بطاقة المادة
المؤلف | محمد بن ثابت آل مغني |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | مقروء |
اللغة | العربية |
العنوان | اللغة |
---|---|
المرض .. ابتلاء ونقاء | العربية |
المرض فوائد وثمار | العربية |
الخوف من المرض | العربية |
عناصر الخطبة
اقتباسيا من ابتلاك الله بشيء من هذه الأمراض, فوِّضْ أمرك إلى الله، واعلم أن ذلك مقدر عليك, وأنه زيادة في حسناتك، ورفعة لك في درجاتك، وتخفيف لك من سيئاتك؛ فاصبر وارض، واحمد الله، واشكر الله, فإن العاقبة بإذن الله حميدة في الدنيا والآخرة. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “عجباً لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له, وليس ذلك إلا للمؤمن”.
الخطبة الأولى:
الحمد لله اللطيف الخبير, العلي القدير, يبتلي عبادة بالمصائب والأمراض؛ ليخفف عنهم الذنوب والأوزار, فيكون حسابه لهم بإذنه خفيفا يوم المعاد؛ أحمده على ما أولاه من الإنعام، وعظيم الفضل والامتنان.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, شهادة ترفع من عمل بها أعلى الدرجات, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله إلينا شاهدا ومبشرا ونذيرا, وداعيا إليه بإذنه وسراجا منيرا, فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم إلى يوم الدين…
أما بعد: أيها المؤمنون: اتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى, واعلموا أن نعم الله على عباده تترا, فقد جلت عن الحصر والعدّ، عم بفضله جميع الخلق, وأسبغ عليهم زوائد نعمه من غير عدّ, ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم:34].
وتبصروا -رحمكم الله- في دنياكم, واعلموا أنكم زائلون لا محالة؛ فغداً إما منعمون وإما معذبون, إما في روضة وإما في حفرة.
أيها المسلمون:
قد يُنعِم الله بالبلوى وإن عظُمَتْ *** ويبتلي اللهُ بعضَ القومِ بالنِّعَمِ
بينما الإنسان معافى وهو قوي شديد عتيد، إذا بمرض يعل صحته، ويقلل حركته, ويكدر صفو حياته؛ وهذه سنة الله -تعالى- في هذا الكون، لا يثبت على حال ولا يدوم على شأن أحد إلا الله -سبحانه وتعالى-, فليس هناك راحة أو عافية أو طمأنينة للمؤمن تامة إلا في الجنة, حيث لا يفنى شباب ويهرم، بل يصح وينعم ولا يبأس.
أخي المسلم: يا من ابتلاك الله بشيء من هذه الأمراض, فوِّضْ أمرك إلى الله، واعلم أن ذلك مقدر عليك, وأنه زيادة في حسناتك، ورفعة لك في درجاتك، وتخفيف لك من سيئاتك؛ فاصبر وارض، واحمد الله، واشكر الله, فإن العاقبة بإذن الله حميدة في الدنيا والآخرة. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عجباً لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له, وليس ذلك إلا للمؤمن".
وعليك -أخي المريض- أن تسعى للتداوي بما شرع الله، إما بالعلاج بالرقية الشرعية من القرآن والأدعية المأثورة، أو بأخذ الأدوية والعقاقير الطبية، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تداووا عباد الله".
وقيل له: يا رسول الله، أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها، هل ترد من أمر الله شيئا؟ فقال -عليه الصلاة والسلام-: "هي من أقدار الله".
فالأخذ بالأدوية والعلاج لا ينافي التوكل على الله، ولا ينافي الرضا بقدر الله، فهي من فعل السبب، وفعل السبب مأمور به.
مرض نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فصبر واحتسب وتداوى, سحر ووعك وأصابه الصداع في رأسه وكسرت رباعيته وشج وجهه الشريف فثعب الدم منه، فكان لسان حاله شاكرا لله، ذاكرا له، آخذا بأسباب التداوي.
وقد كان -عليه الصلاة والسلام- ينفث على نفسه، يجمع كفيه ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده, وقرأ عليه جبريل -عليه السلام- المعوذتين حينما سحر.
وعليك -أخي المؤمن المصاب- بعدم التداوي بما حرم الله كإتيان السحرة والكهنة والعرافين والمنجمين، أو التداوي بالخمر، فقد قال عنها -عليه الصلاة والسلام-: "إنها داء وليست دواء".
ومن الأمور المهمة التي ينبه لها المريض: الصلاة؛ فيا أخي المريض: عليك بالمحافظة على الصلاة، فلا يجوز ترك الصلاة مهما كانت الأسباب، حتى ولو لمرض أو غيره.
وإذا كانت تشق على المريض الصلاة في وقتها فيجوز له أن يجمع بين الصلاتين، كما يجوز له أن يصلي على الوضع الذي يستطيعه: فإن لم يستطع قائما فقاعدا، فإن لم يستطع فعلى جنب, ولا يترك الصلاة على أي حال, فلم يعذر الله أحدا في هذه الفريضة، حتى الذين يقاتلون وهم تحت ضرب السيوف فقد شرع الله لهم صلاة الخوف ولم يعذرهم.
فالصلاة هي الركن الركين، وهي عمود الدين، وهي الفريضة الوحيدة التي شرعت في السماء، وهي التي لا عذر لأحد بتركها.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يقيم هذه الصلاة ويحافظ عليها.
كما نسأله -سبحانه- أن يعافي كل مبتلى، وأن يمن علينا وعليهم بالعفو والشفاء العاجل, وأن يجعلنا وإياهم عند البلاء من الصابرين, وعند النعماء من الشاكرين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه…
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم…
وبعد: أيها المؤمنون: اعلموا أن من آداب الإسلام أن يعود المسلم أخاه المسلم إذا مرض, ويتفقد حاله؛ تطييبا لنفسه, ووفاء بحقه.
إن عيادة المريض من أفضل القرب إذا أريد بها وجه الله -تعالى-, فقد قال الله -سبحانه- في الحديث القدسي: "يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني, فقال: كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟!".
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عودوا المريض، وفكوا العاني، وأطعموا الجائع" رواه البخاري.
وقال -عليه الصلاة والسلام-: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع". قيل: يا رسول الله، وما خرفة الجنة؟ قال: "جناها" رواه مسلم.
وعليك -أخي المسلم- أن تنتبه ما دمت في زمن المهلة، فقدم من الأعمال الصالحة، واجتهد فيما يقربك إلى الله -عز وجل-، فإنه إذا جاء الأجل لا يستأخر الإنسان ساعة ولا يستقدم، ﴿وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسَاً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المنافقون:11].
وصلوا وسلموا رحمكم الله على محمد…
المؤلف | محمد بن ثابت آل مغني |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | مقروء |
اللغة | العربية |
العنوان | اللغة |
---|---|
المرض .. ابتلاء ونقاء | العربية |
المرض فوائد وثمار | العربية |
الخوف من المرض | العربية |