أذرح
أَذْرُحُ
بالفتح، ثم السكون، وضم الراء، والحاء المهملة. وهو جمع ذريح، وذريحة جمعها الذرائح.
وأذرح، إن كان منه فهو على غير قياس، لأن أفعلا جمع فعل غالبا: وهي هضاب تنبسط على الأرض حمر، وإن جعل جمع الذّرح، وهو شجر تتخذ منه الرحالة، نحو زمن وأزمن، فأصل أفعل أن يجمع على أفعال، فيكون أيضا على غير قياس، فأما أزمن فمحمول على دهر وأدهر، لأن معناهما واحد: وهو اسم بلد في أطراف الشام من أعمال الشراة، ثم من نواحي البلقاء. وعمّان مجاورة لأرض الحجاز. قال ابن الوضّاح: هي من فلسطين.
وهو غلط منه، وإنما هي في قبلي فلسطين من ناحية الشراة. وفي كتاب مسلم بن الحجاج: بين أذرح والجرباء ثلاثة أيام. وحدثني الأمير شرف الدين يعقوب بن الحسن الهذياني، قبيل من الأكراد ينزلون في نواحي الموصل، قال: رأيت أذرح والجرباء غير مرة، وبينهما ميل واحد وأقلّ، لأن الواقف في هذه، ينظر هذه، واستدعى رجلا من أهل تلك الناحية ونحن بدمشق، واستشهده على صحّة ذلك، فشهد به. ثمّ لقيت أنا غير واحد من أهل تلكالناحية وسألتهم عن ذلك، فكلّ قال مثل قوله، وقد وهم فيه قوم فرووه بالجيم. وبأذرح إلى الجرباء كان أمر الحكمين بين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري، وقيل: بدومة الجندل، والصحيح أذرح والجرباء، ويشهد بذلك قول ذي الرّمة يمدح بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري:
أبوك تلافى الدين والناس بعد ما تساءوا، وبيت الدّين منقطع الكسر فشدّ إصار الدين، أيام أذرح، وردّ حروبا قد لقحن إلى عقر
وكان الأصمعي يلعن كعب بن جعيل، لقوله في عمرو بن العاص:
كأنّ أبا موسى، عشيّة أذرح، يطيف بلقمان الحكيم يواربه فلمّا تلاقوا في تراث محمد سمت بابن هند، في قريش، مضاربه
يعني بلقمان الحكيم عمرو بن العاص، وقال الأسود ابن الهيثم:
لما تداركت الوفود بأذرح وفي أشعريّ لا يحل له غدر أدّى أمانته ووفّى نذره عنه، وأصبح فيهم غادرا عمرو يا عمرو إن تدع القضيّة تعرف ذلّ الحياة وينزع النصر ترك القران فما تأوّل آية، وارتاب إذ جعلت له مصر
وفتحت أذرح والجرباء في حياة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سنة تسع، صولح أهل أذرح على مائة دينار جزية.
أذرح
جاء في الحديث «إنّ أمامكم حوضي كما بين جرباء وأذرح» . ولها ذكر في غزوة تبوك.. قال البكري: إن أذرح افتتحت صالحا على عهد رسول الله، وهي من بلاد الصلح التي كانت تؤدي إليه الجزية. وتقع أذرح في ديار شرقي الأردن، وتبعد عن مدينة «معان» خمسة وعشرين كيلا، بين الشوبك ومعان. عن «بلادنا فلسطين» . ج 1.
قال ياقوت: وبأذرح إلى الجرباء كان أمر الحكمين بين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري، يشهد بذلك قول ذي الرّمة يمدحبلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري:
أبوك تلافى الدّين والناس بعد ما تساؤا وبيت الدين منقطع الكسر فشدّ إصار الدين أيام أذرح وردّ حروبا قد لقحن إلى عقر
وكان الأصمعي يلعن كعب بن جعيل لقوله في عمرو بن العاص:
كأنّ أبا موسى عشية أذرح يطيف بلقمان الحكيم يواربه ... ويعني بلقمان الحكيم: فلما تلاقوا في تراث محمد سمت بابن هند في قريش مضاربه عمرو بن العاص وهو حكيم في السياسة والإدارة حقا، ولا يستحق الشاعر اللعن على ما قال من الشعر، لأنه مدح صحابيا والصحابة معدّلون، ومدحهم الله في كتابه، والرسول في حديثه.
أذرح
مدينة بالبلقاء بين معان وبطرة، وفيها اجتمع الحكمان عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري سنة 38 هـ حين احتكم إليهما علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان إثر وقعة صفين سنة 37 هـ، وهي اليوم من مدن شرقي الأردن شمالي مدينة معان.