المنصورة
المَنْصُورَةُ
مفعولة من النصر في عدة مواضع، منها:
المنصورة بأرض السند وهي قصبتها مدينة كبيرة كثيرة الخيرات ذات جامع كبير سواريه ساج ولهم خليج من نهر مهران، قال حمزة: وهمناباذ اسم مدينة من مدن السند سموها الآن منصورة، وقال المسعودي: سميت المنصورة بمنصور بن جمهور عامل بني أمية، وهي في الإقليم الثالث، طولها من جهة المغرب ثلاث وتسعون درجة، وعرضها من جهة الجنوب اثنتان وعشرون درجة، وقال هشام: سميت المنصورة لأن منصور بن جمهور الكلبي بناها فسميت به وكان خرج مخالفا لهارون وأقام بالسند وقال الحسن بن أحمد المهلبي: سميت المنصورة لأن عمرو بن حفص الهزارمرد المهلبي بناها في أيام المنصور من بني العباس فسميت به، وللمنصورة خليج من نهر مهران يحيط بالبلد فهي منه في شبه الجزيرة، وفي أهلها مروّة وصلاح ودين وتجارات، وشربهم من نهر يقال له مهران، وهي شديدة الحرّ كثيرة البقّ، بينها وبين الدّيبل ست مراحل، وبينها وبين الملتان اثنتا عشرة مرحلة، وإلى طوران خمس عشرة مرحلة، ومن المنصورة إلى أول حد البدهة خمس مراحل، وأهلها مسلمون وملكهم قرشيّ يقال إنه من ولد هبّار بن الأسود تغلّب عليها هو وأجداده يتوارثون بها الملك إلا أن الخطبة فيها للخليفة من بني العباس، وليس لهم من الفواكه لا عنب ولا تفاح ولا كمثرى ولا جوز، ولهم قصب السكر وثمرة على قدر التفاح يسمونها البهلوية شديدة الحموضة، ولهم فاكهة تشبه الخوخ تسمى الأنبج يقارب طعمه طعم الخوخ، وأسعارهم رخيصة، وكان لهم دراهم يسمونها القاهريات ودراهم يقال لها الطاطري في الدرهم درهم وثلث، ومنها:
المنصورة مدينة كانت بالبطيحة عمّرها فيما أحسب مهذّب الدولة في أيام بهاء الدولة بن عضد الدولة وأيام القادر بالله وقد خربت ورسومها باقية، ومنها: المنصورة وهي مدينة خوارزم القديمة كانت على شرقي جيحون مقابل الجرجانية مدينة خوارزم اليوم أخذها الماء حتى انتقل أهلها بحيث هم اليوم، ويروى أن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، رآها ليلة الإسراء من مكة إلى المسجد الأقصى في خبر لم يحضرني الآن، ومنها: المنصورة مدينة بقرب القيروان من نواحي إفريقية استحدثها المنصور بن القائم بن المهدي الخارج بالمغرب سنة 337 وعمّر أسواقها واستوطنها ثم صارت منزلا للملوك الذين لهم والذين زعموا أنهم علويّون وملكوامصر ولم تزل منزلا لملوك إفريقية من بني باديس حتى خربتها العرب لما دخلت إفريقية وخربت بلادها بعيد سنة 442 فكانت هي فيما خربت في ذلك الوقت، وقيل: سميت المنصوريّة بالمنصور بن يوسف بن زيري ابن مناد جدّ بني باديس، وأكثر ما يسمون هذه التي بإفريقية خاصّة المنصوريّة بالنسبة، ومنها: المنصورة بلدة أنشأها الملك الكامل ابن الملك العادل بن أيوب بين دمياط والقاهرة ورابط بها في وجه الأفرنج لما ملكوا دمياط وذلك في سنة 616 ولم يزل بها في عساكر وأعانه أخواه الأشرف والمعظم حتى استنقذ دمياط في رجب سنة 618، ومنها: المنصورة بلدة باليمن بين الجند وبقيل الحمراء كان أول من أسسها سيف الإسلام طغتكين بن أيوب وأقام بها إلى أن مات، فقال شاعره الأبيّ:
أحسنت في فعالها المنصوره، وأقامت لنا من العدل صوره رام تشييدها العزيز فأعطت هـ إلى وسط قبره دستوره
المنصورة
مدينة مشهورة بأرض السند كثيرة الخير، بناها المنصور أبو جعفر الثاني من خلفاء بني العباس، وفيها ينزل الولاة، لها خليج من نهر مهران يحيط بالمدينة، وهي في وسطه كالجزيرة إلا أنها شديدة الحر كثيرة البق.
بها ثمرتان لا توجدان في مدينة غيرها: إحداهما الليمو على قدر التفاح،والأخرى الانبج على شبه الخوخ.
وأهل المدينة موافقون على أنهم لا يشترون شيئاً من المماليك السندية، وسببه أن بعض رؤسائها من آل مهلب ربى غلاماً سندياً، فلما بلغ رآه يوماً مع زوجته فجبه ثم عالجه حتى هدأ، وكان لمولاه ابنان: أحدهما بالغ، والآخر طفل، فأخذ الغلام الصبيين وصعد بهما إلى أعالي سور الدار ثم قال لمولاه: والله لئن لم تجب نفسك الآن لأرمين بهما! فقال الرجل: الله الله في وفي ولدي! فقال: دع عنك هذا، والله ما هي إلا نفس، وإني لأسمح بها من شربة ماء! وأهوى ليرمي بهما فأسرع الرجل وأخذ مديةً وجب نفسه، فلما رأى الغلام ذلك رمى بالصبيين وقال: فعلت بك ما فعلت بي وزيادة قتل الولدين. فقتل الغلام بأفظ العذاب وأخرج من المدينة جميع المماليك السندية، فكانوا يتداولون في البلاد ولا يرغب أحد بالثمن اليسير في شرائهم.
بها نهر مهران عرضه كعرض دجلة أو أكثر، يقبل من المشرق آخذاً جهة الجنوب متوجهاً إلى المغرب حتى يقع في بحر فارس أسفل السند؛ قال الاصطخري: مخرجه من ظهر جبل يخرج منه بعض أنهار جيحون، ويظهر بملتان على حد سمندور ثم على المنصورة، ثم يقع في البحر، وهو نهر كبير عذب جداً يقال فيه تماسيح كما في النيل، وجريه مثل جريه، يرتفع على الأرض ثم ينصب ويزرع عليه مثل ما يزرع على النيل بأرض مصر.
وقال الجاحظ: ان تماسيح نهر مهران أصغر حجماً من تماسيح النيل وأقل ضرراً، وذكر أنه يوجد في هذا النهر سبائك الذهب، والله الموفق.
المنصورة
بلدة في حوض نهر السند على رافده المعروف باسم نهر (مهران) ، وكانت قصبة الإقليم. بناها المسلمون وسميت باسم بانيها منصور بن جمهور الكلبي الوالي الأموي، وقيل باسم أبي جعفر المنصور. ويحمل نفس الاسم عدد من المدن، منها: المنصورة في البطيحة بسواد العراق، وبلدة أخرى في خوارزم، وثالثة في تونس قرب القيروان، بناها المنصور الخليفة الفاطمي، ورابعة في الدلتا المصرية بناها الملك العادل سنة 616هـ، وما تزال قائمة إلى الآن، وخامسة في اليمن أسسها طغتكين بن أيوب وأقام فيها.