الأحاديث:
أحاديث نبوية عن النسوية
- عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: دخلنا على جابر بن عبد الله، فسأل عن القوم حتى انتهى إلي، فقلت: أنا محمد بن علي بن حسين، فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الأعلى، ثم نزع زري الأسفل، ثم وضع كفه بين ثديي وأنا يومئذ غلام شاب، فقال: مرحبا بك، يا ابن أخي، سَلْ عما شِئْتَ، فسألته، وهو أعمى، وحضر وقت الصلاة، فقام في نَسَاجَة مُلتحفا بها، كلما وضعها على منَكْبِهِ رَجَعَ طَرَفَاهَا إليه من صغرها، ورداؤه إلى جنبه، على المِشْجَبِ، فصلى بنا، فقلت: أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: بيده فعقد تسعا، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذَّنَ في الناس في العاشرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج، فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتَمَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعمل مثل عمله، فخرجنا معه، حتى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أصنع؟ قال: «اغتسلي، واستَثْفِرِي بثوب وأحرمي» فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ثم ركب القَصْوَاءَ، حتى إذا استوت به ناقته على البَيْدَاءِ، نظرت إلى مَدِّ بصري بين يديه، من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به، فأهل بالتوحيد «لبيك اللهم، لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك» وأهل الناس بهذا الذي يهلون به، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئا منه، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته، قال جابر رضي الله عنه: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة، حتى إذا أتينا البيت معه، استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام، فقرأ: ﴿واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى﴾ [البقرة: 125] فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان أبي يقول - ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم -: كان يقرأ في الركعتين قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون، ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾ [البقرة: 158] «أبدأ بما بدأ الله به» فبدأ بالصفا، فرقي عليه، حتى رأى البيت فاستقبل القبلة، فوحد الله وكبره، وقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده» ثم دعا بين ذلك، قال: مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صعدتا مشى، حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا، حتى إذا كان آخر طوافه على المروة، فقال: «لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أَسُقِ الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل، وليجعلها عمرة»، فقام سراقة بن مالك بن جعشم، فقال: يا رسول الله، ألعامنا هذا أم لأبد؟ فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الأخرى، وقال: «دخلت العمرة في الحج» مرتين «لا بل لأبد أبد» وقدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل، ولبست ثيابا صبيغا، واكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت: إن أبي أمرني بهذا، قال: فكان علي يقول، بالعراق: فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحَرِّشاً على فاطمة للذي صنعت، مستفتيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه، فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها، فقال: «صدقت صدقت، ماذا قلت حين فرضت الحج؟» قال قلت: اللهم، إني أهل بما أهل به رسولك، قال: «فإن معي الهدي فلا تحل» قال: فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم مائة، قال: فحل الناس كلهم وقصروا، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس، وأمر بِقُبَّةٍ من شَعَرٍ تُضْرَبُ له بنِمَرِةَ، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء، فرحلت له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس وقال: «إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوُطئن فُرُشَكُم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مُبَرِّحٍ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله، وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟» قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديتَ ونصحت،َ فقال: بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء ويَنْكُتُها إلى الناس «اللهم، اشهد، اللهم، اشهد» ثلاث مرات، ثم أذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئا، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصُّفْرَة قليلا، حتى غاب القُرص، وأرْدَفَ أسامة خلفه، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شَنَقَ للقصواء الزِّمَامَ حتى إن رأسها ليصيب مَوْرِكَ رَحْلِهِ، ويقول بيده اليمنى «أيها الناس، السكينة السكينة». كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا، حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئا، ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر، وصلى الفجر، حين تبين له الصبح، بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء، حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا، فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلا حسن الشعر أبيض وسيما، فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به ظعن يجرين، فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل، فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشق الآخر على وجه الفضل، يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر، حتى أتى بطن محسر، فحرك قليلا، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها، مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثا وستين بيده، ثم أعطى عليا، فنحر ما غبر، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قدر، فطبخت، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت، فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب، يسقون على زمزم، فقال: «انزعوا، بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنَزَعْتْ ُمعكم» فناولوه دلوا فشرب منه. شرح وترجمة الحديث
- عن حكيم بن معاوية القشيري، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله، ما حَقُّ زوجة أحَدِنَا عليه؟، قال: «أن تُطْعِمَهَا إذا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ -أو اكْتَسَبْتَ- ولا تضرب الوجه، ولا تُقَبِّحْ، ولا تَهْجُرْ إلا في البيت». شرح وترجمة الحديث
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فَإِنَّ المرأة خُلِقَتْ مِن ضِلعٍ، وَإنَّ أعْوَجَ مَا في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فَإنْ ذَهَبتَ تُقيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإن تركته، لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء». وفي رواية: «المرأة كالضِّلَعِ إنْ أقَمْتَهَا كَسَرْتَهَا، وَإن اسْتَمتَعْتَ بها، استمتعت وفيها عوَجٌ». وفي رواية: «إنَّ المَرأةَ خُلِقَت مِنْ ضِلَع، لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج، وإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَها، وَكَسْرُهَا طَلاَقُهَا». شرح وترجمة الحديث
- عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال ﷺ : «إنما النساء شقائق الرجال ».
أشعار عن المفردة
أشعار عن عن النسوية
إنَّ النِّساءَ كدرَّةٍ فلتعلَّموا هذا بهِ قال الإلهُ الأعظمُ في أوَّلِ القرآنِ جَاءَتْ سُورةٌ هيَ للنِّساءِ تَخصُّهُنْ كَي تَفْهمُوا أنَّ النساءَ مكرَّماتٌ عندنا فتبيَّنُوا هذا لِكي لا تَظلِمُوا
عناصر محتوى المفردة:
المقدمة
- المقدمة
المادة الأساسية
- (النسوية ): كما يعرفها معجم أوكسفورد : "هي الاعتراف بأن للمرأة حقوقًا وفُرَصًا مساوية للرجل "، وذلك في مختلف مستويات الحياة العلمية والعملية "، أما معجم ويبستر، فيعرفها بأنها : "النظرية التي تنادي بمساواة الجنسين سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وتسعى كحركة سياسية إلى دعم المرأة واهتماماتها، وإلى إزالة التمييز الجنسي الذي تعاني منه ".ولكن هذه تعريفات براقة؛ تخفي كثيرا من المفاهيم الباطلة عقديا وأخلاقيا للحركة النسوية العالمية .
(أهداف الحركة النسوية ):الحركة النسوية لها أشكال وشخصيات وقد تتفاوت فيما تدعو إليه، ولكن يمكن الإشارة إلى أبرز ما تتبناها الحركة المدعومة في الإعلام والنظام العالمي :أولًا : تعزيز الاعتقاد بعدم وجود فروقٍ بين الذكور والإناث، وأن الذكر مماثلٌ للأُنثى في الخصائص العقليةِ والنفْسية، ومحاولة تأكيد هذا الاعتقاد عن طريق الدراسات، والمقالات، والكتب المتحيزة، وزرع مصطلح "النوع "Gender ؛ لتأكيد هذا المفهوم في البِنية الاجتماعية والفكرية للمجتمع، وذلك بإقرار اللِّواط، والقضاء على الزواج التقليدي بين الرجل والمرأة، وإقرار الزواج من الجنس الواحد، وتقويض الأسرة الطبيعية، ويُضاف إلى ذلك كله تغيير التشريعات وتوحيدها للجنسين، واعتبار أن الأسرة والأُمومة والزواج التقليدي من أسباب قَهْر المرأة، وأن وجوده يشكِّل عبئًا على المرأة، هي ليست في حاجة إليه، وإنما العقلية الاجتماعية التقليدية هي التي فرضته عليها، وأن هذه الأدوار التقليدية كلها أعمالٌ غير مُربِحةٍ للمرأة؛ تبذل فيها وقتها وجهدها، ولا تتقاضى عليها أجرًا .
ثانيًا : تسعى الحركة النسوية عبر تكريس مفهوم "الضحية " إلى التأكيد على أن المرأة ضحية للهيمنة الشيطانية للرجل، التي تبنَّاها بوَعْيه، وأَدَّت إلى هذه الحالة الوضيعة للمرأة؛ فالمرأة في نظرهم ضحية لاغتصابه، وضحية لعُنفه، وضحية لتحرُّشه الجنسي، وضحية في جميع المواقف التي تجمع بينها وبين الرجل، وأن المرأة غيرُ ملزَمةٍ بتحمُّل كل هذه الأضرار، بل ينبغي حمايتها منه، لا سيَّما وأنها لم تعُدْ بحاجة إلى الزواج من رجل لتوفير احتياجاتها الاقتصادية .
ثالثًا : التأكيد على مفهوم الاغتصاب، والعمل على تثبيت هذا المفهوم عن طريق دراسات ومقالات تؤكِّد أن جميع الرجال يمارسون الاغتصاب للنساء، وقد ظهر كتاب مشهور يروِّج لهذه النظرية "جميع الرجال مغتصبون "، ووَفقًا لهذه النظرية فإن أيَّة علاقةٍ لا تخضع لرغبة المرأة تُعَدُّ اغتصابًا، حتى ولو كانت من قِبَل الزوج .
رابعًا : إعطاء المرأة الحريةَ المطلقةَ في مجالات العلاقات الجنسية، وكذلك إعطاؤها الحق أن تُحدِّد نوعها الجنسي الذى تُريده، وأن تمارس العلاقة الجنسية مع مَن يَروق لها خارجَ أو داخلَ إطار الزواج، مع الوضع في الاعتبار أن التحكُّم في عملية الإنجاب هو حقٌّ خالصٌ للمرأةِ دون زوجها .خامسًا : تشجيع الزواج من نفس الجنس "الشواذ "، والمطالبة بحمايته دوليًّا، والاعتراف به؛ حتى لا تَشقى المرأة بالحمل والإنجاب .
(أهم التيارات في الفكر النسوي الغربي ):(التيار الأول : التيار النسوي الليبرالي ): المعروف بحركة تحرير المرأة، وهو الذي بدأ في العالم الغربي منذ قرن ونصف القرن، ويقوم على مبدأين أساسيين هما المساواة والحرية، مبدأ المساواة التماثلية بين الرجل والمرأة، ومبدأ الحرية شبه المطلَقة، وهذان المبدآن الرئيسان التي قامت على أساسهما الحداثة الغربية ..
كيف نشأ هذان المبدآن؟ هذه قصة فلسفية طويلة لا حاجة للوقوف عندها، لكن العبرة بالآثار المترتبة على ظهور المبدأين، فهما الأساسان اللذان قام عليهما الفكر النسوي كأحد منتجات الحضارة الغربية، وقد تم تكريس هذا الفكر على مراحل كالآتي :1/ قامت ثورتان في المجتمع الغربي ترفعان هذين المبدأين المساواة والحرية، وهي الثورة الأمريكية عام 1779م، والثورة الفرنسية عام 1789م، ومبادئ هاتين الثورتين ضُمِّنت في الدساتير التي قامت عليها الدولتان الأمريكية والفرنسية، ثم ترسخت هذه المبادئ في الفكر الغربي المعاصر .
2/ قام التنظيم الدولي المعاصر على هذا الأساس، فمبادئ الأمم المتحدة عندما نشأت عام 1945م ضَمَّنت في وثيقتها رفض التمييز على أساس الجنس، وتحقيق المساواة التماثلية، طبقًا للمفهوم الغربي الذي يقوم على فكرة الصراع بين الرجل والمرأة من أجل الحقوق التي يسيطر عليها الرجل .
3/ صيغت الصكوك والاتفاقات الدولية على أساس هذه المبادئ، وأهم وثيقتين في هذا الصدد هما : أ - الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948م )، وهو ينصُّ على وجوب الالتزام بهذه المبادئ، ويؤكد على عدم التمييز على أساس الجنس، وعلى تحقيق المساواة التماثلية بين الرجل والمرأة، وعلى حرية الزواج، خاصةً في المادة السابعة، والمادة السادسة عشرة .
ب - الوثيقة الثانية، وهي الأهم والأخطر من بين هذه الاتفاقيات فيما يخص المرأة، اتفاقية (سيداو cedaw )، أو (اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة ) عام (1979م )، وهي اتفاقية مكونة من 30 مادة، وموادها الستة عشرة الأولى تؤكد على عدم التمييز، وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، وتشجيع الاختلاط بين الجنسين، والمساواة بين الزواج والطلاق .
4/ مرحلة عولمة هذا الفكر من خلال الصكوك والوثائق الدولية، وترويجها من خلال المؤتمرات الأممية التي تنعقد بين الفينة والأخرى في القضايا الاجتماعية، مثل : مؤتمر السكان في القاهرة عام 1994م، ومؤتمر المرأة في بكين عام 1995م، وهذا الأخير هو أخطرها؛ لأن وثيقته اعتبرت مرجعية في مصاف اتفاقية (سيداو ) من حيث الأهمية، والمتابعة، مع أن وثائق المؤتمرات عبارة عن توصيات، وليست اتفاقًا دوليًّا، لكن النشاط المحموم في متابعة تنفيذ مقرَّرات هذه الوثيقة (وثيقة بكين ) يدل على مرجعيتها، فانعقد عام 2000م في نيويورك اجتماع دولي سُمِّي (بكين خمسة ) لمتابعة تنفيذ ما في هذه الوثيقة، وفي فبراير هذا العام 2005م، انعقد في نيويورك مؤتمر (بكين عشرة ) لمتابعة تنفيذ توصيات نفس الوثيقة، وفي كل هذه الاجتماعات يُطلب من الدول تقديم تقارير توضح مدى التقدم في تنفيذ هذه التوصيات، وما هي العوائق التي تقف في وجه تنفيذ ما لم يُنَفَّذ .
التيار الثاني : الذي أفرزه الفكر النسوي الغربي عبارة عن تيار نسوي متطرِّف، يُطالب بتغيير البِنى الاجتماعية، والثقافية، والعلمية، واللغوية، والتاريخية باعتبار أنها متحيزة للذَّكَر، وفي داخل هذا التيار نشأت جيوب تدعو إلى دين جديد (الوثنية النسوية (. (femal paganism) أو دين المرأة الجديد، الذي يقوم على أساس تأليه المرأة مقابل الأديان الذكورية التي فيها الإله ذكر، فلا بد للمرأة أن تكون إلهة في الدين الجديد .
(أهم مبادئ هذا التيار ):التخلي عن الأفكار التي أخذت صفة القدسية، ويَعْنون بها نصوص الوحي والتراث الديني، وهذا موقف يلتقون به مع التيار الأول، فمحاربة الأديان قاسم مشترك بين التيارين .
التخلي عن الأنوثة، باعتبار أن الأنوثة هي سبب ضعف المرأة، وسبب هيمنة الرجل عليها، فالأنوثة تقود إلى الزواج، والزواج يقود إلى الأمومة، والأمومة تقود إلى تكوين الأسرة، ففي كل هذه المراحل تكون المرأة الطرف الأضعف، والرجل يكون الطرف المهيمن .
ماذا نفعل بعد ذلك
- أن نعلم أن الحركة النسوية في الاتجاه العالمي تتبنى مفاهيم مصادمة للوحي .
- أن نعلم أن هذا التيار يدعو للتخلي عن الأنوثة، وإلى تعزيز الاعتقاد بعدم وجود فروقٍ بين الذكور والإناث .
- يجب علينا محاربة الحركة النسوية، وكشف زيفها، والتحذير منها، ومن سبل ذلك :
- نشر العلم الشرعي وتوعية الناس بدينهم .
- نشر الثقافة الإسلامية من خلال : الكتب، المجلات، المقرَّرات الدراسية، أجهزة الإعلام .
- تعرية الفكر النسوي والرد عليه .
- التمسك بشريعة الإسلام والعضِّ عليها بالنواجذ .
- توعية الأمة بخطورة الحركة النسوية على الدين والمجتمع .