عناصر الخطبة
- استمرار الصراع بين أهل الحق والباطل
- كثرة أعداء الأمة من الكفار والروافض
- مطامع الحلف الرافضي الحاقد
- وجوب الاجتماع على الكتاب والسنة وتوحيد مواقف أهل السنة
- وسائل تحقيق النصر على الأعداء
- أسباب النصر والهزيمة.
اقتباس لا يزال الصراع بين أهل الحق والباطل قائمًا، وما تعيشه المنطقة اليوم من حروب ومآسٍ حلقة من حلقات الصراع يقف في أحد طرفي الصراع أهل السنة والتوحيد من جهة، ويقابلهم أهل الباطل والشرك من جهة أخرى.. إنها حرب يشنها الباطل وجنده بكل أطيافه وأحزابه ودوله، إنه حلف صليبي صهيوني رافضي تجمع من أجل حرب أهل الإسلام والتوحيد من أجل حرب أهل السنة وهذه معاركه الساخنة في الشام والعراق واليمن شاهدة على مكونات هذا الحلف الحاقد على الإسلام والمسلمين.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى ومصابيح الدجى ومن تبعهم واكتفى وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)﴾ [الأحزاب:70-71].
ألا فلنتق الله عباد الله، ونجاهد أنفسنا على تحقيق التقوى؛ وذلك بالاجتهاد في ملازمة الطاعة وامتثال الأوامر، والحذر من المعصية، واجتناب ما نهى الله -عز وجل- عنه، جعلني الله وإياكم ممن عمرت بواطنهم بتقوى الله ومحبته، والخوف منه وخشيته، وجملت ظواهرهم بالاستقامة على شرعه والتأسي بنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-.
أيها الإخوة المسلمون: لا يزال الصراع بين أهل الحق والباطل قائمًا منذ أن خلق الله الخليقة، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وما تعيشه المنطقة اليوم من حروب ومآسٍ حلقة من حلقات الصراع يقف في أحد طرفي الصراع أهل الحق وأهل الإيمان وأهل السنة والتوحيد من جهة، ويقابلهم أهل الباطل والشرك والبدع من جهة أخرى.
إنها حرب يشنها الباطل وجنده بكل أطيافه وأحزابه ودوله، إنه حلف صليبي صهيوني رافضي تجمع وتحشد من أجل حرب أهل الإسلام والتوحيد من أجل حرب أهل السنة وهذه معاركه الساخنة في الشام والعراق واليمن شاهدة على مكونات هذا الحلف الحاقد على الإسلام والمسلمين.
إننا في هذه البلاد المباركة وأهل السنة بعامة نواجه حربًا ضروسًا تستهدف إسلامنا وتوحيدنا وشريعتنا ومقدساتنا، وها هي الأعمال الحقيرة والأفعال الإجرامية للحوثيين الرافضة، ومن يقف ورائهم من الصفويين وقوى الشر العالمية الداعمة لإرهابهم ها هي أفعالهم تشهد يومًا بعد يوم على مقاصدهم السيئة، ونواياهم الخبيثة في النيل من مقدساتنا، بل ومقدسات المسلمين في العالم كله.
إنه حلف الباطل الذي لا يعرف إلا الوحشية والدمار والخراب، إنه الحلف الكامن في قلوب ابن سبأ وأحفاد رستم منذ أن قضى الإسلام على إمبراطوريتهم المجوسية في بلاد فارس على أيدي الصحابة والتابعين في معركة القادسية.
هذا الحلف الرافضي الخبيث الذي يلقى الدعم والتأييد من قوى الشر العالمية التي ترى في دين الرافضة ما يوافقهم ويحقق رغباتهم ويلبي أطماعهم في حرب الإسلام الحق، الإسلام الذي جاء به محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-.
إن من المضحك أن يرفع ذلك الحلف الرافضي الحاقد شعارات الموت لأمريكا والموت لليهود، ولكن مدافعهم وأسلحتهم لا تقتل إلا أهل السنة أتباع محمد -صلى الله عليه وسلم-.
ولهذا فإن من المتعين على كل مسلم موحد أن يدرك هذه الحقيقة المهمة في هذا الصراع والحرب، وأننا مستهدفون في أعظم ما نملك؛ ديننا وعقيدتنا، وتوحيدنا ومقدساتنا وأمننا أهل السنة في محيطنا الإقليمي والمحلي.
ولهذا فإن من أوجب الواجبات أن يعمل أهل السنة على مختلف دولهم وشعوبهم على التوحد والاعتصام بحبل الله -عز وجل- والاجتماع على كلمة سواء في وجه هذا العدوان الرافضي، ومن يقف وراءه، وأن يبتعد الناس وتبتعد الشعوب عن خلفاتها وتتوحد مع قادتها ليكونوا صفًّا واحدًا ضد هذا العدوان، وألا يسمح لدعاية حلف الرافضة ببث شبهه وأراجيفه، وسعيه لتفريق كلمة أهل السنة تحت أي شعار وتحت أي قضية من القضايا.
إن واجب الوقت وفريضة اليوم الدعوة إلى الاجتماع على الكتاب والسنة وتوحيد مواقف أهل السنة حكومات وشعوبا وجماعات والله -عز وجل- يقول ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ [آل عمران: 103].
وقد كان لهذه البلاد المباركة وقيادتها شرف إطلاق عاصفة الحزم التي أبطلت خطط الروافض، وأفشلت مخططاتهم، وحالت دون تحقيق أطماعهم الخبيثة ورفعت رؤوس أهل السنة عاليا، وعلم أحفاد ابن سبأ ورستم من الصوفيين وأذنابهم من الحوثيين وأتباع حزب الشيطان وغيرهم أن أهل السنة يقظون لأطماعهم ومخططاتهم.
إن الواجب على أهل السنة في العالم كله الوقوف مع قيادة هذه البلاد في حربها على أعداء أهل السنة من الصفويين الرافضة وأتباعهم فهذه البلاد بثقلها وعمقها تمثل رأس الحربة وأعلى الهرم في مواجهة هذا العدوان الرافضي بكل إمكانيتها الحربية والسياسية والاقتصادية.
كما أن من المتعين علينا في هذه البلاد أن ندرك خطورة المرحلة وحساسيتها بما يدفعنا إلى الوقوف بكل حزم وثبات مع قيادتنا وولاة أمرنا صفًّا واحدًا، وألا نسمح لكل مرجف ومخزي ببث أراجيفه، وأن نبتعد عن كل ما يزعزع الأمن ويخلخل الصف ويفرق الكلمة والجماعة.
وأن نعلم علم اليقين بأنه لا عاصم من هذه المحن والحروب إلا اللجوء إلى الله والاستعانة به والتضرع بين يديه وإصلاح ما فسد من أحوالنا.
إن أعظم ما نواجه به الأعداء مهما كانوا وأعظم ما نتقي به المخاطر مهما عظمت وتعددت إيماننا بربنا سبحانه، واستقامتنا على دينه وشرعه، وتعظيم أوامره، والحذر من مخالفة أمره في صغير الأمر وكبيره.
إننا لا نقاتل أعدائنا كما قال الفاروق عمر -رضي الله عنه- بمجرد عدادنا وعدتنا، وإنما نقاتلهم بعقيدتنا نقاتلهم بهذا الدين، وتمسكنا به، نقاتلهم باعتصامنا بربنا، نقاتلهم بإيماننا فإن تخلينا عن ذلك وضعف تمسكنا به فاقونا بعددهم وعتادهم.
إن مسئولية تحقيق النصر لا يتحملها القادة وحدهم، ولا الجنود المرابطون على الثغور وحدهم، وإنما يتحمل مسئولية تحقيق النصر الجميع بحسن علاقتنا مع ربنا والطاعة له والاستجابة لأمره والدعاء والتضرع بين يديه وحسن التوكل عليه والثقة بوعده ونصره وهو القائل سبحانه وتعالى ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم:47]، وهو القائل سبحانه: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد:7]، وهو القائل سبحانه ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج:40].
إننا إذا أردنا تحقق النصر على الأعداء وتنزل النصر من الله -عز وجل-؛ فإن الواجب علينا أن ننصر الله بنصر دينه وإعلاء شريعته، وتحقيق توحيده، وملازمة أوامره والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووالله متى تحقق ذلك فإن نصر الله أقرب إلينا من أعناقنا.
ألا فلنتق الله -عز وجل- ولنحاسب جميعًا أنفسنا، ولنجدد إيماننا وتوبتنا لربنا سبحانه وتعالى، ولنبرأ من حولنا وطولنا وقوتنا وإمكاناتنا، ولنعلن استكانتنا وتضرعنا لمولانا وضعفنا بين يديه وحاجاتنا لنصره ومدده ولنتواصى جميعًا كبارًا وصغارًا رجالاً ونساء على التضرع للمولى -عز وجل- بأن يعجل بالنصر على أعداء المسلمين في كل مكان.
وإنني والله على ثقة من وعد ربنا -عز وجل- ولن يجعل الله للكافرين والمشركين على المؤمنين والموحدين سبيلاً.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ(174)﴾ [آل عمران: 173- 174].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدي محمد رسول الله وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.
أيها المسلمون عباد الله اتقوا الله تعالى حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واحذروا المعاصي كلها صغيرها وكبيرها؛ فإن أقدامكم ضعيفة على النار لا تقوى، واعلموا أن ما عند الله من النصر والتأييد والعون والمدد والحفظ والرعاية إنما ينال ذلك كله بطاعته -سبحانه وتعالى- وهو القائل سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ (45) وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ(47)﴾ [الأنفال: 45- 47].
إن سبيل أهل الإيمان وطريقهم لتحقيق النصر يتمثل في الثبات على الحق والعقيدة، يتمثل في الثبات على الإيمان والمبادئ، وعدم التزحزح عن ذلك كله أو التنازل عن بعضه، والاستعانة بذكر الله بالقلوب والألسن والجوارح، ولزوم طاعة الله وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- في كل أمر من أمور حياتنا في صغير الأمر وكبيره، والحرص على الاجتماع والحذر من التفرق والتنازع.
وأما أهل الباطل فسبيلهم لتحقيق النصر الفخر والخيلاء والبطر والأشر، والاعتداد بما عندهم من قوة وعتاد.
نصر الله لأهل الإيمان لا يتحقق إلا بطاعة الله مهما كانت القوة والعتاد، ولقد نزلت المصيبة بأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بين أظهرهم يوم أُحد لما خالفت فئة منهم أمره -صلى الله عليه وسلم- عن اجتهاد منهم فكيف بمن يتعمد مخالفة أمر الله وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-؟!
إن كل من يحب إشاعة المنكر والمجاهرة بالمعصية في مجتمعنا، ويدعو لكل ما من شأنه التهوين من أمر الشرع المطهر هو والله عدو لهذه البلاد وقادتها وشعبها، ولا يريد تحقيق النصر لها بل يريد إلحاق الهزيمة بها، وأما الناصحون فتتقطع قلوبهم كمدًا وحزنًا وهمًّا وغمًّا كلما شاهدوا مخالفة للشرع وانتشارًا للمنكر وضعفًا في الاحتساب على المنكرات بخشيتهم وخوفهم من آثار ذلك وعواقبه.
ووالله لن نحصن مجتمعنا مهما أوتينا من قوة في العتاد العسكري لم نحصنه من الأعداء بمثل التمسك الحقيقي بالكتاب والسنة والاعتصام بهما، وملازمة الطاعة والاستقامة على الشريعة، وتحقيق العدل والبعد عن المظالم.
ووالله يومها يتنزل نصر الله أسرع ما يكون فإن الأمور كلها بيد الله؛ أمور الكون وتصريف الكون، وتدبير الكون بيد الله -عز وجل- وحده بيده الملك يهب الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، بيده النصر يمنحه من يشاء ويحرمه ممن يشاء هو وحده القادر على إحداث النصر لأوليائه وإلحاق الهزيمة بأعدائه.
فنسأل الله -عز وجل- نسأله سبحانه وهو العلي الأعلى، نسأله سبحانه ألا يكلنا إلى أنفسنا وعتادنا طرفة عين، وأن يوفقنا لطاعته ومرضاته والاستقامة على هداه شرعه.
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه فقال عز من قائل: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
وقال عليه الصلاة والسلام "من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا".. اللهم صل وسلم وبارك…