عناصر الخطبة
- منزلة الحلم بين الأخلاق
- حلم النبي الكريم
- مواقف لرجالٍ تخلَّقوا بالحلم
- عاقبة الحلم
- الهدي النبوي عند الغضب
اقتباس والحلم يغلب الشجاعة بمقتضى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس الشديد بالصّرعة؛ إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”. وقال معاوية لعمرو بن الأهتم: أي الرجال أشجع؟ قال: من رد جهله بحلمه. وقال: والحليم نادر في الناس؛ لأن شهوة النفس تأبى إلا الانكسار لها، حتى قال الأصمعي: لا يكاد يجتمع عشرة إلا فيهم مُقاتل أو أكثر، ويجتمع ألف ليس فيهم حليم ..
الخطبة الأولى:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِ وسلم عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين، وارض اللهم عن أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]، وقال -جل جلاله-: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)﴾ [الأحزاب:71-70].
أما بعد: فإن أقدار الرجال تقاس بدينهم وأخلاقهم، فلا المال يبقى ولا الجاه يستمر، والمرء ليس مخلَّداً في الدنيا، ولن يبقى إلا عمله وذكره في الناس، فإن كان ذا خلق حسن ذُكر بخير، وإن كان سيئاً ذكر بشرٍ، وتمام الأخلاق من كمال العقول، والسفه والغلظة نقص في عقل الإنسان.
والحلم من أرقى الأخلاق وأرفعها، حتى قيل: الحلم أرفع من العقل؛ لأن الله اتصف به فقال -جلّ ثناؤه-: ﴿إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [الإسراء:44]، قال أكثم بن صيفي: "دعامة العقل الحلم، وجماع الأمر الصبر".
والحلم يغلب الشجاعة بمقتضى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ليس الشديد بالصّرعة؛ إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب". وقال معاوية لعمرو بن الأهتم: "أي الرجال أشجع؟ قال: من رد جهله بحلمه. وقال: والحليم نادر في الناس؛ لأن شهوة النفس تأبى إلا الانكسار لها"، حتى قال الأصمعي: "لا يكاد يجتمع عشرة إلا فيهم مُقاتل أو أكثر، ويجتمع ألف ليس فيهم حليم".
والحلم صفة يحبها الله -تعالى-، ويحبها رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فقد أتى الأشجع العصري رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رفقة من عبد القيس ليزوروا النبي -صلى الله عليه وسلم- فأقبلوا، فلما قدموا رفع لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأناخوا ركابهم، فابتدر القوم ولم يلبسوا إلا ثياب سفرهم، وأقام العصري فعقل ركائب أصحابه، ثم أخرج ثيابه من عيبته وذلك بعين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله"، قال: ما هما؟ قال: "الأناة والحلم"، قال: شيء جُبِلْتُ عليه أو شيء أتخلَّقُه، قال: لا، بل جبلت عليه، قال: الحمد لله الذي جعلني على خلقين يحبهما. الحديث. أخرجه ابن حبان وأصله عند مسلم.
ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو أكمل الناس خلقاً كان أحلمهم، قال الله-تعالى- يخاطبه بذلك: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران:159]، وقال آمراً إياه بالحلم: ﴿خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف:199].
وامتثل -صلى الله عليه وسلم- أمر مولاه حتى سجلت سيرته أروع الأمثلة في الحلم والعفو، قالت عائشة -رضي الله عنها- تحكي شيئاً من حلمه: ما ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله -عزّ وجل-. أخرجه مسلم.
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- قال: "كنت أمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي وجبذ بردائه جبذة شديدة، قال أنس: فنظرت إلى صفحة عاتق النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد أثرت فيها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد! مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضحك، ثم أمر له بعطاء. هكذا كانت أخلاقه، وهذا هو حلمه -صلى الله عليه وسلم-".
ووجد على مر التاريخ رجال اشتهروا بالحلم حتى عجب الناس من حلمهم، كان من مشاهيرهم معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، وهو الذي كان يقول: "لا يبلغ العبد مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله، وصبره شهوته، ولا يبلغ ذلك إلا بقوة العلم".
ولقد جاء في سيرته -رضي الله عنه- أنه خطب يوماً فقال له رجل: كذبت، فنزل مغضباً فدخل منزله ثم خرج عليهم تقطر لحيته فصعد المنبر فقال: "أيها الناس! إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان من النار، فإذا غضب أحدكم فليذهبه بالماء"، ثم أخذ بالموضع الذي تركه من خطبته.
وذات مرة قسم قطفاً على الناس فأعطى شيخاً من أهل دمشق قطيفة فلم تعجبه، فحلف أن يضرب بها رأس معاوية، فأتاه فأخبره، فقال له معاوية: "أَوْفِ بنذرك، وليرفق الشيخ بالشيخ".
وكان الأحنف بن قيس التميمي رحمه الله-تعالى- ممن يضرب به المثل في الحلم حتى يقال: أحلم من الأحنف، ويذكر أن رجلاً خاصمه فقال: لئن قلت واحدة لتسمعن عشراً، فقال له الأحنف: لكنك إن قلت عشراً لم تسمع واحدة.
ومن أقواله -رحمه الله-: "من لم يصبر على كلمة سمع كلمات، ورب غيظ قد تجرعته مخافة ما هو أشد منه"، وهذا يدل على أن العلماء يتحملون القليل من السفه والجهل بدءاً لما هو أكبر منه، ولذا كان الأحنف إذا عجبوا من حلمه قال: "إني لأجد ما تجدون؛ ولكني صبور".
والحليم ليس ملَكاً من الملائكة، وإنما هو بشر يحب الانتصار لنفسه وتوجد عنده الرغبة في الانتقام ممن آذاه، لكنه يملك نفسه ويمنعها مما يراه لا ينبغي، والحلم -وإن كان طبعاً جِبِلِّياً- فمنه ما هو مكتسب يتعلمه الإنسان ويكتسبه كما يكتسب سائر العلوم، أما أن يكون الإنسان غضوباً جهولاً ويتعلل بأن هذا طبع خلق عليه فذلك من السفه والحمق، وقد ورد في الحديث: "إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم".
وقال الأحنف: "تعلمت الحلم من قيس بن عاصم، بينما هو قاعد في بنائه مُحْتَبٍ بكسائه، أتته جماعة فيهم مقتول ومكتوف، وقيل له: هذا ابنك قتله ابن أخيك، فو الله ما حل حبوته حتى فرغ من كلامه، ثم التفت إلى ابن له في المجلس فقال له: قم، فأطلق عن ابن عمك ووارِ أخاك، واحمل إلى أمه مائة من الإبل فإنها غريبة، ثم أقبَل على القاتل فقال: قتلت قرابتك، وقطعت رحمك، وأقللت عددك، لا يبعد الله غيرك".
وقال أيضاً: "اختلفنا إلى قيس بن عاصم في الحلم كما نختلف إلى الفقهاء في الفقه"، فدل ذلك على أن من الحلم ما هو مكتسب يكتسبه المرء من أقرانه وجلسائه كما يكتسب الغضب والسفه وسائر الصفات، والمرء على دين خليله.
ويحمد المرء على ترقيه للحلم واكتسابه حتى يبلغ منزلة مدافعة الإساءة بالإحسان، ومعاقبة الغضوب بمكافأته، وحمل الأشر على الحلم بالرد الجميل والكلام الحسن. شتم رجل عمر بن ذر، فقال: "يا هذا لا تغرق في شتمنا ودع للصلح موضعاً، فإني أمت مشاتمة الرجال صغيراً، ولن أحييها كبيراً، وإني لا أكافئ من عصى الله فيّ بأكثر من أن أطيع الله فيه".
وما أجمل رد الإمام الشعبي على رجل غضب عليه فأسمعه كلاماً جارحاً، فقال له الشعبي -رحمه الله-: "إن كنت صادقاً فغفر الله لي، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك". إن مثل هذا الرد يدحض الشيطان، ويزيل الخلاف، بل يحمل المخاصم على الندم والخجل، وهذا أبلغ في الردع، وأسلم في الدين من مقابلة الجهل بالجهل، والسفه بالسفه، ومن قدر على مكافأة من أساء إليه فذلك أعظم في ردعه وتأديبه.
سب رجل علي بن الحسين رحمه الله -تعالى- فرمى له بقميصة كانت عليه وأمر له بألف درهم، قال بعضهم: جمع له خمس خصال محمودة: الحلم، وإسقاط الأذى، وتخليص الرجل مما يبعده من الله -عزّ وجل-، وحمله على الندم والتوبة ورجوعه إلى المدح بعد الذم، اشترى جميع ذلك بشيء من الدنيا، فاتقوا الله ربكم وتزينوا بالحلم، فإنه من صفات عباد الرحمن.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ [الفرقان:63].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإياكم بما جاء فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الحلم عاقبته محمودة، والسفه يعقبه ندامة، وخير للمرء قبل الندامة والحاجة للاعتذار أن يملك نفسه وإلا غر بها، وهناك توجيهات نبوية تحد من الغضب، وتكون سبباً في الحلم منها: ألَّا يتكلم حال غضبه؛ لأنه إذا تكلم جاء بما لا ينبغي، وبما يندم عليه بعد سكون الغضب، وربما أذل نفسه بالاعتذار لمن لا يستحق؛ لأنه أخطأ عليه حينما غضب، وكم من أُسر شُرِدت، وأولاد ضاعوا بسبب غضبة غضبها رب الأسرة فأطلق لفظ الطلاق في حال طيش وسفه! وكم من كريم اعتذر إلى لئيم لأنه غضب فقال في حقه ما أخذ عليه!.
والغاضب قد يقول ما لا يعي؛ لذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "علموا ويسروا ولا تعسروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت" أخرجه أحمد عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.
ولئلا يتجاوز الغضب مرحلة الكلام فتمتد الأيدي إلى الاقتتال فتزهق أرواح أو تقطع أطراف أو تعطل حواس، جاء التوجيه النبوي بالجلوس في حال الغضب، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع" أخرجه أحمد وأبو داود.
ولأن الغضب من الشيطان كان التعوذ بالله منه يذهبه، فقد جاء في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لو يقول أحدكم إذا غضب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب غضبه" أخرجه الطبراني.
وأسمع رجل عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- كلاماً، فقال له عمر: أردت أن يستفزني الشيطان بعز السلطان، سأنال منك ما تناله مني غداً، انصرف رحمك الله.
وإذا تذكر العبد عظمة الله -عزّ وجل- وأنه -تعالى- أقدر منه على البطش والانتقام قاده ذلك إلى الحلم والعفو عند الاقتدار، قال محمد بن السعدي لابنه عروة لما ولي اليمن: إذا غضبت فانظر إلى السماء فوقك، وإلى الأرض تحتك، ثم عظّم خالقهما.
ثم إن معرفة الإنسان أقدار الفضلاء تجعله لا يجهل عليهم، ومعرفته قدر نفسه تمنعه أن يتنزل إلى محاط السفهاء، قال أحمد: ما نازعني أحد إلا أخذت في أمره إحدى ثلاث خصال: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان دوني كرمت نفسي عنه، وإن كان مثلي تفضلت عليه.
أيها الإخوة: والحليم العاقل لا يجاري السفهاء، بل يترك السفهاء يتعاملون مع سفهاء مثلهم، حتى قيل: أن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان إذا سافر سافر معه بسفيه فقيل له في ذلك فقال: إن جاءنا سفيه رد عنّا سفهه؛ لأننا لا ندري ما يقال للسفهاء.
كم نحتاج -أيها الإخوة- إلى الحلم، يحتاج إلى حلم الرجل أهله وأولاده، يحتاج إلى حلم المدير والمسؤول موظفوه ومَن تحت إدارته وولايته، والجار لا بد أن يحلم على جاره مراعاة لحق الجوار، والقريب على قريبه حفاظاً على حق الرحم التي بينهما، والعالم والأستاذ على طلابهم حتى يصل العلم إلى أذهانهم، وفي كل شأن من شؤوننا نجد أننا نحتاج إلى الحلم والتأني والظن الحسن حتى يصير العيش هنيئاً والعين قريرة ما لم تنتهك محارم الله فلا حلم في ذلك؛ لأن الغضب حينئذٍ لله-تعالى-وليس انتصاراً للنفس.
فاتقوا الله ربكم وتزينوا بالحلم في مواضعه، وعواقبه إلى خير، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة عليه. اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
وارض اللهم عن الأئمة الخلفاء الأئمة النجباء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعلى الصحابة والقرابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنّا معهم بعفوك ومنّك وجودك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، واحم حوزة الدين، وأهلك الكفرة المحادين لدينك المعادين لأوليائك الذين يبغونها عوجاً؛ اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً.
اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في العراق وفي فلسطين وفي الشيشان، اللهم اجعل لهم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية.
اللهم أحسن عاقبتنا وعاقبتهم في الأمور كلها، وأجرنا وإياهم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين.
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وتتوب علينا، وإذا أردت بعبادك فتنةً فقبضنا إليك غير مفتونين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.