عناصر الخطبة
- الغاية من خلق الإنس والجن
- الأمر بالاستقامة ولزوم الطاعة
- التحذير من الانحراف والغلو
- لزوم الطاعة في رمضان وبعده
- علامة قبول العمل
- الترغيب في صيام النافلة والست من شوال
اقتباس إن الاستقامة على العبادة دليلٌ على الرغبة في الخير، وعنوان قوة الإيمان، قال تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [هود: 112], فالاستقامة لزومُ الطريق المستقيم، الاستقامة لزوم الطاعة والثبات عليها في كل آن وحين، وإن كان المسلم في مواسم الخير يضاعف جهوده، لكنه لا ينقطع عن العبادة بعد ذلك، فإن استقامته على الطاعة يدل على قوة الإيمان، قوة اليقين، عظيم الرغبة في الخير، على محبة الخير والرغبة فيه…
الخطبة الأولى:
أمّا بعد:
عباد الله: إن الله خلق الخلق لعبادته، واستخلفهم في الأرض لأجل ذلك، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، وقال: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾ [يونس: 14].
فالعبد خُلق لعبادة الله، فالعبادة لله ملازمة له إلى أن يلقى الله، وهي ضرورية من ضروريات حياته، فلا تصلح حياته ولا تستقيم إلا بعبادة ربه، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)﴾ [الأنعام: 162، 163]، فالصلاة والذبح لله، وما يعمل العبد في حياته، وما يلقى الله عليه كلّه لله، هكذا يكون المسلم، يعلم حقاً أن عبادته لله ضرورة من ضروريات حياته، فلا استقامة له إلا بعبادة ربه، وإذا انحرف عنها صار من الغاوين ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [محمد: 12]. والله -جل وعلا- قد أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالاستمرار على العبادة، والبقاء عليها، والدوام عليها إلى أن يأتيه أجله، قال تعالى: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر: 99] اعبد ربك: الزم عبادته، واستقم عليها إلى أن يوافيك الأجل، فتلقى الله وأنت عابدٌ له، ولهذا كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- أعظم الناس طاعةً لله، وملازمةً للعبادة، لا يفتر عنها، ويقول لما قيل له وقد تورمت قدماه من قيام الليل، قال: "ألا أرجو أن أكون عبداً شكوراً؟!".
أيها المسلم: إن الاستقامة على العبادة دليلٌ على الرغبة في الخير، وعنوان قوة الإيمان، قال تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [هود: 112], فالاستقامة لزومُ الطريق المستقيم، الاستقامة لزوم الطاعة والثبات عليها في كل آن وحين، وإن كان المسلم في مواسم الخير يضاعف جهوده، لكنه لا ينقطع عن العبادة بعد ذلك، فإن استقامته على الطاعة يدل على قوة الإيمان، قوة اليقين، عظيم الرغبة في الخير، على محبة الخير والرغبة فيه، ولهذا لما سأل رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلاً له: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال له: "قل: آمنت بالله، ثم استقم".
أيها المسلم: والله يقول لنبيه: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾ [هود: 112], أي: لتكن استقامتكم على وفق ما أمركم ربكم به، فلا تكون الاستقامة على مجرد هوى ورأي واستحسان، ولكنها على وفق ما أمر الله به، ﴿وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾ [هود: 112] ، يستقيمون كذلك، ثم قال: ﴿وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [هود: 112]، أمره بالاستقامة على وفق ما أمره به، ونهاه عن الطغيان، والطغيان مجاوزة الحد في فعل الأوامر، مجاوزة الحد والخروج عن المنهج القويم، لأن المستقيم حقاً من تكون استقامته على وفق أمر الله.
أقوام استقاموا ولكن على خلاف وفق أمر الله، استقاموا ولكن على خلاف أمر الله، طغوا في استقامتهم حتى ضلوا عن سواء السبيل، ألا ترى الخوارج الذين ذمهم النبي ووصفهم للأمة بأنا نحقر صلاتنا عند صلاتهم، وصيامنا عند صيامهم، وقراءتنا عند قراءتهم، ومع هذا قال في حقهم: "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"[ لماذا؟ هم مستقيمون، ولكن تلك الاستقامة لم توافق شرع الله، ولم تتفق مع شرع الله، بل طغوا وغلوا في دينهم غلواً أدَّى بهم إلى أن استباحوا دماء المسلمين وأموالهم، لأنهم طغوا وخرجوا عن منهج الله، والله يقول لنبيه: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [هود: 112].
فالاستقامة وسط بين الانحراف وبين الغلو في دين الله، الاستقامة لزوم الطريق المستقيم الذي شرعه الله، قال تعالى: ﴿وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ﴾ [الشورى: 15]، أمره بالاستقامة، وحذره عن اتباع الهوى الذي يحرف باستقامته عن الخير كم استقامت أقوام ولكن على غير هدى، انعكست الحقائق في أنظارهم، فرأوا الباطل حقاً والحق باطلاً، ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [فاطر: 8] ، قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا(104)﴾ [الكهف: 103، 104].
فالخوارج والمعتزلة وأمثالهم من أهل البدع والضلالات قد ترى مظهر خير وتعبد، ولكنه على خلاف ما شرع الله، فذاك ضلال مبين، كم استقام أقوام على الباطل فعظموا القبور، وطافوا بأهلها، وعكفوا عندها، وسألوهم ما هو حق الله، وذلك من الانحراف عن الهدى، أرباب الطرق المختلفة استقاموا على طرقهم الباطلة، ولكنها استقامة على خلاف شرع الله، فالمسلم يستقيم، ولكن استقامته على طاعة الله، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ [الأحقاف: 13]، استقاموا على الطريق الواضح، والمنهج القويم.
أيها المسلم: الزم عبادة الله، واستقم عليها، في كل آن وحين، فإنك بأمسِّ الحاجة إلى ذلك. إن نعم الله عليك تترى، فقابل نعم الله بشكرها، وشكر النعم أن تتقرب إلى المنعِم بما يرضيه، بالقيام بما أوجب عليك، والبعد عمَّا نهاك عنه.
أيها المسلم: استقم على الطريق المستقيم، استقم على عبادة ربك.
أيها المسلم: إن كان رمضان مضى بخيره وبركته، نسأل الله أن يتقبله منَّا ومنكم، فليس معنى ذلك أن عبادة المسلم قد انقضت وتوقفت، لا، العبادة باقية، والمسلم سائر عليها، مستقيم عليها، قد أخذ من رمضان عظة وعبرة، فرمضان هذّبه، ورمضان أقام اعوجاجه، ورمضان هداه للخير، ورمضان روَّض تلك النفس، وأعدها الإعداد الصحيح لتكون سائرة على وفق منهج الله.
أيها المسلم: إنك تعبد ربك، تعبد دائماً وأبداً، ولئن كان موسم الخير تُضاعف فيه الأعمال، لكن لا يلزم من ذلك أن ننقطع عن العمل بعد رمضان، فلنكن محافظين على طاعة الله من صلاة وإحسان وتلاوة قرآن وتقرب إلى الله بنوافل الطاعة، يقول الله -جل وعلا-: "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه".
إذاً -أيها المسلم- فتقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، واحرص على ذلك عسى أن تكون موفقاً لقبول عملك.
أيها المسلم: إن الله يقول في كتابه العزيز: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: 27]، فالله لا يقبل إلا أعمال المتقين الذين أخلصوها لله، وسارت على وفق شرع الله، إذاً فاحرص -أخي- أن تكون من المتّقين، وإنَّ من علامة قبول العمل الصالح أن يُتبَع بأعمال صالحة، ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114]، فأعقب العمل الصالح بالعمل الصالح، واحذر أن تعقبه بعمل سيئ، وفي الحديث في وصية النبي لمعاذ: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها". فاحرص -أخي المسلم- على أن تعقب صالح عملك بعمل صالح؛ ليدل على رغبتك في الخير، وحبك للخير، وأنك لا تزال عبداً لربك مستقيماً على طاعته، ترجو ثوابه، ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ(32)﴾ [فصلت: 30 – 32].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عباد الله: إن من عبادة المسلم أن يتقرب، يؤدي الفرض ويتقرب إلى الله بأداء النفل بعد أداء الفرض؛ لأنه إذا وفِّق لأداء الفرائض علم أنها نعمة من الله عليه أن أعانه على أداء ما افترض عليه، فيشكر الله على هذه النعمة، ويأتي بنوافل العبادة شكراً لله على توفيقه لأداء الفرائض، وكلما أدى عبادةً شكر الله عليها، فهو لا يزال في شكر بقلبه ولسانه وعمله.
أيها المسلمون: لا شك أن شهر رمضان صيامه أحد أركان الإسلام، وهذا أمر مجمع عليه، ولا شك أيضاً أنه لا يجب علينا صيام غير رمضان، ما أوجب الله علينا صياما ابتداءً إلا شهر رمضان بإجماع المسلمين، ولو اعتقد أحد أنه يجب صوم يوم ابتداءً بلا سبب كرمضان لقيل: إن هذا ضال خارج من الإسلام؛ لأن الله افترض علينا فقط صيام رمضان، وأما ما سوى الصيام الفرض فإنه تطوع ونافلة يتقرب بها العبد إلى ربه.
أيها المسلم: وفقك الله فصُمت رمضان كاملاً، وتلوت ما يسر الله لك من تلاوة القرآن، وقيام ما يسر الله لك من قيام ليله، فاحمد الله على هذه النعمة، وقل: الحمد لله رب العالمين، ولذا قال الله: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185].
أيها المسلم: ذُقت لذة الصيام، وطيبَ الصيام، ونتائجَ الصيام، وسمعت الأخبار عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في فرض الصيام، وأن الله يقول: "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها"، يقول الله: "إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به".
إذْ سمعت هذا، فاعلم -رحمك الله- أن نبيك -صلى الله عليه وسلم- شرع لك صياماً في أيام متعددة، فشرع لك أن تصوم ستة أيام من شوال تتبع بها رمضان، يقول نبيك -صلى الله عليه وسلم-: "من صام رمضان وأتبعه بستة من شوال، فكأنما صام الدهر", الحسنة -من فضل الله- بعشر أمثالها، فرمضان بثلاثمائة يوم، وست من شوال بستين يوماً، فمن صام رمضان وأتبعه صيام ستة أيام من شوال كتب الله له صيام الدهر كله، هذا من فضل الله عليك.
إذاً -يا أخي المسلم- فتقرب إلى الله بصيام هذه الست من شوال، أنا أقول: ليست واجبة عليك، ولا أعاتبك إن لم تصمها، ولا أقول: إنك مخل بفرض، لا، أقول: هي سنة، هي نافلة، هي طاعة، لكن فضلها عظيم، فلا تحرم نفسك هذا الفضل العظيم، والله مصحِّحٌ بدنك ومقوِّيك ومعينك، فتقرب إلى الله، فستجد ثوابها يرجح به ميزان عملك يوم توزن الأعمال يوم القيامة.
أخي المسلم: صيامك لها يدل على رغبتك في الطاعة، صيامك لها يدل على حبك للصيام، صيامك لها شكر لله، صيامك لها نافلة كنوافل الطاعة، ترقِّع ما قد يكون حصل عليك في الصيام من خلل أو نقص، عامل الله الجميع بعفوه. فصمها أيها المسلم، سواء صمتها مجتمعة أو متفرقة، كل ذلك جائز، لكن لا تصمها ولا تصمها المسلمة إلا بعد استكمال قضاء رمضان ؛ لأن قضاء رمضان أهمّ وآكد.
فصمها -أيها المسلم- ولو صمتها جميعاً أو فرقتها جمعة وخميساً ونحو ذلك، المهم أن تكون في شوال، فصمها مادمت قادراً عليها، فستجد ثوابها مدّخراً لك في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
أخي المسلم: وشرع لك نبيك صيام ثلاثة أيام من كل شهر، قال أبو هريرة: "أوصاني خليلي بثلاث: أن أوتر قبل أن أنام، وأن أصلي ركعتي الضحى، وأن أصوم من كل شهر ثلاثة أيام".
كما سن لك صيام التسع من ذي الحجة: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر" الحديث، والصيام من جملة الأعمال الصالحة.
وقد سن لك صيام يوم عرفة، وأخبرك أن صيامه يكفر سنة ماضية وآتية.
وسن لك صيام العاشر من محرم مع صيام يوم قبله أو بعده، وأخبرك أن صيامه يكفر عاماً ماضيا.
وشرع الكمال أن يصوم الإنسان يوماً ويفطر يوماً. وشرع صيام يوم الاثنين، وأخبر أنه يوم ولد فيه، ويومٌ أوحي إليه فيه.
وشرع صيام الخميس مع الاثنين، وأخبر أنهما يومان تعرض الأعمال الصالحة فيهما على الله.
أيها المسلم: هذه أنواع الصيام، فلا تبخل عن نفسك بصيام أحد هذه النوافل لتنال الخير من ربك -جل وعلا-.
كما أن قيام الليل ما انقضى بعد رمضان، فنبيكم كان يقوم الليل، وتقول عائشة: "ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة". كان يحافظ على قيام الليل، فحافظ عليه قدر استطاعتك، وتقرب إلى الله بتلاوة كتابه العزيز، وفعل الخير، وكن على الخير مستقيماً دائماً وأبداً.
أسأل الله أن يقبل منا أعمالنا، وأن يعيننا على شكره وذكره وحسن عبادته، وأن يوفق الجميع لسلوك الطريق المستقيم، إنه على كل شيء قدير.
واعلموا -رحمكم الله- أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-…