الأحاديث:
أحاديث نبوية عن الشرك بالله تعالى
- عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ لَقِيَ الله لا يُشْرِك به شَيئا دخل الجنَّة، ومن لَقِيَه يُشرك به شيئا دخَل النار". شرح وترجمة الحديث
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ مات وهو يدعُو مِنْ دون الله نِدًّا دخَل النَّار". شرح وترجمة الحديث
- عن محمود بن لبيد -رضي الله عنه- مرفوعاً: "أَخْوَفُ ما أخاف عليكم: الشرك الأصغر، فسئل عنه، فقال: الرياء". شرح وترجمة الحديث
عناصر محتوى المفردة:
المقدمة
- المقدمة
المادة الأساسية
- (تعريف الشرك ): لغة : اتخاذ الشريك يعني أن يُجعل واحدًا شريكًا لآخر . يقال : أشرك بينهما إذا جعلهما اثنين، أو أشرك في أمره غيره إذا جعل ذلك الأمر لاثنين . شرعا : اتخاذ الشريك أو الند مع الله جل وعلا في الربوبية أو في العبادة أو في الأسماء والصفات . الند : هو النظير، والمثيل، قال الله تعالى : ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة : 22]. وقال جل شأنه : ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴾ [إبراهيم :30]. وفي الحديث أن النبي ﷺ قال : (من مات وهو يدعو من دونِ اللهِ ندًّا دخل النَّار ) [البخاري : 4497].
(أقسام الشرك ): دلَّت نصوص الكتاب والسنة على أن الشرك والتنديد تارة يكون مخرجًا من الملة، وتارة لا يكون مخرجًا من الملة، ولذا اصطلح العلماء على تقسيمه إلى قسمين : (شرك أكبر، وشرك أصغر ). أولا : الشرك الأكبر : هو أن يصرف لغير اللهِ ما هو محض حق الله من ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته . وهذا الشرك تارة يكون ظاهرًا : كشرك عبَّاد الأوثان والأصنام وعبَّاد القبور والأموات والغائبين .
وتارة يكون خفيًّا : كشرك المتوكلين على غير الله من الآلهة المختلفة، أو كشرك وكفر المنافقين؛ فإنهم وإن كان شركهم أكبر يخرج من الملة ويخلد صاحبه في النار؛ إلا أنه شرك خفي، لأنهم يظهرون الإسلام ويخفون الكفر والشرك فهم مشركون في الباطن دون الظاهر .
كما أن هذا الشرك تارة يكون في الاعتقادات : كاعتقاد أن هناك مَن يخلق أو يحيي أو يميت أو يملك أو يتصرف في هذا الكون مع الله تعالى، أو اعتقاد أن هناك من يطاع طاعة مطلقة مع الله، فيطيعونه في تحليل ما شاء وتحريم ما شاء ولو كان ذلك مخالفًا لدين الرسل، أو الشرك بالله في المحبة والتعظيم، بأن يُحب مخلوقًا كما يحب الله، فهذا من الشرك الذي لا يغفره الله، وهو الشرك الذي قال الله فيه : ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ﴾ [البقرة : 165].
أو اعتقاد أن هناك من يعلم الغيب مع الله، وهذا يكثر لدى بعض الفرق المنحرفة كالرافضة وغلاة الصوفية والباطنية عمومًا؛ حيث يعتقد الرافضة في أئمتهم أنهم يعلمون الغيب، وكذلك يعتقد الباطنية والصوفية في أوليائهم نحو ذلك . وكاعتقاد أن هناك من يرحم الرحمة التي تليق بالله عزَّ وجل، فيرحم مثله وذلك بأن يغفر الذنوب ويعفو عن عباده ويتجاوز عن السيئات .
وتارة يكون في الأقوال : كمن دعا أو استغاث أو استعان أو استعاذ بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل؛ سواء كان هذا الغير نبيًّا أو وليًّا أو مَلَكًا أو جِنِّيًّا، أو غير ذلك من المخلوقات، فإن هذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة . وكمن استهزأ بالدين أو مثل اللهَ بخلقه، أو أثبت مع الله خالقًا أو رازقًا أو مدبرًا، فهذا كله من الشرك الأكبر والذنب العظيم الذي لا يغفر .
وتارة يكون في الأفعال : كمَن يذبح أو يصلي أو يسجد لغير الله، أو يسن القوانين التي تضاهي حُكم الله ويشرعها للناس، ويُلزمهم بالتحاكم إليها، وكمن ظاهر الكافرين وناصرهم على المؤمنين، ونحو ذلك من الأفعال التي تنافي أصل الإيمان، وتخرج فاعلها من ملة الإسلام . نسأل الله عفوه وعافيته . ثانيًا : الشرك الأصغر : وهو كل ما كان وسيلة إلى الشرك الأكبر، أو ورد في النصوص أنه شرك، ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر .
وهذا يكون في الغالب من جهتين : الأولى : من جهة التعلق ببعض الأسباب التي لم يأذن الله بها، كتعليق الكَفِّ والخرز ونحو ذلك على أنها سبب للحفظ، أو أنها تدفع العين والله تعالى لم يجعلها سببًا لذلك لا شرعًا ولا قدرًا . الثانية : من جهة تعظيم بعض الأشياء التعظيم الذي لا يوصلها إلى مقام الربوبية، كالحلف بغير الله، وكقول : لولا الله وفلان، وأشباه ذلك .
كيف نعرف الشرك الأصغر؟ أن ينصَّ النبي ﷺ صراحةً على أن هذا الفعل من الشرك الأصغر :فعن محمود بن لَبِيد قال : قال رسول الله ﷺ : (إِنَّ أَخْوَفَ ما أَخافُ عَلَيْكُم الشِّرْكُ الأَصْغَرُ ). قالوا : يا رسول الله، وما الشرك الأصغر؟ قَال : (الرِّياء .
إِنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وَتَعالى يَقُولُ يَوْمَ تُجَازَى الْعِبادُ بِأَعْمالِهِمْ اذْهَبوا إلى الَّذينَ كُنْتُمْ تُراءُونَ بِأَعْمالِكُمْ فِي الدُّنْيا فَانْظُرُوا : هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزاءً ) [أحمد : 23630 ].
أن يرد لفظ الشرك في نصوص الكتاب والسُّنة منكَّرًا ـ أي غير مقترن بالألف واللام فهذا في الغالب يقصد به الشرك الأصغر وله أمثلةٌ كثيرة كقوله ﷺ : (إن الرُّقى والتمائِمَ والتِّوَلَة شركٌ ) [ابن حبان 6090] ، فالمقصود بالشرك هنا الأصغر دون الأكبر، والتمائم شيء يُعلَّق على الأولاد كالخرز ونحوه يزعمون أن ذلك يحفظه من العين، والتولة شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبِّب المرأة إلى زوجها، والرجل إلى امرأته .
أن يفهم الصحابة من النصوص الشرعية أن المراد بالشرك في هذا الموضع هو الأصغر دون الأكبر، ولا شك أن فهم الصحابة معتبر، فهم أعلم الناس بدين الله عز وجل، وأدراهم بمقصود الشارع .
ومن أمثلة ذلك ما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال : (الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ) ثَلاثًا، وَمَا مِنَّا إلا ولكنَّ اللهَ يُذهِبُه بالتوكُّل . [أبو داود : 3910] فجملة (وما منَّا إلا ..) هذه من كلام ابن مسعود كما بين ذلك جهابذة المحدِّثين .
فهذا يدل على أن ابن مسعود رضي الله عنه فهم أن هذا من الشرك الأصغر؛ لأنه لا يمكن أن يقصد (وما منا إلا ويقع في الشرك الأكبر )، كما أن الشرك الأكبر لا يُذهبه الله بالتوكل بل لا بدَّ من التوبة . وتارة هذا الشرك يكون بالاعتقادات : كأن يعتقد في شيء أنه سبب لجلب النفع ودفع الضر ولم يجعله الله سببًا لذلك . أو يعتقد في شيء البركة، والله لم يجعل فيه ذلك .
وتارة يكون بالأقوال : كمن قال مُطِرنا بنَوء كذا وكذا؛ دون أن يعتقد أن النجوم هي التي تستقلُّ بإنزال المطر، أو حلف بغير الله دون أن يعتقد تعظيم المحلوف به ومساواته لله، أو قال : ما شاء الله وشئتَ . ونحو ذلك .
وتارة يكون بالأفعال : كمن يعلِّق التمائم أو يلبس حلقة أو خيطًا ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه؛ لأن كل من أثبت سببًا لشيء والله لم يجعله سببًا له شرعًا ولا قدرًا، فقد أشرك بالله . وكذلك من يتمسَّح بشيء رجاءَ بركته ولم يجعل الله فيه البركة، كتقبيل أبواب المساجد، والتمسح بأعتابها، والاستشفاء بتُربتها، ونحو ذلك من الأفعال
ماذا نفعل بعد ذلك
- الحذر من الشرك صغيره وكبيره، فإن أعظم معصية عُصِي الله بها هي الشرك به .
- أن نحاف من الشرك، وأن نعرف أن الله أوجب الخلود في النار للمشركين وأخبر أنه لا يغفر لهم، وحرَّم الجنة عليهم كما قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } [ النساء 48]
- أن ننذر حياتنا للدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك .
العنوان | اللغة |
---|---|
الشرك | العربية |
الشرك | Српски |
الشرك | Bosanski |
الشرك | Bosanski |
الشرك | Kurdî / كوردی |
الشرك بالله | മലയാളം |
الشرك | తెలుగు |
الشرك بالله | Soomaaliga |
الشرك |