الأضحية
عن أنس بن مالكٍ -رضي الله عنه- قال: «ضَحَّى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقَرْنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا».
شرح الحديث :
من تأكد الأضحية أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حث عليها وفعلها -صلى الله عليه وسلم-، فقد ضحى بكبشين، في لونهما بياض وسواد ولكل منهما قرنان.
فذبحها بيده الشريفة لأنها عبادة جليلة قام بها بنفسه، وذكر اسم الله -تعالى- عندها استعانة بالله لتحل بها البركة ويشيعها الخير، وكبر الله -تعالى- لتعظيمه وإجلاله، وإفراده بالعبادة، وإظهار الضعف والخضوع بين يديه -تبارك وتعالى-.
بما أن إحسان الذبحة مطلوب -رحمة بالذبيحة، بسرعة إزهاق روحها- فقد وضع رجله الكريمة على صفاحهما، لئلا يضطربا عند الذبح، فتطول مدة ذبحهما، فيكون تعذيباً لهما، والله رحيم بخلقه.
معاني الكلمات :
كبشين | الكبش هو الثَنيُّ إذا خرجت رباعيته، وحينئذ يكون عمره سنتين، ودخل في الثالثة. |
أملحين | الأملح من الكباش، هو الأغبر الذي فيه بياض وسواد، وبياضه أكثر من سواده. |
صفاحِهِما | صفحة كل شيء وجهه وجانبه، والمراد هنا صفاح أعناقهما |
فوائد من الحديث :
- مشروعية التضحية وقد أجمع عليها المسلمون، والأضحية أفضل من الصدقة بثمنها، فإذا كان له مال يريد التقرب به إلى الله فالأفضل له أن يضحي .
- الأفضل أن تكون الأضحية من هذا النوع الذي ضحى به النبي -صلى الله عليه وسلم- لحسن منظره ولكون شحمه ولحمه أطيب .
- الأفضل لمن يحسن الذبح أن يتولاه بنفسه؛ لأن ذبح ما قصد به القرب عبادةٌ جليلةٌ .
- وجوب التسمية، والأفضل أن يقول عند الذبح: [باسم الله والله أكبر] اقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
- أن يضع رجله على صفحة المذبوح لئلا يضطرب، وليتمكن من إزهاق روحه بسرعة فيريحه .
- أن الأفضل في ذبح الغنم، إضجاعها، ويكون على الجانب الأيسر؛ لأنه أسهل .
- استحباب الأضحية بالأقرن ويجوز بغيرها .
المراجع :
- صحيح البخاري -الجامع الصحيح-؛ للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبد الباقي، دار عالم الكتب-الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
- تيسير العلام شرح عمدة الأحكام - عبد الله البسام - تحقيق محمد صبحي حسن حلاق - مكتبة الصحابة - الشارقة - الطبعة العاشرة - 1426ه.
- الإعلام بفوائد عمدة الأحكام لا بن الملقن، المحقق: عبد العزيز بن أحمد بن محمد المشيقح، دار العاصمة للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1417هـ - 1997م.