الأحاديث:
أحاديث نبوية عن محبة النبي ﷺ
- عن أنس وأبي هريرة -رضي الله عنهما- مرفوعاً: «لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن وَلَدِه، ووالِدِه، والناس أجمعين». شرح وترجمة الحديث
قصص حول المفردة:
قصص عن محبة النبي ﷺ
- لما أسر المشركون الصحابي الجليل زيد بن الدثنة قال له أبو سفيان (قبل إسلامه ) وقد اقتاده المشركون ليقتلوه خارج أرض الحرم : أنشدُك الله يا زيد، أتحبُّ أن محمدًا عندنا الآن مكانك نضربُ عنقه وأنك في أهلك؟ قال : والله ما أحبُّ أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي . قال أبو سفيان : ما رأيت في الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمدٍ محمدًا .
عناصر محتوى المفردة:
المقدمة
- المقدمة
- على العبد المسلم أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب لنبينا ﷺ على القلب واللسان والجوارح حقوقًا زائدة على مجرد التصديق بنبوته، كما أوجب سبحانه على خلقه من العبادات على القلب , واللسان , والجوارح أمورًا زائدة على مجرد التصديق به سبحانه . وحرم سبحانه لحرمة رسوله أمورًا زائدة على مجرد التكذيب بنبوته . فمن تلك الحقوق حقه ﷺ بأن يكون أحب إلى المؤمن من نفسه وولده وجميع الخلق كما دلت على ذلك الأدلة من القرآن والسنة .
المادة الأساسية
- (محبة النبي ﷺ ): حب النبي ﷺ من أعظم واجبات الدين .
هذه المحبة الواجبة له ﷺ هي من محبة الله، فهي حب لله وفي الله، ذلك لأن محبة الله توجب محبة ما يحبه الله، والله يحب نبيه وخليله ﷺ، فوجب بذلك محبته حقًا، فهي متفرعة عن محبة الله وتابعة لها , واقتران ذكرها مع محبة الله في القرآن والسنة إنما هو للتنبيه على أهميتها وعظم منزلتها .
(مقتضى محبته ﷺ ):بمقتضى هذه المحبة يجب موافقة الرسول ﷺ في حب ما يحبه , وكره ما يكرهه، أي بتحقيق المتابعة له فيحب بقلبه ما أحب الرسول، ويكره ما كرهه الرسول، ويرضى بما يرضى الرسول، ويسخط ما يسخط الرسول، ويعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحب والبغض .
(أقسام الناس في محبتهم للنبي ﷺ ):1/ أهل الإفراط : وهم الذين بالغوا في محبته بابتداعهم أمورًا لم يشرعها الله ورسوله ﷺ، ظنًّا منهم أن فعل هذه الأمور هو علامة المحبة وبرهانها .
ومن تلك الأمور احتفالهم بمولده، ومبالغتهم في مدحه , وإيصاله إلى أمور لا تنبغي إلا لله تعالى ومن ذلك قول قائلهم : يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم إن لم تكن في معادي آخذًا بيدي فضلًا وإلا فقل يا زلة القدم إضافة إلى صرف بعض أنواع العبادة له كالدعاء , والتوسل , والاستشفاع , والحلف به , والطواف , والتمسح بالحجرة التي فيها قبره ﷺ إلى غير ذلك من البدعيَّات والشركيَّات التي تفعل بدعوى المحبة للرسول ﷺ، وهي أمور لم يشرعها الله ورسوله ﷺ ولم يفعلها الصحابة رضوان الله عليهم الذين عرفوا بإجلالهم وتقديرهم ومحبتهم لرسول الله ﷺ، وإضافة إلى ذلك فإن ما يقوم به هؤلاء هي أمور مخالفة لما جاء به الشارع، بل هي أمور قد حذر الشارع من فعلها، ولقد صار حظ أكثر أصحاب هذا القسم منه ﷺ مدحه بالأشعار والقصائد المقترنة بالغلو والإطراء الزائد الذي حذر منه الشارع الكريم، مع عصيانهم له في كثير من أمره ونهيه، فتجد هذا النوع من أعصى الخلق له صلوات الله عليه وسلامه . 2/ أهل التفريط : وهم الذين قصَّروا في تحقيق هذا المقام فلم يراعوا حقه ﷺ في وجوب تقديم محبته على محبة النفس والأهل والمال . كما لم يراعوا ماله من حقوق أخرى كتعزيره , وتوقيره , وإجلاله , وطاعته , واتباع سنته , والصلاة والسلام عليه , إلى غير ذلك من الحقوق العظيمة الواجبة له .
والسبب في ذلك يعود إلى إحدى الأمور التالية أو إليها جميعًا وهي : أولًا : إعراض هؤلاء عن سنة نبيهم ﷺ وعن اتباع شرعه بسبب ما هم عليه من المعاصي، وإسرافهم في تقديم شهوات أنفسهم وأهوائهم على ما جاء في الشرع من الأوامر والنواهي .
ثانيًا : اعتقاد الكثير أن مجرد التصديق يكفي في تحقيق الإيمان، وأن هذا هو القدر الواجب عليهم، ولذا تراهم يكتفون بالتصديق بنبوة محمد ﷺ، دون تحقيق المتابعة له، وهذا هو حال أهل الإرجاء الذين يؤخرون العمل عن مسمى الإيمان , ويقولون إن الإيمان هو التصديق بالقلب فقط، أو تصديق القلب وإقرار اللسان , وما أكثرهم في زماننا هذا .
ثالثًا : جهل الكثير منهم بأمور دينهم بما فيها الحقوق الواجبة له ﷺ، والتي من ضمنها محبته ﷺ , فكثير من الناس - ولا حول ولا قوة إلا بالله - ليس لهم من الإسلام إلا اسمه وليس لهم من الدين إلا رسمه .
فالواجب على هؤلاء أن يعودوا إلى رشدهم , وأن يقلعوا عن غيهم، وما هم عليه من المعاصي والذنوب التي هي سبب نقصان إيمانهم , وضعف محبتهم , وبعدهم عما يقربهم إلى الله تعالى . 3/ أهل التوسط : وهم الذين توسطوا بين الطرفين السابقين أهل الإفراط وأهل التفريط . فأصحاب هذا القسم هم السلف من الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم , الذين آمنوا بوجوب هذه المحبة حكمًا , وقاموا بمقتضاها اعتقادًا وقولًا وعملًا .
فأحبوا النبي ﷺ فوق محبة النفس , والولد , والأهل , وجميع الخلق امتثالًا لأمر الله وأمر رسوله ﷺ , فجعلوه أولى بهم من أنفسهم تصديقًا لقوله تعالى : ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ [الأحزاب : 6]، وأيقنوا بوجوب أن يوقى بالأنفس والأموال طاعة لقوله تعالى : ﴿مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ﴾ [التوبة : 120]. وقاموا بمقتضى هذه المحبة اعتقادًا وقولًا وعملًا بحسب ما أو جب الله لنبيه ﷺ من حقوق على القلب واللسان والجوارح من غير إفراط ولا تفريط . فآمنوا وصدقوا بنبوته ورسالته وما جاء به من ربه عز وجل . وقاموا - بحسب استطاعتهم - بما يلزم من طاعته , والانقياد لأمره , والتأسي بفعله , والاقتداء بسنته , إلى غير ذلك مما يعد من لوازم الإيمان برسالته . - يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به
- سواك عند حلول الحادث العمم
- إن لم تكن في معادي آخذًا بيدي
- فضلًا وإلا فقل يا زلة القدم
ماذا نفعل بعد ذلك
- استشعار فضله ﷺ على هذه الأمة .
- استشعار محبته ﷺ لهذه الأمة، ورحمته بها .
- استشعار خوفه ﷺ على أمته، وحرصه على الشفاعة لها .