بطاقة المادة
المؤلف | إبراهيم الدويش |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | مقروء |
اللغة | العربية |
عناصر الخطبة
اقتباسمشهدٌ تعجز الكلماتُ عن وصفه! تتأثر له القلوب المتحجرة، إنَّ المرء ليستَصغرُ نفْسَه أمامَ هؤلاء العظماء الذين لا تصفرَّ وجوههم فزعًا من الموت، وإنما يعلوها البشر والسرور، وتغشاها السكينة والطمأنينة! لقد قُتل ابن مِلْحَانَ شهيدًا على يد عدو الله ابن الطفيل دون أن يراعي حق أبي براء في الجوار، قتله دون أن ينظر…
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أفضل صلاة وأزكى تسليم.
أما بعد:
عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فالسعيد من راقب الله وأحسن تعامله مع ربه، واتبع هدي نبيه -صلى الله عليه وسلـم-؛ فالمسلم يتحرى سلامة المنهج والذي لن يكون إلا باتباع هدي القرآن والسنة، وما أحوجنا في واقعنا لتتبع سيرة حبيبنا وأسوتنا وقدوتنا نبينا محمد -صلى الله عليه وسلـم-.
وهذه هي الخطبة الثانية والخمسون من سلسلة خطب السيرة النبوية وواقعنا المعاصر، ولقد كان حديثنا في الخطبة الماضية عن يوم الرَّجِيع وما حدث لوفد رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- من أخيار صحابة رسول الله -رضوان الله عليهم-؛ من غدرٍ وخيانةٍ وقتلٍ وتنكيلٍ، من قبل المشركين الذين أوجعتهم غزوتا بدر وأحد، فاشتد أذاهم ومكرهم برسول الله -صلى الله عليه وسلـم- وصحابته الكرام، يُؤكده حادثة يوم الرجيع، ويؤكده مواقف وأحداث عدة ترويها كُتب السير والتاريخ تنضح بالصبر والبطولات والتضحيات، وكيف يكون الثبات، ابتلاءات متلاحقة وخيانات متعددة، وأحداث متصارعة، هي من صنعت ذلك الجيل العجيب جيل النبي -صلى الله عليه وسلـم- وصحابته الكرام الذين أناروا بعد تلك الأحداث الأليمة، أناروا الدنيا بنور الإسلام وسماحته، ومازلنا بفضل الله ننعم بظلال ذلك النور.
استمعوا لموقف آخر من مواقف الصبر والتضحية للصحابة رضوان الله عليهم، ويؤكد الغدر والخيانة التي أُبتلي بها رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- والمسلمون في مطلع عهدهم وإشراقة شمسهم، موقف عصيب وحادثة، راح ضحيتها صحابة كبار، وأناسٌ أطهارٌ، امتلأتْ قلوبهم حكمةً وإيمانًا، وشعَّتْ من وجوههم أنوار القرآن.
ففي شهر صفر من السنة الرابعة للهجرة أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- جماعة من خيرة أصحابه إلى أهل نجد؛ إذ قدم عليه رجل يُقال له: أبو براء عامر بن مالك بن جعفر مُلَاعِبُ الْأَسِنَّةِ، فعرض رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- عليه الإسلام، فلم يُسْلم ولم يُبْعِد، وقال: يا محمد، إني أرى أمرك هذا أمرًا حسنًا شريفًا، وقومي خلفي؛ فلو أنك بعثت نفرًا من أصحابك معي لرجوت أن يجيبوا دعوتك ويتبعوا أمرك، فإن هم اتبعوك فما أعز أمرك! فقال رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلـم-: “إنِّي أَخْشَى عَلَيْهِمْ أَهْلَ نَجْدٍ“، قال أبو براء: أنا لهم جارٌ، فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك، فبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- جمعًا غفيرًا من خيار المسلمين بلغوا سبعين شابًا يُسَمّونَ الْقُرّاءَ، فكتب رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلـم- معهم كتابًا، وَأَمّرَ عَلَى أَصْحَابِهِ الْمُنْذِرَ بْنَ عَمْرٍو السّاعِدِيّ. انظر: سيرة ابن هشام (2/184).
وفي إرساله -صلى الله عليه وسلـم- للقراء هذه المرة نجده قد احتاط لهم من أي اعتداء؛ فقد طمأنه أبو براء أنهم في حمايته وجواره، كما أعطى لهم -صلى الله عليه وسلـم- الكتاب كنوع آخر من الحماية والأمان؛ فهم رسلُ وسفراءُ رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-، والسفراءُ لا يُقتلون، وكان من بينهم: الحارثُ بْنُ الصِّمَّةِ، وحرَامُ بنُ مِلْحَانَ، وَعُرْوَةُ بْنُ أسْمَاءَ بنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيُّ، وعامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ مولى أبِي بكرٍ الصِّدِّيقِ، فسارُوا حَتَّى نزلُوا ببئْرِ مَعُونَةَ، وهيَ بينَ أرضِ بني عامِرٍ وحَرَّةِ بني سُلَيْمٍ، كِلا البلدَيْنِ منْها قريبٌ، وهيَ إلى حَرَّةِ بني سُلَيْمٍ أَقْرَبُ. انظر: دلائل النبوة للبيهقي (3/338).
ذهبوا مسالمين لا محاربين، ولا مقاتلين، ذهبوا دعاةً مرشدين، لا همَّ لهم إلا التبليغ عن رسول رب العالمين -صلى الله عليه وسلـم-، والقيام بدورهم من الدعوة والبلاغ، وتعليم الناس القرآن؛ فانظر ماذا جرى لهم، “لَمَّا نزلوها -يعني بئر معونة- بعَثوا حَرام بنَ مِلْحَانَ بكتاب رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلـم- إلى عدُوِّ اللَّه عامرِ بنِ الطُّفَيْلِ، فلمَّا أتاهُ لم يَنظرْ في كتابهِ حتَّى عَدَا على الرَّجُلِ فقتلَهُ” سيرة ابن هشام (2/184).
قال أنس -رضي الله عنه-: “لَمَّا طُعِنَ حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ، يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، قَالَ: بِالدَّمِ هَكَذَا [أي أخذ الدم من موضع الطعن] فَنَضَحَهُ [أي رشَّه] عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ” (البخاري:4092).
مشهدٌ تعجز الكلماتُ عن وصفه! تتأثر له القلوب المتحجرة، إنَّ المرء ليستَصغرُ نفْسَه أمامَ هؤلاء العظماء الذين لا تصفرَّ وجوههم فزعًا من الموت، وإنما يعلوها البشر والسرور، وتغشاها السكينة والطمأنينة!
لقد قُتل ابن مِلْحَانَ شهيدًا على يد عدو الله ابن الطفيل دون أن يراعي حق أبي براء في الجوار، قتله دون أن ينظر في الكتاب؛ فما السبب الذي جعله يُقدم على ما فعل؟
السبب أنها تصفية حساباتٍ، نعم تصفية حسابات قديمة، فقد قدم ذلك المجرم على رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- يعرض عليه خياراتٍ ثلاثٍ ليقبل بواحدة منها، لكنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلـم- رفضها؟ فاسمع ماذا قال، قال: “أُخَيِّرُكَ بَيْنَ ثَلَاثِ خِصَالٍ. (السنن الكبرى للبيهقي:18822)، فَقَالَ: يَكُونُ لَكَ أَهْلُ السَّهْلِ [أي البوادي] وَلِي أَهْلُ المَدَرِ [أي البيوت والقرى]، أَوْ أَكُونُ خَلِيفَتَكَ، أَوْ أَغْزُوكَ بِأَهْلِ غَطَفَانَ بِأَلْفٍ وَأَلْفٍ. (البخاري:4091). فَقُوبِلَتْ العروضُ الثلاثة بالرفض والاستنكار؛ لأن رسالة النبي -صلى الله عليه وسلـم- ليستْ لاستعباد الناس، ولا لاستلاب أقواتهم ومقدراتهم، فلمَّا لم يُجبه النبيُّ -صلى الله عليه وسلـم- لمراده أراد الانتقام، ومع أول فرصة شرع في التنفيذ.
ويؤكد ذلك ما جاء في الأخبار أن ابن مِلْحَان لما عرض عليه رسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- ما فكر في شيء إلا الانتقام والقتل فقتله، ولم ينته بذلك، بل “استنفر عدو الله عامر بني عامر إلى قتال الباقين، فلم يجيبوه؛ لأجل جوار أبي براء، فاستنفر بني سُليم فأجابته عُصَيَّةُ وَرِعْلٌ وَذَكْوَانُ، فأحاطوا بأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-، فقاتلوا حتى قُتلوا عن آخرهم -رضي الله عنهـم-” (الفصول في السيرة لابن كثير:1/155-156)، إلَّا رجلين كعب بن زيد، فإنهم تركوه وبه رمق، فَارْتُثَّ [أَي رفع وَبِه جراح] من بين القتلى، فعاش حتى قُتِلَ يوم الخندق شَهِيدًا. (انظر: سيرة ابن هشام:2/185)، وأما الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو، “فقالوا له: إن شئت أمَّنَّاك. فقال: “لن أُعْطِيَ بِيَدِي، ولنْ أقْبَلَ لكم أمانّا؛ حتّى آتيَ مقْتَلَ حَرَامٍ، ثُمّ برِئَ منّي جوَارُكُمْ“. فأمَّنوه حتى أتى مصرع حرام، ثم برئوا إليه من جوارهم، ثم قاتلهم حتى قُتل، فذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-: “أَعْنَقَ لِيَمُوتَ“. [أي: إن المنية أسرعت به وساقته إلى مصرعه] (مغازي الواقدي:1/348).
قتلوهم دون أن يرقبوا فيهم إلَّا ولا ذمة، قتلوهم ولم يراعوا لهم عهدًا ولا جوارًا، قتلوهم باسم الكفر والطغيان، قتلوهم باسم الإعراض والاستكبار، قتلوهم وتركوهم للسباع والهوام، وكان في سَرْحِ [أي: الرعاء] القوم عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، ورجل من الأنصار، قيل: هو الْمُنْذِرُ بن محمد بن عقبة بن الْجُلَاحِ، “فلم يُنبئهما بمصاب أصحابهما إلا الطير تحوم على العسكر، فقالا: وَاَللَّهِ إنَّ لِهَذِهِ الطَّيْرِ لَشَأْنًا.
فأقبلا لينظرا، فإذا القوم في دمائهم، وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة. فقال الأنصاري لعمرو بن أمية: ما ترى؟ قال: أَرَى أَنْ نَلْحَقَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلـم-، فَنُخْبِرَهُ الْخَبَرَ، فقال الأنصاري: لَكِنِّي مَا كُنْتُ لِأَرْغَبَ بِنَفْسِي عَنْ مَوْطِنٍ قُتِلَ فِيهِ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو، وَمَا كُنْتُ لِتُخْبِرَنِي عَنْهُ الرِّجَالُ، ثم قاتل القوم حتى قُتل، وأخذوا عمرو بن أمية أسيرًا، فلما أخبرهم أنه من مُضَرَ، أطلقه عامر بن الطفيل، وجزَّ [أي قطع] ناصيته [شعر مقدم الرأس]، وأعتقه عن رقبة زعم أنها كانت على أُمِّهِ” (سيرة ابن هشام:2/185).
أيُّ فجور هذا الذي يسيطر على بني الإنسان؟! أي خصومة تلك التي تدفع الإنسان لقتل أخيه الإنسان غدرًا وخيانة على هذا النحو من الفجور؟! بل وتركه غارقًا في الدماء تخطفه السباع والهوام، لقد أنشد حسان بن ثابت يبكيهم قائلًا:
عَلَى قَتْلَى مَعُونَةَ فَاسْتَهِلِّي *** بِدَمْعِ الْعَيْنِ سَحًّا غَيْرَ نَزْرِ
عَلَى خَيْلِ الرَّسُولِ غَدَاةَ لَاقَوْا *** مَنَايَاهُمْ وَلَاقَتْهُمْ بِقَدْرِ
أَصَابَهُمْ الْفَنَاءُ بِعَقْدِ قَوْمٍ *** تُخُوِّنَ عَقْدُ حَبْلِهِمْ بِغَدْرِ
فَيَا لَهْفِي لِمُنْذِرٍ إذْ تَوَلَّى *** وَأَعْنَقَ فِي مَنِيَّتِهِ بِصَبْرِ َ
وَكَائِنْ قَدْ أُصِيبَ غَدَاةَ ذَاكُمْ *** مِنْ أَبْيَضَ مَاجِدٍ مِنْ سِرِّ عَمْرِو
فلما علم رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- ما جرى لأصحابه حزن حزنًا شديدًا، وقال: “هَذَا عَمَلُ أَبِي بَرَاءٍ، قَدْ كُنْتُ لَهَا كَارِهًا مُتَخَوِّفًا” (رواه الطبراني في المعجم الكبير:841)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: (6/129): “رجاله ثقات إلى ابن إسحاق”، “فبلغ ذلك أبا براء، فمات أسفًا على ما صنع عامر بن الطفيل” (شرح الزرقاني على المواهب اللدنية:2/502)، وكان مما أنشده حسان لربيعة بن عامر يحرضه بعامر بن الطفيل لإخفار ذمة أبي براء:
أَلا مَن مُبلِغٌ عَنّي رَبيعًا *** فَما أَحدَثتَ في الحَدَثانِ بَعدي
أَبوكَ أَبو الفَعالِ أَبو بَراءٍ *** وَخالُكَ ماجِدٌ حَكَمُ بنُ سَعدِ
بَني أُمِّ البَنينِ أَلَم يَرُعكُم *** وَأَنتُم مِن ذَوائِبِ أَهلِ نَجدِ
تَهَكُّمُ عامِرٍ بِأَبي بَراءٍ *** لِيُخفِرَهُ وَما خَطَأٌ كَعَمدِ
حقًا لقد حزن النبي -صلى الله عليه وسلـم- عليهم حزنًا شديدًا، وكيف لا يحزن وعددهم يوازي عدد من قُتل يوم أحد؟! كيف لا يحزن وهم من خيرة الصحابة والقراء؟! كيف لا يحزن وقد قُتلوا غدرًا وغيلة؟! فتوجه إلى الله يشكو ظلم البشر، ويدعو على القتلة والمجرمين قائلًا: “اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ كَسِنِي يُوسُفَ، اللهُمَّ الْعَنْ لِحْيَانَ، وَرِعْلًا، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ” (رواه مسلم).
قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلـم- شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، إِذَا قَالَ: “سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ” مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ (رواه أبو داود:1443، وأحمد:2746؛ بإسناد حسن).
وفي ظل تلك الأحداث الأليمة جاء جبريل عليه السـلام يبشر النبي -صلى الله عليه وسلـم- برضى الله تعالى عن الشهداء؛ فيقول أنس -رضي الله عنه-: “فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلـم- فِي الَّذِينَ قُتِلُوا -أَصْحَابِ بِئْرِ مَعُونَةَ- قُرْآنًا قَرَأْنَاهُ حَتَّى نُسِخَ بَعْدُ: بَلِّغُوا قَوْمَنَا فَقَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ” (رواه البخاري:4095، ومسلم:677).
وأما المجرم الأثيم، والغادر اللئيم، عامر بن الطفيل، فقد “أرسل الله عليه قَرحَةً فأخذته فأدركه الليل في بيت امرأة من بني سلول فجعل يمس قرحته ويقول: غُدَّةٌ كغدة البعير في بيت امرأة من بني سلول -يرعب أن يموت في بيتها- ثم ركب فرسه فأحضره حتى مات عليه راجعًا” (دلائل النبوة لأبي نعيم:157)؛ فلقد هلك وجعله الله آية للعالمين، وألبسه قبل موته ثوب المذلة في الدنيا.
حادث بئر معونة وموقف مليء بالدروس والعبر من تحمل وصبر على تبليغ دعوة الإسلام وعلى تعليم الناس الخير والقرآن، فإذا حلّ البلاء والابتلاء كان الصدق وحسن الإيمان بالرضا والقضاء والصبر والتجلد؛ فإن ما عند الله خير وأبقى، ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرًا شربة ماء.
نسأل الله أن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين.
اللهم من أرادنا وأراد ديننا ومجتمعنا ووحدتنا بسوء اللهم اكفنا شرورهم، اللهم اجعل تدبيرهم تدميرا عليهم، اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين، واحفظ ولاة أمرنا وعلماءنا وجندنا ومثقفينا ومجتمعنا، اللهم زدنا تماسكا وألفة ومحبة.
اللهم ثبتنا على الإيمان والتوحيد حتى نلقاك وأنت راض عنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
المؤلف | إبراهيم الدويش |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | مقروء |
اللغة | العربية |