من خصائص هذا الدين وعظمته وشموله أنه جاء بآداب عظيمة وأخلاق فاضلة ينضبط بها المسلم في كل زمان ومكان، في بره وبحره وجوه وعلى سائر أحواله، ومن ذلك رحلاته إلى البرِّ والنزهة فيحتاج الناس لبيان بعض الأحكام والآداب المتعلقة بذلك .
المادة الأساسية
(من آداب الرحلات وأحكامها ): 1/ ذكر دعاء النزول في المنزل قال - صلى الله عليه وسلم -: «من نزل منزلًا فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من مكانه ». 2/ الأذان في وقت الصلاة، وأداؤها جماعة، وعدم التساهل في ذلك، وإذا كانت المسافة مسافة قصر فلهم الجمع والقصر حتى ولو كانوا في خيمة، أو على شاطئ . 3/ لا تلزم المسافر صلاة الجمعة، بل يصليها ظهرًا قصرًا وله أن يجمع معها العصر، أما إذا صلاها جمعة مع خطيب فلا يجمع معها العصر لعدم ثبوت ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحد من أصحابه . 4/ الحرص على أداء صلاة الفجر في وقتها . 5/ تجنب المنكرات التي تكثر وقت الرحلات، مثل : الاختلاط بين الرجال والنساء، والتساهل في ذلك، وكذا شغل الوقت بالأمور المحرَّمة، مثل : الأغاني والمعازف والتصوير @ وغيرها . 6/ الحرص على الصحبة الطيبة التي تُعِين على الخير وتدل عليه وتشجِّع عليه، وتبعد المسلم عن الشر وأهله، ولعل من أعظم البلايا ضياع الوقت في الغيبة والنميمة، والسخرية والاستهزاء . 7/ إعطاء الجيران حقوقهم، فقد يكون بجوارك أناس خرجوا لمثل ما خرجت له، فاحرص على عدم إزعاجهم، وإن كان لهم حاجة من خدمة فقدمها لهم، وإن كان معك فضل طعام فأعطهم، ففي ذلك تآلف وتعاون وتراحم، وتكاتف وتحقيق لوصية حبيبنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - حيث أوصى عند طبخ اللحم من إكثار المرق، وإعطاء الجيران منه . 8/ عند النوم ينبغي للمسلم أن ينفض ما بداخل الفراش، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه »، وفي رواية : «فلينفضه بصَنِفَة ثوبه ثلاث مرات ». [متفق عليه ]. 9/ عدم ترك الفضلات في المكان الذي يجلس فيه المتنزه؛ لأن هذا المكان مشترك لك ولغيرك، فاحذر من توسيخه وتقذيره؛ لأنك تسيء إلى نفسك وتضر غيرك، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «اتقوا الملاعن الثلاث : البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل ». [رواه أحمد ]10/ عدم الإسراف في المطاعم والمشارب والحرص على إعطاء ما يزيد منها للمحتاجين من الرعاة وأهل الحاجة .