فرغانة

فرغانة


فَرْغَانَةُ


بالفتح ثم السكون، وغين معجمة، وبعد الألف نون: مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان في زاوية من ناحية هيطل من جهة مطلع الشمس على يمين القاصد لبلاد الترك، كثيرة الخير واسعة الرستاق، يقال كان بها أربعون منبرا، بينها وبين سمرقند خمسون فرسخا، ومن ولايتها خجندة، قال بطليموس: مدينة فرغانة طولها مائة وثلاث وعشرون درجة، وهي في الإقليم السادس تحت إحدى وعشرين درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، بيت حياتها وبيت حياة العالم برج الثور تسع درجات منه، وطالعها الحوت، وبفرغانة في الجبال الممتدة بين الترك وبينها من الأعناب والجوز والتفاح وسائر الفواكه والورد والبنفسج وأنواع الرياحين مباح ذلك كله لا مالك له ولا مانع يمنع الآخذ منه وكذلك في جبالها وجبال كثيرة مما وراء النهر من الفستق المباح ما ليس ببلد غيره، قال الإصطخري: فرغانة اسم الإقليم وهو عريض موضوع على سعة مدنها وقراها، وقصبتها أخسيكث، وليس بما وراء النهر أكثر من قرى فرغانة، وربما بلغ حدّ القرية مرحلة لكثرة أهلها وانتشار مواشيهم وزروعهم، وممن ينسب إلى فرغانة حاجب بن مالك ابن اركين أبو العباس التركي الفرغاني، سكن دمشق وحدث بها عن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي وأحمد ابن حمدون وعمرو بن علي وعلي بن حرب وأبي حاتم الرازي وهلال بن العلاء وغيرهم كثيرين، روى عنه أبو سعيد بن الأعرابي ويوسف بن القاسم الميانجي وأبو بكر بن أبي دجانة وجماعة وافرة سواهم أئمة نحو أبي أحمد بن عدي وأبي القاسم الطبراني، قال الدارقطني: ليس به بأس، مات بدمشق سنة 306، قاله أبو نعيم الحافظ، وفي كتاب ابن الفقيه: كان أنوشروان بناها ونقل إليها من كل أهل بيت واحدا وسماها أزهر خانه أي من كل بيت، ويقال:
فرغانة قرية من قرى فارس، ينسب إليها أبو الفتح محمد بن إسماعيل الفارسي الفرغاني، دخل نيسابور وسمع من أبي يعلى المهلّبي وغيره، قال البحتري يصف شعره:

وقرى طنجة والسوس التي ... بمغيب الشمس شعري قد وردالفَرْغُ:
إنّ شعري سار في كل بلد،واشتهى رقّته كلّ أحد
أهل فرغانة قد غنّوا به،وقرى السّوس وألطا وسدد

بالفتح ثم السكون، وآخره غين معجمة، و مفرغ الدّلو وهو ما بين العراقي، وفرغ القبة وفرغ الجفر: بلدان لتميم بين الشّقيق وأود وخفاف وفيها ذئاب تأكل الناس.

فرغانة


ناحية مشتملة على بلاد كثيرة بعد ما وراء النهر، متاخمة لبلاد الترك. أهلها من أتم الناس أمانة وديانة على مذهب أبي حنيفة، وأحسن الناس صورة!كانت ذات خيرات وغلات وثمرات، وخربت في محاربة خوارزمشاه محمد، والخطأ لأنها كانت على ممر العساكر فخربت تلك البلاد الحسنة وفارقها أهلها قبل خروج التتر إلى ما وراء النهر وخراسان. وسمعت أن من عاداتهم قطع الآذان حزناً على موت الأكابر.
ينسب إليها الشيخ عمر الملقب برشيد الدين الفرغاني، رأيته كان شيخاً فاضلاً كاملاً مجمع الفضائل الأدب والفقه والأصول والحكمة، والكلام البليغ واللفظ الفصيح والخط الحسن والخلق الطيب والتواضع. كان مدرساً بسنجار، تأذى من الملك الأشرف فارق سنجار فلم يلتفت إلى مفارقته، فطلبه المستنصر لتدريس المستنصرية. فلما ولاه التدريس بعث صاحب الروم بطلبه، وجاء رسول من عنده إلى بغداد طالباً له فقال المستنصر: اخبروا الملك انه مدرسنا، فإن طلبه بعد ذلك بعثناه إليه! قبض في سنة إحدى وثلاثين وستمائة.

فرغانة


ناحية بما وراء النهر متاخمة لبلاد الترك كثيرة الخيرات وافرة الغلات؛ قال ابن الفقيه: بناها أنوشروان كسرى الخير. نقل إليها من كل أهل بيت وسماها هرخانه، بها جبال ممتدة إلى بلاد الترك، وفيها من الأعناب والتفاح والجوز وسائر الفواكه، ومن الرياحين الورد والبنفسج وغيرهما، كلها مباح لا مالك لها، وفيها وفي أكثر جبال ما وراء النهر الفستق المباح. وبها من المعادن معدن الذهب والفضة والزئبق والحديد والنحاس، والفيروزج والزاج والنوشاذر والنفط والقير والزفت، وبها جبل تحترق حجارته مثل الفحم، يباع، وإذا احترق يستعمل رماده في تبييض الثياب؛ قال الاصطخري: لا أعرف مثل هذا الحجر في جميع الأرض. وبها عيون ماؤها يجمد في الصيف عند شدة الحر، وفي الشتاء يكون حاراً جداً حتى يأوي إليها السوام لدفء موضعها.

فرغانة



من أقاليم ما وراء النهر، وقاعدته مدينة (أخسيكث) وهي تقع على نهر سيحون، وكان البلدانيون العرب يسمونها (مدينة فرغانة) باسم الإقليم، وقد خربها المغول، فانتقلت العاصمة إلى مدينة (أنديجن (ANDIJAN ينسب إليها عدد من العلماء منهم فخر الدين حسن بن منصور الفرغاني من كبار أئمة الحنفية. وتقع فرغانة اليوم في تركستان الروسية.