الأحاديث:
أحاديث نبوية عن النمام
- عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقبرين، فقال: «إنهما ليُعذَّبان، وما يُعذَّبان في كبير؛ أما أحدهما: فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر: فكان يمشي بالنميمة». شرح وترجمة الحديث
- عن حذيفة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يدخل الجنة قَتَّات». شرح وترجمة الحديث
- عن ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا هل أُنَبِّئُكم ما العَضْهُ؟ هي النَّميمة القَالَةُ بين النّاس». شرح وترجمة الحديث
عناصر محتوى المفردة:
المقدمة
- المقدمة
- النّميمة من الأخلاق القَبيحة التي قد يتصّف بها البعض، وهي من أشدّ المعاصي التي لها الأثر الخطير على الفرد والمجتمع، فقد صان الله تعالى كلّ ما يخصّ الإنسان وحرّم الاعتداء عليه باللسان أو بالفعل .
المادة الأساسية
- (النميمة ): هي نقل الكلام بين الناس؛ لقصد الإفساد، وإيقاع العداوةِ والبغضاءِ بينهم .
(حكم النميمة، وأدلة تحريمها ): محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمها الدلائل الصريحة من الكتب والسنة وإجماع الأمة، وهي من أعظم الذنوب عند الله عز وجل . قال الله تعالى : ﴿هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾ [القلم : 11].
وقال تعالى : ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب : 58]. وعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يدخل الجنة نمام » [متفق عليه ].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، بلى إنه كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله ».
[رواه البخاري ] (دوافع النميمة ): أولًا : جهل البعض بحرمة النميمة وأنّها من كبائر الذنوب، تؤدي إلى شر مستطير، وتفريق أحبة، وتهديم بيوت، وإشاعة التباغض والتناحر بين المسلمين . ثانيًا : التشفي والتنفيس عما في النفس من غلٍ وحسد وذلك بالنميمة بين الأحبة، ومحاولة التنقص من المحسود أمام النّاس . ثالثًا : مسايرة الجلساء ومجاملتهم والتقرب إليهم بخبر جديد وأمر يستمعون إليه . رابعًا : إرادة إيقاع السوء للمحكي عنه كنقل الكلام إلى من بيده سلطة أو قوة . أو مرادة إيقاع الضرر بأي شكل كان .
خامسًا : إظهار الحب والتقريب للمحكى له وكأنّه أصبح من أعوانه وأحبابه فلا يرضى بما قال عنه فلان من الناس، بل ينقل إليه كل ذلك وربما يزيد رغبة في زيادة محبة المنقول إليه . سادسًا : اللعب والهزل فإن هناك مجالس تقام على الضحك والهزل ونقل الكلام بين النّاس . سابعًا : إرادة التصنع ومعرفة الأسرار والتفرس في أحوال النّاس فينم عن فلان ويهتك ستر فلان . (الموقف من النمام ): ينبغي على من وصلته النميمة أن يتخذ هذه الخطوات : الأول : أن لا يصدقه لأنّ النمام فاسق وهو مردود الشهادة . قال الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ﴾ [الحجرات : 6]. الثاني : أن ينهاه عن ذلك وينصح له ويقبح عليه فعله . قال الله تعالى : ﴿وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [لقمان : 17]. الثالث : أن يبغضه في الله فإنّه بغيضٌ عند الله تعالى ويجب بغض من يبغضه الله تعالى . الرابع : أن لا تظن بأخيك الغائب السوء لقول الله تعالى : ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ [الحجرات : 12]. الخامس : أن لا يحملك ما حكي لك على التجسس والبحث والتحقق، اتباعا لقول الله تعالى : ﴿وَلا تَجَسَّسُوا﴾ [الحجرات : 12]. السادس : أن لا ترضى لنفسك ما نهيت النمام عنه، ولا تحكي نميمته فتقول فلان قد حكى لي كذا وكذا، فتكون به نماما ومغتابا وقد تكون قد أتيت ما عنه نهيت . (صفات النمَّام ): وَصَفَ القرآنُ النمامَ بصفات بشعة : 1/ أنّه حلاف .. كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلاّ إنسان غير صادق يدرك أن النّاس يكذبونه ولا يثقون به فيحلف ليداري كذبه ويستجلب ثقة النّاس . 2/ أنّه مهين .. لا يحترم نفسه ولا يحترم النّاس قوله، وآية مهانته حاجته إلى الحلف، والمهانة صفة نفسية تلصق بالمرء ولو كان سلطاناً ذا مال وجاه . 3/ أنّه همَّاز .. يهمز النّاس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حدٍ سواء . 4/ أنّه مشاء بنميم .. يمشي بين النّاس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم، وهو خلق ذميم لا يقدم عليه إلاّ من فسد طبعه وهانت نفسه . 5/ أنّه مناع للخير .. يمنع الخير عن نفسه وعن غيره . 6/ أنّه معتدٍ .. متجاوز للحق والعدل إطلاقا . 7/ أنّه أثيم .. يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي حتى انطبق عليه الوصف الثابت والملازم له "أثيم ". 8/ أنّه عُتُلّ .. وهي صفة تجمع خصال القسوة والفظاظة فهو ذا شخصية كريهة غير مقبولة .9/أنّه زنيم .. وهذه خاتمة صفاته . قال عبدالله بن المبارك : «هو ولد الزنا الذي لا يكتم الحديث ».
ماذا نفعل بعد ذلك
- أن نبتعد عن النميمة كل البعد، وأن نحذر منها .
- أن نستشعر أن النمام متعرضٌ لسخط الله ومقته وعقابه .
- أن نستشعر عظيم إفساد النميمة للقلوب وخطرها في تفرق الأحبة وهدم البيوت .
- علينا أن نشيع المحبة بين المسلمين ونذكر محاسنهم ونحفظهم في غيبتهم .
- أن نتذكر الموت وقصر الدنيا وقرب الأجل وسرعة الانتقال إلى الدار الآخرة .