الأحاديث:
أحاديث نبوية عن عيد الفِصح
- عن أنس بن مالك قال : «كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي ﷺ المدينة قال كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الاضحى »
- عن ثابت بن الضحاك قال : «نذر رجل على عهد رسول الله ﷺ أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي ﷺ فقال إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة فقال النبي ﷺ هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد قالوا لا قال هل كان فيها عيد من أعيادهم قالوا لا قال رسول الله ﷺ أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم »
عناصر محتوى المفردة:
المقدمة
المادة الأساسية
- (معناه ووقته ونشأته، وأبرز مظاهره ): أولا : عيد الفِصح عند اليهود : عيد الفصح -ويسمى بعيد الفطير وعيد الربيع وعيد الحرية - يوم 15 نيسان (15 إبريل )، وهو بمناسبة ذكرى هروب بني إسرائيل من الاستعباد في مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وقصة هذا العيد مروية في الإصحاح الثاني عشر من التوراة -سِفْر الخروج -، ومدته ثمانية أيام يحتفلون به في فلسطين المحتلة، واليهود الإصلاحيون يحتفلون به في أقطارهم لمدة سبعة أيام، ولهم فيه احتفال يسمى (السيدار ) وفيه تُقرأ قصة هروب بني إسرائيل من كتاب اسمه : (الحقادا ) ويأكلون فيه خبزًا غير مُخمَّر، على اعتبار أن بني إسرائيل لما هربوا أكلوه؛ إذ لم يكن عندهم وقت لتخميره، ولا يزال اليهود يأكلونه إلى اليوم في هذا العيد .
وقد نحا اليهود في هذا العيد مَنحى وحشيًّا إجراميًّا، حيث جعلوه من أفضل المناسبات التي يستخدمون فيها دماء البشر ويكون أعظم هدية تقدم إلى الحاخام، ويفضل أن يكون مسيحيًّا فإن لم يوجد، فإنَّ دم المسلم يفي بالغرض المطلوب ! وبناءً على ذلك يتم تناول الفطير المفروض على اليهود ممزوجًا بدم الضحية .
ويؤيد هذا ما جاء في التلمود "عندنا مناسبتان دمويتان ترضيان إلهنا يهوه، إحداهما : عيد الفطائر الممزوجة بالدماء البشرية، والأخرى : مراسيم ختان الأطفال ". فأصبح الدم ضروريًّا لإقامة هذا العيد . ولعل من أشنع الحوادث في ذلك حادثة دمشق عام 1840م، والتي راح ضحيتها الأب توما وخادمه إبراهيم عمار من أجل الاحتفال بهذا العيد . ولا يستغرب من اليهود مثل هذا العمل، فالمكر والحقد دينهم، والخديعة والجريمة ديدنهم .
ثانيا : عيد الفِصح عند النصارى : عيد الفصح -ويسمى عيد القيامة - وهو العيد الكبير عندهم وأهم أعياد النصارى السنوية، ويسبقه الصوم الكبير الذي يدوم أربعين يومًا قبل أحَد الفصح . ويزعمون أن المسيح عليه السلام قام فيه بعد صلبه بثلاثة أيام وخلص آدم من الجحيم وأقام في الأرض أربعين يومًا آخرها الخميس ثم صعد إلى السماء -على حد زعمهم -.
وكان يوافق فصح اليهود قبل زمان قسطنطين، ولما تنصَّر قسطنطين واجتمع الأساقفة حينئذٍ على وضع الأمانة وهي العقيدة التي يدين بها جميع فرق النصارى، اتفقوا أيضًا على مخالفة اليهود في الفصح فأخَّروه عنه وجعلوه يوم الأحد . وقد عُرِف الفصح فيما بعد عند النصارى بالعشاء الرباني أو القربان المقدس، وهو من أهم أعمال الطقوس المسيحية .
وأصل مشروعيته عندهم ما ورد في إنجيل متى : "وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ، وقال : خذوا كلوا، هذا هو جسدي، وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلًا : اشربوا منها كلكم؛ لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا ".
فيُقيمون وليمة تذكارية في هذا العيد قوامها (الخبز والخمر ) اللذان يرمزان إلى جسد ودم المسيح؛ وذلك إحياءً لذكرى موته، كما أوصى بذلك حسب رواية بولس "اصنعوا هذا لذكري ".
حيث يكون هذا طعامًا روحيًّا للمسيحيين تطبيقًا لاعتقادهم أنَّ مَن أكل الخبز وشرب هذه الخمرة استحال الخبز إلى لحم المسيح والخمرُ إلى دمه، فيحدث الامتزاج بين الأكل وبين المسيح وتعاليمه .
وكان لهم من الأعمال الغريبة في هذا العيد وما يلحقه شيء كثير، ذَكَرَهُ كثير من المؤرخين، فمن ذلك جمع ورق الشجر وتنقيعه والاغتسال به والاكتحال، وكان أقباط مصر يغتسلون في بعض أيامه في النيل ويزعمون أن في ذلك رقية ونشرة .
وقد ذكر الذهبي أن أهل حماة يعطلون فيه أعمالهم لمدة ستة أيام، ويصبغون البيض، ويعملون الكعك، وذكر ألوانًا من الفساد والاختلاط الذي يجري فيه آنذاك، وذكر أن المسلمين يشاركون فيه وأن أعدادهم تفوق أعداد النصارى -والعياذ بالله -.
ويحتفل به عامة النصارى إلى اليوم في أول أحَد بعد كمال الهلال من فصل الربيع في الفترة ما بين (22 مارس و 25 إبريل ) والكنائس الشرقية الأرثوذكسية تتأخر عن بقية النصارى في الاحتفال به، وهو بشعائره وصيامه وأيامه فصلٌ كامل من السنة النصرانية . (حكم الاحتفال به ):تعتبر المشاركة في هذا النوع من الاحتفالات من مظاهر ضعف الإيمان، حيث نهى الإسلام عن التشبه بغير المسلمين .
ويدل على تحريم شهود أعيادهم قول الله تعالى : ﴿وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان : 72] وقد نقل طائفة من المفسرين كما في الدر المنثور عن بعض التابعين مثل مجاهد والضحاك وعكرمة أن المقصود من ذلك أعياد المشركين .
وعن أنس بن مالك قال : «كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي ﷺ المدينة قال كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الاضحى » [سنن النسائي : 1556 واللفظ له، مسند أحمد : 12006].
وعن ثابت بن الضحاك قال : «نذر رجل على عهد رسول الله ﷺ أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي ﷺ فقال إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة فقال النبي ﷺ هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد قالوا لا قال هل كان فيها عيد من أعيادهم قالوا لا قال رسول الله ﷺ أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم » [سنن أبي داوود : 3313].
وإذا كان الإسلام يحرم تخصيص بقعة عيدهم بطاعة فيها، فكيف يكون حكم نفس عيدهم مع ما فيه من معاص؟ ! ولهذا تتابع العلماء من المذاهب الأربعة وغيرهم على المنع من مشاركة الكفار في أعيادهم الدينية .
ماذا نفعل بعد ذلك
- أن يستشعر المسلمون بفضل الله عليهم بعيدين يملؤهما الشكر والذكر وإيناس النفوس .
- أن ندخل الفرح والسرور على أهلنا وأطفالنا وذوينا بما هو مشروع، ونغنيهم عن الأعياد الباطلة .
- أن يجتنب المسلم المشاركة فيه، بل عليه الدعوة والنصح والإرشاد لمن يقع في ذلك .
- أن يبيِّن المسلم العقيدة الصحيحة في عيسى عليه السلام وأنه نبي كريم ورسولٌ بشرٌ من رب العالمين .