الغور
الغَوْر
بالفتح ثم السكون، وآخره راء، و
المنخفض من الأرض، وقال الزّجّاج: الغور أصله ما تداخل وما هبط، فمن ذلك غور تهامة يقال للرجل: قد أغار إذا دخل تهامة، وغور كل شيء:
قعره، وكلّ ما وصفنا به تهامة فهو من صفة الغور لأنهما اسمان لمسمّى واحد، قال أعرابيّ
فربّتما مشيت بحرّ نجد ... وربّتما ضربت به الخياوربّتما رأيت بحرّ نجد ... على اللأواء أخلاقا كراما أراني ساكنا من بعد نجد بلاد الغور والبلد التهام أليس اليوم آخر عهد نجد؟ بلى فاقروا على نجد السلاما
قال الأزهري: الغور تهامة وما يلي اليمن، وقال الأصمعي: ما بين ذات عرق إلى البحر غور تهامة، وطرف تهامة: من قبل الحجاز مدارج العرج وأولها من قبل نجد مدارج ذات عرق، والمدارج:
الثنايا الغلاظ، وقال الباهلي: كلّ ما انحدر سيله مغرّبا عن تهامة فهو غور، وقال الأصمعي: يقال غار الرجل يغور إذا سار في بلاد الغور، وهكذا قال الكسائي وأنشد قول جرير:
يا أمّ طلحة ما رأينا مثلكم في المنجدين ولا بغور الغائر
لو كان من أغار لكان مغيرا، فلما قال الغائر دلّ على أنه من غار يغور، وسئل الكسائي عن قول الأعشى:
نبيّ يرى ما لا ترون، وذكره أغار، لعمري، في البلاد وأنجدا
فقال: ليس هذا من الغور وإنما هو من أغار إذا أسرع، وكذلك قال الأصمعي، وروى ابن الأنباري أن الأصمعي كان يروي هذا البيت:
نبيّ يرى ما لا ترون، وذكره لعمري غار في البلاد وأنجدا
وروي عن ابن الأعرابي أنه قال: غار القوم وأغاروا إذا انحدروا نحو الغور، قال: والعرب تقول: ما أدري أغار فلان أم أنجد أي ما أدري أتى الغور أم أتى نجدا، وكذلك قال الفراء واحتج بقول الأعشى.
والغور: غور الأردنّ بالشام بين البيت المقدّس ودمشق، وهو منخفض عن أرض دمشق وأرض البيت المقدس ولذلك سمي الغور، طوله مسيرة ثلاثة أيام، وعرضه نحو يوم، فيه نهر الأردنّ وبلاد وقرى كثيرة، وعلى طرفه طبرية وبحيرتها ومنها مأخذ مياهها، وأشهر بلاده بيسان بعد طبرية، وهو وخم شديد الحر غير طيب الماء وأكثر ما يزرع فيه قصب السكر، ومن قراه أريحا مدينة الجبّارين، وفي طرفه الغربي البحيرة المنتنة وفي طرفه الشرقي بحيرة طبرية. وغور العماد: موضع في ديار بني سليم. والغور أيضا غور ملح: ماء لبني العدوية، قال الهيش بن شراحيل المازني مازن بني عمرو بن تميم:
فان قتلت أخي، إذ حمّ مقتله، فلست أول عبد ربّه قتلا لقيته طيّبا نفسا بميتته لما رأى الموت لا نكسا ولا وكلا وقد دعوتك يوم الغور من ملح إلى النزال فلم تنزل كما نزلا فلا عدمت امرأ هالتك خيفته حتى حسبت المنايا تسبق الأجلا ولا أسنّة قوم أرشدوك بها سبل الفرار فلم تعدل بها سبلا
وكان الهيش من قتّال بني مازن وشجعانها وشعرائها، والأيام والأحاديث في الغور كثيرة، وقالت ماجدة البكرية:
لقد طال ما جالت ذراكنّ بيننا ... وبين ذرى نجد فما نستبينهاوقال جميل: ألا يا جبال الغور خلّين بيننا وبين الصّبا يجري علينا شنينها يغور، إذا غارت، فؤادي وإن تكن بنجد يهم منّي الفؤاد إلى نجد أتيت بني سعد صحيحا مسلّما، وكان سقام القلب حبّ بني سعد
وقال الأحوص:
وإنك إن تنزح بك الدار آتكم وشيكا، وإن يصعد بك العيس أصعد وإن غرت غرنا حيث كنت وغرتم، أو أنجدت أنجدنا مع المتنجّد متى تنزلي عينا بأرض وتلعة أزرك ويكثر حيث كنت تردّدي
غُورُ
بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره راء:
جبال وولاية بين هراة وغزنة وهي بلاد باردة واسعة موحشة وهي مع ذلك لا تنطوي على مدينة مشهورة، وأكبر ما فيها قلعة يقال لها فيروز كوه يسكن ملوكهم فيها، ومنها كان آل سام منهم شهاب الدين، ينسب إليها أبو القاسم فارس بن محمد بن محمود بن عيسى الغوري من أهل بغداد ولعله غوريّ الأصل، روى عن أحمد بن عبد الخالق الورّاق ومحمد بن محمد ابن سليمان الباغندي وغيرهما، روى عنه ابنه أبو الفرج محمد وأبو الحسن بن رزق وغيرهما، وتوفي سنة 348، وكان ثقة، وولده أبو الفرج محمد بن فارس يعرف بابن الباغندي، سمع أبا الحسين أحمد بن جعفر ابن محمد بن المنادي وعلي بن محمد المصري وأحمد بن سليمان النجّاد وغيرهم، وكان صالحا ديّنا صدوقا، روى عنه محمد بن مخلد إجازة وأبو بكر الخطيب، وكان يملي في جامع المهدي، وتوفي في شعبان سنة 409.
الغور
ولاية بين هراة وغزنة عامرة، ذات عيون وبساتين كثيرة خصبة جداً، والجبال محتوية عليها من جميع جوانبها مثل الحظيرة، ونهر هراة يقطعها، يدخلها من جانب ويخرج من آخر. وإنها شديدة البرد جداً لا تنطوي على مدينة مشهورةوأكبر ما فيها قلعة يقال لها فيروزكوه، وحكى الأمير عماد الدين والي بلخ أن بأرض الغور عيناً يذهب الناس إليها في ليلة من السنة معلومة بقسي وسهام، ويرمي كل واحد إليها نشابة وعليها علامة، فإذا أصبحوا وجدوا النشابات خارجة من العين، وعلى نصل بعضها رؤوس الحيوانات من الذهب، إما رأس طير أو سمك أو إوز أو حيوان آخر، وبعض الناس لا يصيب على نشابه شيئاً، والله أعلم بصحته في ذلك، والعهدة على الراوي.
وبها السمندل، وهو حيوان كالفأر يدخل النار ولا يحترق، ويخرج والنار قد أزالت وسخه وصفت لونه وزادته بريقاً. يتخذ من جلده مناديل الغمر للملوك، فإذا توسخت تلقى في النار ليزول وسخها.
ينسب إليها أبو الفتح محمد بن سام الملقب بغياث الدين. كان ملكاً عالماً عادلاً مظفراً في جميع وقائعه، وحروبه كانت مع كفار خطاء. وكان كثير الصدقات جواداً شافعي المذهب، وقد بنى مدارس ورباطات وكتب بخطه المصاحف وقفها عليها. وكان من عادته إذا مات غريب في بلده لا يتعرض لتركته حتى يأتي وارثه ويأخذها. وكان أول أمره كرامي المذهب وفي خدمته أمير عالم عاقل ظريف شاعر، يقال له مباركشاه الملقب بعز الدين، علم أن هذا الملك الجليل القدر على اعتقاد باطل، وكان يأخذه الغبن لأنه كان محسناً في حقه، وكان في ذلك الزمان رجل عالم فاضل ورع يقال له محمد بن محمود المروروذي، الملقب بوحيد الدين، عرفه إلى الملك وبالغ في حسن أوصافه حتى صار الملك معتقداً فيه، ثم ان الرجل العالم صرفه عن ذلك الاعتقاد الباطل وصار شافعي المذهب.
وينسب إليها أبو المظفر محمد بن سام بشهاب الدين. كان ملكاً عادلاً حسن السيرة. كان يقعد حتى يفصل قاضيه الحكومات بحضوره. ومن مات أو قتل من مماليكه وعليه دين لا يقطع معيشته حتى يستوفى الدين. وحكي أن صبياً علوياً لقيه في طريقه وقال له: إني منذ خمسة أيام ما أكلت شيئاً!فغضب وحولق وعاد في الحال وأخذ الصبي معه، وأطعمه أطيب الطعام وأعطاه من المال ما أغناه.
الغور
المنخفض من الأرض. ومن ذلك غور تهامة يقال للرجل: قد أغار إذا دخل تهامة، وغور كل شيء قعره. وفي الأخبار:
قدم وفد بني نهد بن زيد على رسول الله فقالوا: يا رسول الله، أتيناك من غوري تهامة، ولا أعلم لماذا ثني،.. فالغور واحد، وإنما تتعدد الأماكن التي يضاف إليها، فتهامة لها غور، واليمن له غور، وعمان لها غور.. وربما ثني لإرادة الشمول وأنهم أتوا من أماكن متعددة أو أن رقعة أرضهم واسعة. وتهامة: كل أرض تميل إلى البحر الأحمر، من العقبة في الأردن إلى المخا في اليمن.
الغور
هو المنطقة الانهدامية الممتدة ما بين منطقة الحولة وطبرية إلى البحر الميت ثم إلى وادي عربة وأيلة وتشكل واديا يجري فيه نهر الأردن وينخفض عن سطح البحر بالتدريج ومن مدن الغور (طبرية) و (بيسان) و (أريحا (