توحيد الألوهية
عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- مرفوعاً: "من تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فلا أَتَمَّ الله له، ومن تَعَلَّقَ وَدَعَةً فلا وَدَعَ الله له" وفي رواية: "من تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فقد أَشْرَكَ".
شرح الحديث :
دل الحديث على أن من استعمل التمائم يعتقد فيها دفع الضرر فإنه داخل في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه بأن يعكس الله قصده ولا يتم له أموره، كما أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يدعو على من استعمل الودع لنفس القصد السابق أن لا يتركه الله في راحة واطمئنان، بل يحرك عليه كل مؤذٍ -وهذا الدعاء يقصد منه التحذير من الفعل- كما أنه يخبر -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الحديث الثاني أن هذا العمل شرك بالله.
معاني الكلمات :
تعلَّق تميمة | أي علَّقها عليه أو على غيره معتقدا نفعها، والتميمة خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتَّقون بها العين. |
فلا أتم الله له | دعاءٌ عليه بأن لا يتم الله أموره. |
ودعة | الودعة شيءٌ يخرج من البحر يشبه الصدف يتقون به العين. |
فلا ودَع الله له | أي لا جعله في دعة وسكون، أو لا خفَّف الله عنه ما يخافه، وهو دعاء عليه. |
فوائد من الحديث :
- تعليق التمائم والودع من الشرك، وكذلك استعمال الودع بلا تعليق .
- أن من اعتمد على غير الله عامله الله بنقيض قصدِه .
- الدعاء على من علَّق التمائم والودَع بما يفوت عليه مقصوده ويعكس عليه مراده .
- نفي النفع المعتقد في التميمة والودعة .
- جواز الدعاء على العصاة على سبيل العموم .
- أن بعض الصحابة قد يجهلون مثل هذا فكيف بمن بعدهم .
المراجع :
- الملخص في شرح كتاب التوحيد، دار العاصمة الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ- 2001م.
- الجديد في شرح كتاب التوحيد، مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ/2003م.
- مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2001م.