بطاقة المادة
المؤلف | عبد العزيز بن عبد الله السويدان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | مقروء |
اللغة | العربية |
العنوان | اللغة |
---|---|
من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله | العربية |
عليكم بالصبر الجميل | العربية |
يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة | العربية |
عناصر الخطبة
اقتباسأن يعلم أن الجزع يشمت عدوه، ويسوء صديقه، ويغضب ربه، ويسر شيطانه، ويحبط أجره، ويضعف نفسه، وإذا صبر واحتسب دحر شيطانه، ورده خاسئا، وأرضى ربه، وسر صديقه، وساء عدوه، وعز إخوانه قبل أن يعزوه. هذا هو…
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[النساء:1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)﴾ [الأحزاب: 70- 71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إن مما يتميز به المؤمن عن غيره من الناس: إيمانه بالقضاء والقدر، خيره وشره.
والإيمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين:
الدرجة الأولى: الإيمان بأن الله -تعالى- علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الأزلي، فعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي، والأرزاق والآجال.
هذا هو الشيء الأول، ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق.
ف"أول ما خلق الله: القلم، قال له: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة".
فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطئه لم يكن ليصيبه، جفت الأقلام وطويت الصحف؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ [الحـج: 70].
وقال سبحانه: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [الحديد: 22-23].
وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة، وأخرى تفصيلا؛ فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء، وإذا جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث إليه ملكا فيأمر بأربع كلمات، فيقال له: اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، ونحو ذلك.
وأما الدرجة الثانية من الإيمان بالقدر، فهو: الإيمان بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
وأن ما بالسماوات والأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله -سبحانه-، ولا يكون في ملكه إلا ما يريد فما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلا الله خالقه سبحانه، لا خالق غيره، ولا رب سواه.
ومع ذلك فقد أعطى العباد تكريما لهم القدرة على اختيار الطريقين: إما الرشاد، وإما الضلال.
ولكنه بعدله وكماله أوجب عليهم طريق الرشاد، فأمر العباد بطاعته، وطاعة رسوله، ونهاهم عن معصيته.
وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين، ويرضى عن الذين أمنوا وعملوا الصالحات، ولا يحب الكافرين، ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ولا يأمر بالفحشاء، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يحب الفساد.
والعباد فاعلون حقيقة، والله خالق أفعالهم، أي خلق قدرتهم وإرادتهم، ومنحهم الاختيار؛ كما قال تعالى: ﴿لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾ [التكوير: 28].
أيها الإخوة: بعد هذا الشرح الوجيز، نأتي إلى موضوعنا اليوم، وهو قدرة المؤمن على الصبر عند الصدمة الأولى.
فالصبر عند الصدمة الأولى مرتبة عظيمة، لا يحظى بها إلا راسخ الإيمان -نسأل الله من فضله-.
ولذلك قصرت البشرى الإلهية على نوع من الصابرين وليس كلهم، قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 155].
من هم؟
﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(157)﴾[البقرة: 156-157].
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بامرأة تبكي عند قبر، فقال: "اتقي الله واصبري" قالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتت باب النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى".
أي: إنما الصبر الشاق على النفس الذي يعظم الثواب عليه إنما هو عند هجوم المصيبة وحرارتها، فإنه يدل على قوة القلب وتثبته في مقام الصبر.
وأما إذا بردت حرارة المصيبة، فكل واحد يصبر بذاته.
وفي المسند أنه صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أحد تصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وإن إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتي واخلف لي خيرا منها، إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيرا منه".
وهنا نأتي على علاج المصائب، ووسائل الصبر على المصيبة إذا وقعت، وكيف يمكن للعبد أن يصل إلى مرتبة الصبر عند الصدمة الأولى -نسأل الله لنا ولكم العافية والسلامة-.
يقول ابن القيم: "وهذه الكلمة أي "إنا لله وإن إليه راجعون" من أبلغ علاج المصاب وأنفعه له في عاجلته وآجلته، فإنها تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلى عن مصيبته، أحدهما: أن العبد وأهله وماله، ملكٌ لله -عز وجل- حقيقة، وقد جعله عند العبد عارية، فإذا أخذه منه، فهو كالمعير يأخذ متاعه من المستعير".
ثم قال في قول: "إنا لله" يعني كلنا لله، قال: "وأيضًا فإنه متصرفٌ فيه بالأمر تصرف العبد المأمور المنهي، لا تصرف الملاك، ولهذا لا يباح له من التصرفات فيه إلا ما وافق أمر مالكه الحقيقي".
بعد أن بترت ساقه بسبب الآكلة، دخل ابن لعروة بن الزبير الإسطبل فرفسته دابة فقتلته، فلما سمع عروة بالنبأ، قال: "اللهم إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة، فلك الحمد، وكان لي بنون أربعة، فأخذت واحدا وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد، وأيم الله لئن أخذت لقد أبقيت، ولئن أبليت طالما عافيت" فلله الملك كله، وإليه يرجع الأمر كله.
والتالي أن مصير العبد ومرجعه إلى لله مولاه الحق، ولابد أن يخلف الدنيا وراء ظهره، ويجئ ربه فردا كما خلقه أول مرة، بلا أهل ولا مال ولا عشيرة، ولكن بالحسنات والسيئات، فإذا كانت هذه بداية العبد ونهايته، فكيف يفرح بموجود أو يأسى على مفقود؟!
ومن علاجه: أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطئه لم يكن ليصيبه، قال تعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [الحديد: 22-23].
ومن علاجها: أن ينظر إلى ما أصيب به، فيجد ربه قد أبقى عليه مثله وأفضل منه، وادخر له إن صبر ورضي ما هو أعظم من فوات تلك المصيبة بأضعاف مضاعفة، وأنه لو شاء لجعلها مما هي.
ومن علاجه: أن يطفأ نار مصيبته ببرد التأسي بأهل المصائب، ويعلم أنه في كل واد بنو سعد، ولينظر يمنة فهل يرى إلا محنة، ولينظر يسرة فهل يرى إلا حسرة، وأنه لو فتش العالم لن يرى فيه إلا مبتلى، إما بفوات محبوب، أو حصول مكروه، وأن سرور الدنيا وإن طالت كأحلام نوم أو كظل زائل، إن أضحكت قليلا أبكت كثيرا، وإن سرت يوما ساءت دهرا، وإن متعت قليلا منعت طويلا.
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "لكل فرحة ترحة، وما ملئ بيت فرحا إلا ملئ ترحا".
وقال ابن سرين: "ما كان ضحك قط إلا كان من بعده بكاء".
ومن علاج المصيبة: أن يعلم أن الجزع لا يردها، بل يضاعفها.
ومن علاجها: أن يعلم أن فوات ثواب الصبر والتسليم، والذي ما كان ليحصل لولا المصيبة، وهو الصلاة والرحمة والهداية: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 157].
التي ضمنها الله -تعالى- على الصبر والاسترجاع أعظم من المصيبة في الحقيقة.
ومن علاجها: أن يعلم أن الجزع يشمت عدوه، ويسوء صديقه، ويغضب ربه، ويسر شيطانه، ويحبط أجره، ويضعف نفسه، وإذا صبر واحتسب دحر شيطانه، ورده خاسئا، وأرضى ربه، وسر صديقه، وساء عدوه، وعز إخوانه قبل أن يعزوه.
هذا هو الثبات والكمال الأعظم، لا لطم الخدود، وشق الجيوب، والدعاء بالويل والثبور، والسخط على المقدور.
ومن علاجها: أن يعلم أن ما يعقبه الصبر والاحتساب من اللذة والمسرة أضعاف ما كان يحصل له ببقاء ما أصيب به لو بقي عليه، ويكفيه من ذلك بيت الحمد الذي يبنى له في الجنة على حمده لربه واسترجاعه، فلينظر بعد أي المصيبتين أعظم، مصيبة العاجلة أو مصيبة فوات بيت الحمد في جنة الخلد.
صح في البخاري من حديث أبي هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يقول الله -تعالى- ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا إلا الجنة".
وصح أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها".
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله فاستغفروه إنه بر رؤوف رحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدا كثيرا، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فقد صح في الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط".
فللمبتلى إن أصيب أن ينظر في نفسه ما دام مقيما للصلوات، حريصا على الواجبات، بعيدا عن المحظورات، فنرجو أن يكون ممن أحبهم الله -تعالى- فابتلاهم، ليعلم ما صدق محبتهم.
ولقد ابتلى الله حبيبه إبراهيم -عليه السلام- بابنه العزيز إسماعيل، وأمره بذبحه فامتثل.
وابتلى حبيبه محمدا -صلى الله عليه وسلم- بابنه إبراهيم، فمات بين يديه، فصبر، وما كان قوله إلا أن قال: "إن العين لتدمع، وأن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
ومن علاج وقع المصيبة: أن يعلم أن أنفع الأدوية له موافقة ربه وإلهه فيما أحبه ورضيه له، وأن خاصية المحبة وسرها موافقة المحبوب، وهو دليل الثقة بالله، واليقين التام، بحسن تدبيره للعبد.
كان عمران بن حصين في علته يقول: "أحبه إلي أحبه إليه" سبحانه.
ومن علاجها: أن يعلم أن الذي ابتلاه هو أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، وأنه سبحانه لا يرسل إليه البلاء ليهلكه به، ولا يعذبه به، وإنما ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه، وليسمع تضرعه وابتهاله، وليراه طريحا ببابه، مكسور القلب بين يديه، رافعا شكواه إليه.
قال الشيخ عبدالقادر: "يا بني إن المصيبة ما جاءت لتهلكك، وإنما جاءت لتمتحن صبرك وإيمانك".
ومن علاجها: أن يعلم أنه لولا محن الدنيا ومصائبها لأصاب العبد من أدواء الكبر والعجب والفرعنة، وقسوة القلب، ما هو سبب لهلاكه عاجلا وآجلا.
فمن رحمة أرحم الراحمين أن يتفقده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب تكون حمية له من هذه الأدواء، وتكون حفظا لصحة عبوديته، فسبحان من يرحم ببلائه، ويبتلي بنعمائه، كما قيل:
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت *** ويبتلي الله بعض القوم بالنعم.
ولولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا.
ومن علاجها: ان يعلم أن مرارة الدنيا هي بعينها حلاوة الآخرة يقلبها الله -سبحانه-، كذلك وحلاوة الدنيا بعينها مرارة الآخرة، ولئن ينتقل من مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة خيرا له من عكس ذلك، فإن خفي عليه هذا فلينظر إلى قول الصادق المصدوق: "حفت الجنة بالمكاره، وحف النار بالشهوات".
وفي هذا المقام تفاوتت عقول الخلائق، وتظهر حقائق الرجال، فأكثرهم آثر الحلاوة المنقطعة على الحلاوة الدائمة التي لا تزول، ولم يحتمل مرارة ساعة لحلاوة الأبد، ولا ذل ساعة لعز الأبد، ولا محنة ساعة لعافية الأبد.
فإن الحاضر عنده شهادة، والمنتظر غيب، والإيمان ضعيف، وسلطان الشهوة حاكم، فتولد من ذلك إيثار العاجلة، ورفض الآخرة.
وهذا حال النظر على مواقع ظواهر الأمور دون بواطنها، هكذا حاله، ويبقى على مبادئها دون عواقبها، وأما النظر الثاقب الذي يخرق الحجب العاجلة ويجاوزه من العواقب والغايات، فله شأن آخر.
فأعد نفسك إلى ما أعد الله لأوليائه، وأهل طاعته من النعيم المقيم، والسعادة الأبدية، والفوز الأكبر، وما أعد لأهل البطالة والإضاعة من الخزي والعقاب والحسرات الدائمة، ثم اختر أي القسمين أليق بك.
وكل يعمل على شاكلته، وكل أحد يصبو إلى ما يناسبه، وما هو الأولى به.
أسأل الله -تعالى- أن يعافينا وإياكم والمسلمين من كل سوء، وأن يحفظ علينا إيماننا، وأن يقنعنا بما آتانا.
اللهم نور قلوبنا بالإيمان.
المؤلف | عبد العزيز بن عبد الله السويدان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | مقروء |
اللغة | العربية |
العنوان | اللغة |
---|---|
من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله | العربية |
عليكم بالصبر الجميل | العربية |
يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة | العربية |