إيذج
إِيْذَجُ
الذال معجمة مفتوحة، وجيم: كورة وبلد بين خوزستان وأصبهان، وهي أجلّ مدن هذه الكورة، وسلطانها يقوم بنفسه، وهي في وسط الجبال، يقع بها ثلج كثير يحمل إلى الأهواز والنواحي، وشربهم من عين شعب سليمان، ومزارعهم على الأمطار، ولهم بطيخ كثير وهو في هوّة، وقنطرة إيذج من عجائب الدنيا المذكورة لأنها مبنية بالصخر على واد يابس بعيد القعر، وإيذج كثيرة الزلازل، وبها معادن كثيرة، وبها ضرب من القاقلّى تنفع عصارته النّقرس، وبها بيت نار قديم كان يوقد إلى أيام الرشيد، ودونها بفرسخين صور من الماء، وهو مجمع أنهار، وكلّ ماء دائر يسمّى صورا، بفتح الصاد، يعرف هذا الموضع بفم البوّاب إذا وقع فيه إنسان أو دابّة لا يزال يدور حتى يموت ثم يقذفه إلى الشط من غير أن يغيب في الماء أو يركبه الموج، وهذا من الأمور العجيبة لأن الذي يقع فيه لا يرسب فيه ولا يعلو ماؤه عليه، ويفتتح خراجها قبل النّوروز الفارسي بشهر، وهذا الرسم أيضا مخالف لرسوم الخراج في سائر الدنيا، ومائية قصب سكرها على سائر قصب سكر الأهواز أربعة في كل عشرة، وفانيذها يعمل عمل المكراني والسنجري، ووجد في غرفة بعض الخانات التي بطريق أصبهان:
قبّح السالكون في طلب الرز ق، على إيذج إلى أصبهان ليت من زارها فعاد إليها قد رماه الإله بالخذلان
وقال أبو سعد: إيذج في موضعين، أحدهما بلدة من كور الأهواز وبلاد الخوز، ينسب إليها جماعة من ولد المهدي بن المنصور، منهم: أبو محمد يحيى بن أحمد بن الحسن بن فورك الإيذجي، والثاني إيذج من قرى سمرقند، منها: أبو الحسين محمد بن الحسين الإيذجي، توفي سنة 387، وقال أبو بكر محمد بن موسى: إيذج من بلاد خوزستان، ينسب إليها أبو القاسم الحسين بن أحمد بن الحسن الإيذجي، روى عن أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، روى عنه ابنه أبو العباس، وأحمد بن أبي حميد الإيذجي شيخ ثقة، يروي عن أبي ضمرة المدني ويوسف بن العرف والفرج بن عباد الواسطي، روى عنه جعفر ابن أحمد بن فارس، قاله أبو أحمد العسال، وأحمد ابن بهرام الإيذجي حدث عن إسحاق بن زياد العطار، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأبو العباس أحمد بن الحسين الإيذجي روى عن أبيه وغيره، روى عنه أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّادوغيره وآخرون كثير، قال: وإيذج من قرى سمرقند عند الجبل، ينسب إليها محمد بن الحسين أبو الحسين الإيذجي المذكور السمرقندي، كان جالس أبا القاسم الترمذي الحكيم وأخذ عنه من كلامه وحكمته، وقال: سمعت من أبي أحاديث أحمد من الفضل البلخي القاضي، كذا قال الإدريسي في تاريخ سمرقند.
إيذج
مدينة بين أصفهان وخوزستان كثيرة الزلازل، بها معادن كثيرة، من عجائبها ضرب من القاقلى عصارتها دواء عجيب للنقرس، وبها بحيرة تعرف بفم البواب، ماؤها دائر إذا وقع فيها شيء من الحيوان لا يغوص بل يدور فيها حتى يموت، ثم يقذف إلى الشط.وبها قنطرة من عجائب الدنيا يقال لها قنطرة خره زاد، وهي أم أردشير الملك، مبنية على واد يابس لا ماء فيه إلا أوان المدود من الأمطار، فإنه حينئذ يصير بحراً عجاجاً وفسحته على وجه الأرض أكثر من ألف ذراع، وعمقه مائة وخمسون ذراعاً، وقد ابتديء بعمل هذه القنطرة من أسفلها إلى أن بلغ بها وجه الأرض بالرصاص والحديد. وكلما علا البناء ضيق، وجعل بينه وبين جنب الوادي حشو من خبث الحديد، وصب عليه الرصاص حتى صار بينه وبين وجه الأرض نحو من أربعين ذراعاً، فعقدت القنطرة عليه حتى استوى أعلاها على وجه الأرض، وحشي ما بينها وبين جنبي الوادي بالرصاص المخلوط بنحاتة النحاس. وهذه القنطرة طاق واحد عجيب الصنعة محكم العمل، وقد كان المسمعي قد قطعها فمكث دهراً لم يتسع لأحد أن يقوم بإصلاحها، فأضر ذلك بالسابلة. وقد صار إليها أقوام ممن يقربها واحتالوا في قلع الرصاص من حشوها بالجهد الشديد، حتى أعادها أبو عبد الله محمد بن أحمد القمي وزير الحسن بن بويه. فإنه جمع الصناع والمهندسين واستفرغ الوسع في أمرها، فكان الرجال يحطون إليها في الزنابيل بالبكر والحبال، ولم يمكنهم عقد الطاق إلا بعد سنين، فإنه أنفق على ذلك سوى أجرة الفعلة، فإن أكثرهم كانوا من رستاق إيذج وأصفهان مسخرين، ثلاثمائة ألف وخمسون ألف دينار. والآن في مشاهدتها والنظر إليها عبرة للناظرين.