الأحاديث:
أحاديث نبوية عن آداب الجلوس
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله -تعالى- فيه، إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان لهم حسرة». شرح وترجمة الحديث
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إذا انْتَهى أَحَدُكُم إلى المجْلِسِ فَلْيُسَلِّم، فإذا أرادَ أن يقومَ فَلْيُسَلِّمْ، فَلَيْسَت الأُولَى بأحَقَّ مِن الآخِرَةِ». شرح وترجمة الحديث
- عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال:كنا إذا أتينا النبي -صلى الله عليه وسلم- جلس أحدنا حيث ينتهي. شرح وترجمة الحديث
- عن قيس بن بشر التغلبي، قال: أخبرني أبي - وكان جليسًا لأبي الدرداء - قال: كان بدمشق رجلٌ من أصحابِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يقال له سهل بن الحَنْظَلِيَّةِ، وكان رجلا مُتَوَحِّدًا قَلَّمَا يُجالس الناسَ، إنما هو صلاةٌ، فإذا فَرَغَ فإنما هو تسبيحٌ وتكبيرٌ حتى يأتيَ أهله، فمَرَّ بنا ونحن عند أبي الدرداءِ، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنْفَعُنَا ولا تَضُرُّكَ. قال: بَعَثَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّةً فَقَدِمَتْ، فجاء رجلٌ منهم فجلسَ في المجلسِ الذي يجلسُ فيه رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال لرجلٍ إلى جَنْبِهِ: لو رأَيْتَنَا حين الْتَقَيْنَا نَحْنُ والعَدُوُّ، فحمل فلانٌ وطَعَنَ، فقال: خُذْهَا مِنِّي، وأنا الغُلامُ الغِفَارِيُّ، كيف تَرَى في قوله؟ قال: ما أُرَاهُ إلا قَدْ بَطَلَ أَجْرُهُ. فسمع بذلك آخر، فقال: ما أَرَى بذلك بَأْسًا، فَتَنَازَعَا حتى سَمِعَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال: «سبحانَ اللهِ؟ لا بَأْسَ أَنْ يُؤْجَرَ ويُحْمَدَ» فرأيتُ أبا الدرداء سُرَّ بذلك، وجَعَلَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إليهِ، ويقول: أَأَنْتَ سمعتَ ذلك مِن رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ فيقول: نعم، فما زَالَ يُعِيدُ عليه حتى إني لأقولُ لَيَبْرُكَنَّ على رُكْبَتَيْهِ، قال: فَمَرَّ بنا يومًا آخَرَ، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنْفَعُنَا ولا تَضُرُّكَ، قال: قال لنا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «المُنْفِقُ على الخَيْلِ، كالبَاسِطِ يَدَهُ بالصدقةِ لا يَقْبِضُهَا»، ثم مَرَّ بنا يومًا آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنْفَعُنَا ولا تَضُرُّكَ، قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «نِعْمَ الرَّجُلُ خُرَيْمٌ الأَسَدِيُّ! لولا طُولُ جُمَّتِهِ وإِسْبَالُ إِزَارِهِ!» فَبَلَغَ ذلك خُرَيْمًا فَعَجِلَ، فَأَخَذَ شَفْرَةً فقطع بها جُمَّتَهُ إلى أُذُنَيْهِ، ورَفَعَ إِزَارَهُ إلى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ. ثم مَرَّ بنا يومًا آخرَ فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنْفَعُنَا ولا تَضُرُّكَ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِنَّكُمْ قَادِمُونَ على إِخْوَانِكُمْ، فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ، وأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ حتى تَكُونُوا كَأَنَّكُم شَامَةٌ في الناسِ؛ فَإِنَّ اللهَ لا يحبُ الفُحْشَ ولا التَّفَحُّشَ». شرح وترجمة الحديث
نقولات عن المفردة
اقتباسات عن آداب الجلوس
«أكرم الناس علي جليسي الذي يتخطى الناس حتى يجلس إلي، لو استطعت ألا يقع الذباب على وجهه لفعلت ». معجم الأعلام : ابن عباس
عناصر محتوى المفردة:
المقدمة
- المقدمة
- قال الله تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم ﴾ . [المجادلة : 11]
المادة الأساسية
- (آداب المجلس ): للمجالس آداب نبوية، ينبغي للمسلم الحرص عليها، منها :1/ ينبغي للمسلم أن يحرص على المجالس التي فيها ذكر الله، ويعزف عن المجالس التي لا يذكر فيها الله، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه– قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم -: «ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه؛ إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان لهم حسرة ».
2/ يختار المكان المناسب للمجلس : فلا يجلس في الطرقات، ولا أبواب السكك، وأماكن العبادة، والراحة، فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :« إياكم والجلوس على الطرقات »، فقالوا ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها . قال :« فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها » قالوا : وما حق الطريق؟ قال :« غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر ».
3/ السلام عند الدخول والخروج : فعن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -:« إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة ».
4/ الجلوس حيث ينتهي بك المجلس : فقد جاء من وصف هند بن أبي هالة - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم - قوله : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله، لا يوطن الأماكن، وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك ».
5/ اختيار الجلسة المناسبة التي لا محظور فيها ، ولا تكشف عورة، ومن ذلك كراهة الاتكاء على إلية اليد اليسرى خلف الظهر، فعن الشريد بن سويد - رضي الله عنه - قال مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جالس هكذا أي وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي فقال : «لا تقعد قعدة المغضوب عليهم ».
ومن ذلك أيضاً : عدم الاستلقاء على الأرض ووضع إحدى الأرجل على الأخرى، وكان ذلك الاستلقاء تنكشف به العورة، فعن جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما - أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال : «لا تمش في نعل واحد، ولا تحتب في إزار واحد، ولا تأكل بشمالك، ولا تشتمل الصماء، ولا تضع إحدى رجليك على الأخرى إذا استلقيت ».ومن ذلك أيضاً : عدم الجلوس بين الظل والشمس، فعن ابن بريدة عن أبيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم - نهى أن يقعد بين الظل والشمس .
6/ اختيار الجليس الصالح، والحذر من جليس السوء فعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه - قال : قال النبي -صلى الله عليه وسلم -:« مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبةً، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثةً ».
7/ لا يفرق بين اثنين إلا بعد إذنهما ، فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :«لا يحل للرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما ».
8/ عدم إقامة أحد والجلوس مكانه ، فعن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنه نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر ولكن تفسحوا وتوسعوا »، وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يكره أن يقوم الرجل من مجلسه ثم يجلس مكانه .9/ من رجع إلى مجلسه بعد أن قام منه فهو أحق به، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «إذا قام أحدكم ثم رجع إليه فهو أحق به ».
10/ احترام الكبير وتوقيره، ورحمة الصغير والشفقة عليه ، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :« ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر »، وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط ».
11/ حفظ السمع والبصر ، فلا ينظر إلى مالا يحل له، ولا يتجسس، سواءً كان المجلس داخل البيوت أم خارجها، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:« إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا ».وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه، صب في أذنه الآنك يوم القيامة ».
12/ حفظ اللسان، ولا يقول ما يغضب الله - تعالى -، وذلك أن المجالس تقوم على الحوار والكلام، فإن منهج السلامة في المجالس حفظ اللسان، والحذر من كثرة الكلام إلا في الخير، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ».
12/ الحذر من تتبع عورات الناس ، فعن ابن عمر قال صعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم - المنبر فنادى بصوت رفيع فقال : «يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ».
13/ ترك التناجي بين الاثنين والثالث موجود، لأن ذلك يؤذيه ؛ فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه - قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس أجل أن يحزنه ».
14/ التفسح في المجلس لأمر الله تعالى به في كتابه ، قال تعالى: ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم ﴾ [المجادلة :11]، والتفسح هو : أن يتوسعوا فيما بينهم، و ينضم بعضهم إلى بعض .15/ حسن الاستماع، والإنصات وهذا الأدب من الآداب المهمة في المجالس .
16/ ترك كثرة الضحك ، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن »؛ فقال أبو هريرة -رضي الله عنه -:أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعد خمسًا وقال : «اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ».
17/ الحذر من إيذاء الناس حين المرور بينهم في مجالسهم ، وعند حمل بعض الأدوات، عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما - قال : مر رجل في المسجد بسهام فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أمسك بنصالها ».
18/ترك المجالس التي فيها استهزاء بالله وآياته ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأولياء الله الصالحين من العلماء والعباد ، قال تعالى: ﴿ وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعًا ﴾ [النساء :140].
19/ عدم إفشاء أسرار المجالس ، لأن الأسرار أمانة، وإفشاؤها خيانة، فعن جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما - أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم - يقول : «إذا حدث الإنسان حديثاً والمحدث يلتفت حوله فهو أمانة ».
20/ كفارة المجلس في ختام المجلس، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك ».
ماذا نفعل بعد ذلك
- نحرص على تطبيق هذه الآداب والعناية بها .
- نعلمها أبناءنا ومن تحت أيدينا .
- ننشرها بين الناس، وندعو إليها .
- نحتسب الأجر في تطبيقها، والدعوة إليها .