حلمه صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: بال أعرابي في المسجد، فقام الناس إليه لِيَقَعُوا فيه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «دعوه وأريقوا على بوله سَجْلاً من ماء، أو ذَنُوبًا من ماء، فإنما بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، ولم تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ».
شرح الحديث :
قام أعرابي وشرع في البول في المسجد النبوي، فتناوله الناس بألسنتهم لا بأيديهم, أي: صاحوا به, فقال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: دعوه فلما انتهى من بوله أمرهم أن يصبوا على المكان الذي بال فيه دلواً من ماء، وبين لهم أنهم دعاة للتيسير وليس للتنفير وإبعاد الناس عن الهدى.
معاني الكلمات :
| أعرابي | هو نزيل البادية من العرب. | 
| ليقعوا فيه | ليلوموه ويعنفوه. | 
| أريقوا | صبوا. | 
| سَجْلا | وهو الدلو الممتلئة ماء. | 
| الذنوب | وهو الدلو الكبير الممتلئة ماء كذلك. | 
| معسرين | مشددين ومنفرين. | 
| مسجد | المسجد شرعًا: كل موضع يصلح للصلاة من الأرض، وخصصه العرف بالمكان المهيأ للصلوات الخمس. | 
فوائد من الحديث :
- جهل الأعرابي بأحكام الشريعة .
 - الاحتراز من النجاسة كان مقرراً في نفوس الصحابة .
 - تغيير المنكر يجب في حال القدرة عليه ولا يجوز تأخيره .
 - تغيير المنكر لابد أن تراعى فيه الحكمة والنظر في العواقب .
 - ينبغي للداعي أن يقدم المصلحة الراجحة في إنكاره للمنكر .
 - ينبغي الرفق بالجاهل وأخذه باليسر .
 - ينبغي تعظيم المساجد وتنزيهها عن الأقذار .
 - بيان حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم الناس الخير وشفقته على أمته .
 
المراجع :
- الجامع المسند الصحيح (صحيح البخاري), تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري, تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر, دار طوق النجاة ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي, ط 1422.
 - رياض الصالحين-النووي-تعليق وتحقيق: الدكتور ماهر ياسين الفحل الناشر: دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق - بيروت-الطبعة: الأولى، 1428 هـ - 2007 م.
 - بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين, تأليف: سليم بن عيد الهلالي, دار ابن الجوزي.
 - إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري, تأليف: أبو العباس أحمد بن محمد القسطلاني, الناشر: المطبعة الكبرى الأميرية, ط7 عام 1323.