمة على القدر. وما علموا أن كل فرد منهم، شاء أم أبى، علم أم جهل، قد أسهم بشكل كبير في هذا الضعف والاستكانة، والتخلف والتقهقر؛ بما مارس من عصيان، وارتكب من آثام حجبت نصر الله عز وجل، وجعلت العدو قادراً على أن يتسلط على المسلمين.
فعودوا إلى الله أيها المؤمنون، أصلحوا أنفسكم تصلح أمتكم، وانتصروا على شهواتكم وملذاتكم تنتصر أمتكم على أعدائها، ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [الذاريات:50].
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أيها الإخوة: هل نستطيع أن نقهر أنفسنا عن المعصية ولو في أيام الشكر؟ هذا يوم العيد يوم شكر لله تعالى، هل نفقد فيه سماع المعازف ونستبدلها بذكرك الله تعالى وتكبيره؛ حتى نكون من الشاكرين؟ وهل تحافظ نساؤنا على لباس الحشمة، والحجاب الشرعي، والبعد عن مواطن الريبة والمعصية؟.
هل نتناسى ضغائننا، ونصلحُ ذات بيننا، فنبرُّ والدِينا، ونصلُ أرحامنا، ونتزاور في الله تعالى، ونحافظ على الفرائض، ونجتنب ما حرم الله علينا؛ فهذا الانتصار على النفس هو أول عتبات الانتصار على العدو.
أما بغير ذلك فسنعيش دهوراً من الذل والهوان، وسنظل نتلقى مزيداً من التسلط والقهر والحرمان، ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ [محمد:38].
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب:56].