الْمُؤمن عبادَهُ بما عرفهم من -عدله ورحمته - من أن يظلمهم، ويجور عليهم . والمؤمن هو الذي أثنى على نفسه بصفات الكمال، وبكمال الجلال، والجمال، الذي أرسل رسله، وأنزل كتبه بالآيات، والبراهين، وصدق رسله بكل آية، وبرهان، يدل على صدقهم، وصحة ماجاؤوا به، وصدق عباده المؤمنين إذا وحدوه، وشهدوا له بالوحدانية، فيصدقهم، ولايخيب أملهم، ويعطيهم على قدر ظنهم به، وهو سُبْحَانَهُ يؤمن أولياءه، فيخصهم بالأمان، والإطمئنان في الدنيا، والآخرة . وهو من أسماء الله الحسنى . قال تعالى : ﱫﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﱪ .الحشر :23.
انظر : مدارج السالكين لابن القيم، 3/485، الأسماء والصفات للبيهقي، 1/164
تعريفات أخرى :
المؤمن من البشر هو من حقق الإيمان بالله -عز وجل - وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الإيمان . وبالقدر خيره وشره، تصديقاً بقلبه، ونطقاً بلسانه، وعملاً بجوراحه، ظاهراً وباطناً، نسبة للإيمان
اسم الله : (المؤمن ): هو سبحانه المؤمن المصدّق الصادقين، دعا خلقه للإيمان به، وهو يملك أمان خلقه في الدنيا والآخرة .
المادة الأساسية
معنى اسم الله ﴿المؤمن ﴾: أي المؤمن " أي المصدِّق لرسله بإظهار معجزاته عليهم، ومصدق المؤمنين ما وعدهم به من الثواب، ومصدق الكافرين ما أوعدهم من العقاب، وقيل : المؤمن الذي يؤمِّن أولياءه من عذابه ويؤمن عباده من ظلمه، يقال : آمنه من الأمان الذي هو ضد الخوف، كما قال تعالى : ﴿وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ [قريش : 4]. فهو مؤمِّن .ورد اسم الله ﴿المؤمن ﴾ في القرآن مرة واحدة .الله سبحانه المؤمِّن مصدر الأمن، وكل من ابتغى الأمان عند غيره سبحانه فلن يجده . لما كان من المعاني اللغوية للمؤمن : ﴿المصدق ﴾ كان لاسم الله ﴿المؤمن ﴾ تعلق به، وذلك : أن الله يصدق نفسه بتوحيده وصفاته كما قال تعالى : ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ﴾ [آل عمران : 18]، وكذلك تصديق الله رسله وأنبياءه وأتباعهم، وتصديقه سبحانه عباده المؤمنين في يوم الدين، فالتصديق نوع من إعطاء الأمن أيضًا . ولما كان من المعاني اللغوية للمؤمن أنه مأخوذ من الأمان؛ كان لاسم الله تعالى المؤمن تعلق بذلك من جهات عدة، منها :أنه الذي يؤمن خلقه من ظلمه، وأنه سبحانه يهب لعباده المؤمنين الأمن في الدنيا بالطمأنينة والأنس به سبحانه .أنه يؤمن خوف عبده الذي لجأ إليه بصدق فيكشف كربته، ويزيل خوفه . أنه يؤمن عباده المؤمنين عند الموت حال الاحتضار، فيُسمعهم تطمين الملائكة إياهم، قال تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ الآيات . [فصلت 30-32]. أنه يؤمن عباده المؤمنين يوم الفزع الأكبر من أهوال يوم القيامة، قال تعالى : ﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ . [الأنبياء :103].
ماذا نفعل بعد ذلك
محبة الله عز وجل الذي يأمَن الخائفون في كنفه، ويطمئن المؤمن بالإيمان به، وعبادته وحده .
زيادة الإيمان والتصديق في القلب، وذلك برؤية آثار اسمه سبحانه (المؤمن ).
الاغتباط بأحكامه سبحانه، وشريعته الكاملة الشاملة، التي تكفل الخير والسعادة والأمن الشامل لكل الضروريات الخمس .
سلامة القلب نحو عباد الله تعالى وتأمينهم من الاعتداء عليم .