يعتبر علم أصول الفقه من أهم علوم الشرع التي يجب على طالب العلم معرفتها والإلمام بها وضبطها، لكونه يتعلق بضوابط الاستنباط والاستدلال، وتمييز الدلالات الصحيحة من الزائفة، وتنمية الملكة الفقهية التي من خلالها يتمكن طالب العلم من التعامل مع النصوص والاستنباطات، ولهذا فقد عني المسلمون به عناية فائقة، وكان مما كتبوه فيه متن الورقات، والذي يعطي طالب العلم المبتدئ تصورًا مبدئيًّا عن هذا العلم ويمَكِّنه من الترقي فيه، كما يعطي غير المتخصص جرعة معرفية جيدة يدرك من خلالها مقدار الضبط الذي اتبعه علماء الإسلام في التعامل مع الأدلة والاستدلال بها، وأن الأمر لم يكن خبط عشواء كما يتصوره البعض، وكل هذا لا يحصل بتمامه إلا بشرح يبين ما صعب من تعريفات ومسائل وتقسيمات وأمثلة، فجاء هذا الشرح الذي تميز ببسط العبارة، وتقريب المسائل المستغلقة، مع ضرب الأمثلة التوضيحية إضافة إلى شذرات من الفوائد ذات الصلة.