عناصر الخطبة
- مفهوم الخشوع ومعانيه في القرآن
- أهميته
- آثاره وثمراته
- حكمه في الصلاة
- فضائل تبين عظمته
- أسبابه
- الخشوع المذموم
- خشوع النبي الكريم وصاحبيه
- الاعتناء بالخشوع
اقتباس لما طغت المادة على الحياة، وأصبح الإنسان همه الحياة، ونسي الممات، وأصبحت الحضارة والمادة تشاركنا في عبادتنا، إما أنقصتها، وربما أفسدتها، تساءلنا وسألنا: لماذا لا نخشع؟ لماذا العين لا تدمع؟ قحطت العيون، وقست القلوب، ورانت الذنوب. ولأهمية هذا الأمر، وحاجتنا إليه، وجب علينا معرفته وفضله، حتى نكون من أهله وحزبه، فدونكم: “صافي الدموع في أهمية الخشوع”.
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله الذي جعل من صفات المؤمنين الخشوع، وعلامة الصدق والإخلاص الذل والخضوع، وأشهد أن لا إله إلا الله، قبل الذين في صلاتهم حياة وخشوع، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أفضل من ذل لربه بخضوع وخشوع، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وكل من كان للرسول تابعا ولوعا.
أما بعد: عباد الله، فاتقوا الله وكونوا مع الصادقين، المخلصين الخاشعين.
عباد الله: في هذه الأزمان وانفتاح الحضارة، وشغل الأذهان، وتوالي الأحداث والفتن، واختلاف الأمور والمحن، في عصر الشبكات العنكبوتية، والتواصلات الاجتماعية، واتساع رقعة الحياة الدنيوية، نسينا أو تناسينا، جهلنا أو تجاهلنا، ما هو أغلى علينا، وما هو صلاح قلوبنا، ورضاء ربنا، وسر سعادتنا وحياتنا، إنه ماذا؟ إنه الخشوع، وإرسال الدموع، والذل والخضوع، للرب المعبود، الواحد المحمود. إنه الخشوع: زينة العبادة، وجمال وبهاء أهل الطاعة.
لما طغت المادة على الحياة، وأصبح الإنسان همه الحياة، ونسي الممات، وأصبحت الحضارة والمادة تشاركنا في عبادتنا، إما أنقصتها، وربما أفسدتها، تساءلنا وسألنا: لماذا لا نخشع؟ لماذا العين لا تدمع؟ قحطت العيون، وقست القلوب، ورانت الذنوب.
ولأهمية هذا الأمر، وحاجتنا إليه، وجب علينا معرفته وفضله، حتى نكون من أهله وحزبه، فدونكم: "صافي الدموع في أهمية الخشوع".
الخشوع: هو قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع، والذل، والانقياد، قال الجنيد -رحمه الله-: "الخشوع تذلل القلوب لعلام الغيوب". وقال ابن القيم -رحمه الله-: والحق أن الخشوع معنًى يلتئم من التعظيم، والمحبة، والذل، والانكسار. والخشوع تارة يكون بالقلب؛ كالخشية، والرقة، والحياء، والمهابة. وتارة يكون بالبدن؛ كالوقار، والسكينة. وتارة بهما، بل قيل: لا بد من اعتبارهما.
ولفظة الخشوع -يا مسلمين- جاءت في القرآن على أربعة أوجه: الذل، وسكون الجوارح، والخوف، والتواضع؛ فلا تخرج عن القلب والجوارح.
فبه يمتلئ القلب من التعظيم، والإجلال، والوقار، والمهابة، والحياء، فينكسر القلب لله كسرة ممتلئة من الوجل، والخجل، وزهود النعم والمحبة، والذل والانكسار، والتواضع والخضوع والافتقار.
ولأهمية الخشوع -أيها الجموع-: كونه السبب الأعظم، والقدر الأهم لقبول الصلاة، فهو لبها وحياتها، وسرها وروحها، وسعادتها وقبولها، ففي الحديث الصحيح: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلاَةَ، مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلَاَّ عُشْرُهَا، تُسْعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدُسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا، نِصْفُهَا"، وعلى هذا أجمع سلف الأمة أن العبد ليس له من صلاته إلا ما عقل فيها.
ولأهمية الخشوع: صدّر الله به أوصاف المؤمنين، كما قال في كتابه المبين: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ(2)﴾ [المؤمنون:1-2].
ولأهمية الخشوع -أيها الإخوة المسلمون-: ذكر الله من صفات المؤمنين والمؤمنات، ممن أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا: ﴿وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ﴾ [الأحزاب:35]، ووصف الله به أنبياءه؛ لعِظم منزلته، وتحقيق عبوديته، فقال -سبحانه- وبحمده: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء:90].
وعلامة محبة العبادة، وزيادتها، إذا خالطها خشوعها، ﴿وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [الإسراء:109].
وتظهر أهمية الخشوع، والذل والخضوع: حينما تعلم -أيها المصلي- أن الخشوع يسهل العبادة، ويخفف المشقة، لاسيما الصلاة، قال الله -جل في علاه-: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة:45]. قال السعدي -رحمه الله-: أي: فإنها سهلة عليهم، خفيفة؛ لأن الخشوع، وخشية الله، ورجاء ما عنده، يوجب له فعلها منشرحًا بها صدره، لترقبه للثواب، وخشيته العقاب.
كما أن الخشوع هو العلم الحقيقي، المورث الخشية. قال ابن رجب معلقًا على الأثر المعروف: "أول علم يرفع من الناس الخشوع، حتى لا ترى خاشعًا"، قال: "ففي هذه الأحاديث: إن ذهاب العلم بذهاب العمل، وإن الصحابة فسروا ذلك بذهاب العلم الباطن من القلوب، وهو الخشوع".
ولهذا جاء الاستعاذة من قلب لا يخشع؛ لأنه علم لا ينفع، ودعاء لا يُسمع، ففي مسلم: "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع".
ولما كان الخشوع له أثر في حفظ الإيمان، وحفظ القلب من الغفلة والنسيان، وحفظ الجوارح من العصيان، عاتب الله فيه أهل الإيمان، فقال -سبحانه-: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ [الحديد:16].
ولفضل الخشوع: صار صاحبه ممن يظله الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، ففي حديث السبعة: "ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه"، ذكر الله بقلبه، واستحضر عظمته، فأسدل دمعته، وأسبل عبرته، ففاضت عيناه من خشيته.
والخشوع: سبب لإرسال الدموع، وإذا فاضت العينان نجتا من النيران، فازتا بالجنان، فقد قال ولد عدنان: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية، وعين باتت تحرس في سبيل الله" رواه الترمذي وحسنه، وعنده أيضًا: "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله، حتى يعود اللبن في الضرع".
فمن علامات قرب الساعة: ارتفاع الخشوع من القلوب، ففي حديث حذيفة موقوفا: "أول ما تفقدون من دينكم الخشوع"، فإذا ذهب الخشوع من القلوب، كَثُر عند ذلك المعاصي والذنوب، وإذا رُفِعَ الخشوع قست القلوب، وإذا فُقِد الخشوع كثرت العيوب، واشتدت الهموم والكروب.
ولأهمية الخشوع: اختُلف في وجوبه في الصلاة، فالله ذم غير الخاشعين، وجعل المقبول من الصلاة ما حضره القلب، ولهذا رجح ابن تيمية -رحمه الله- وجوبه في الصلاة.
ولأهمية الخشوع: جاء فضله، ووعيد من تركه، فعند مسلم في صحيحه، عنه -عليه الصلاة والسلام-: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها، وخشوعها، وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله".
فضل آخر يبين عظمة الخشوع: "من توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى ركعتين يقبل بقلبه ووجهه، لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه". ولا يتأتى هذا إلا بالخشوع، والبعد عن حديث النفس، والوساوس، والولوع؛ فالخشوع عظيم شأنه، عظيم أثره، كثير بره وخيره، سريع الفقدان، نادر وجوده، فاحرص على التحلي به.
والخشوع: يقظة دائمة لخلجات القلب، وخفقاته، ولفتاته، وحذر من هواجسه، ووساوسه، وحماية من سهواته، ودفعاته، وغفلاته؛ والخشوع من الإيمان، فكلما زاد زاد الإيمان، وكلما نقص نقص الإيمان. فعلى المسلم أن يتعاهد قلبه في جميع أحواله؛ ليدفع عنه القسوة، ويبعد عنه الجفوة.
عباد الله: محل الخشوع في القلب، وثمرته على الجوارح، فإذا فسد القلب بالغفلة، وفسدت عبوديته، فسدت الأعضاء، فهي تابعة للقلب، فهو كالملك والأعضاء كالجنود، ولذا قالوا: إذا ضرع القلب خشعت الجوارح، ولهذا جمع الله لأهل الإيمان، وتلاوة القرآن، الوجل والعرفان، ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الزمر:23].
ولعظم الخشوع فهو أعظم ما تحصل به المعرفة بالله، وأسمائه، وصفاته؛ ولآثار معرفة أسمائه وصفاته، أثر في قلبه، وأثر في عبوديته وسلوكه.
ومن آثار الخشوع: محبة الله، وخوفه، ورجاؤه، وامتثال أمره، واجتناب نهيه، والشوق إلى رؤيته ولقائه، وعبوديته والافتقار إليه، والانكسار بين يديه.
وله أسباب، فارعوها -يا أولي الألباب: تحقيق الهدف من العبودية، وتعظيم الله، وقراءة القرآن وكثرته، والذكر والاتصاف به، والصلاة وحبها، وقيام الليل، والبكاء من خشية الله، والخلوة به سبحانه، والتفكر في نعمه وآلائه وآياته ومخلوقاته، وتذكر الآخرة، وكثرة ذكر الموت، والبعد عن زخارف الدنيا وزينتها، ومطالعة سير السلف الصالح وأحوالهم في العبادة، ونشاطهم وقوتهم من الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وأخيرًا: البعد عن الذنوب، ذنوب القلوب، وذنوب الأبدان، فهي أكبر حاجب، وأعظم مانع؛ فالذنوب تبعد عن علام الغيوب، وتقسي القلوب.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمد الشاكرين، أحمده -سبحانه- على فضله المبين.
وبعد: يا مؤمنين، أيها المسلمون، وتلكم آثار سلفية، وأقوال متفاوتة أثرية: قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: من تواضع لله تخشعًا، رفعه الله يوم القيامة، ومن تطاول تعظمًا وضعه الله يوم القيامة.
وقال علي -رضي الله عنه-: "الخشوع في القلب أن تليّن كنفك للرجل المسلم"، وعن الحسن -رحمه الله-: ﴿وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء:90]: الخوف الدائم في القلب. وعنه -رحمه الله-: ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون:2]: كان خشوعهم في قلوبهم، فغضوا بذلك أبصارهم، وخفضوا لذلك الجناح.
وقال مجاهد -رحمه الله-: في قوله -سبحانه-: ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ [الفتح:29]: هو الخشوع والتواضع. وقال -رحمه الله-: في قوله: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة:238]: منه الركوع والخشوع. وقال سهل التستري -رحمه الله-: "من خشع قلبه، لم يقرب منه الشيطان".
الخشوع من فوائده: إظهار الخوف والهيبة، ودليل على صلاح القلب واستقامته، وتكفير الذنوب، ورفعة في الثواب، وتحقيق للعبودية سبب للنجاة من العقوبة، والفوز بالجنة، والسلامة من الغفلة والقسوة، والنسيان والهفوة، وحصول البشرى: ﴿وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾ [الحج:34]، ويقرب القلب من الرب، ويكون له في كل نظرة عِبرة وعَبرة، ويحفظ صاحبه من غوائل العجب والإدلال، والغرور والرياء. هذا في الخشوع المحمود.
وأما الخشوع المذموم: فهو تكلف الإنسان تعاطي الخشوع في جوارحه، وأطرافه، مع فراغ قلبه وخلوه، فهذا من خشوع النفاق. قال حذيفة -رحمه الله-: "إياكم وخشوع النفاق!"، فقيل له: وما خشوع النفاق؟ قال: "أن ترى البدن خاشعا والقلب ليس بخاشع". ورأى عمر -رضي الله عنه- رجلًا طأطأ رقبته في الصلاة، فقال: "يا صاحب الرقبة ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرقاب، إنما الخشوع في القلب". وكان من دعاء السلف الصالح -رحمهم الله-: اللهم إنا نعوذ بك من خشوع النفاق.
ولما رأت عائشة -رضي الله عنها- شبابًا يمشون، ويتماوتون في مشيتهم، فقالت لأصحابه: من هؤلاء؟ من هؤلاء؟ من هؤلاء؟ فقالوا: نُسَّاك، فقالت: "كان عمر -رضي الله عنه- إذا مشى أسرع، وإذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع، وإذا أطعم أشبع، وكان هو الناسك حقًا". وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "كان يُكره أن يري الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه".
فالتظاهر بالخشوع ممقوت، ولهذا فرق بين خشوع الإيمان، والنفاق. قال ابن القيم -باختصار-: خشوع الإيمان هو خشوع القلب لله، بالتعظيم، والإجلال والوقار، والهيبة، والحياء، وخشوع النفاق يبدو على الجوارح تصنعًا، وتكلفًا، والقلب ليس بخاشع.
هذا وقد رأينا ثمرة الخشوع الإيماني في حياة إمام الخاشعين، وسيد الأنبياء والمرسلين، فكان يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء، وربما بكى فبل حجره، ولحيته، والأرض تحته. وكذا صاحبه الصديق -رضي الله عنه- كان رجلًا، وجلًا، رقيقًا، لا يملك نفسه من البكاء. وهذا الفاروق -رضي الله عنه- يكفيك أنه مرض مرة لسماع القرآن، فعاده الناس في مرضه، لا يدرون ما به.
فيا عباد الله: أعيدوا لأنفسكم حياتها، وفي عبادتكم لربكم خشوعها، وفي تعاملكم مع ربكم ذلها وخضوعها، فالخشوع لين القلب ورقته، وسكونه، وخضوعه، وانكساره، وحرقته؛ عند ذلك يتعلق القلب بالرب، فلا يرجو، ولا يخاف، ولا يخشى، ولا يحب، إلا الله، الخاشع نزه قلبه عن غير الله، وهمه إرضاء الله، دنياه في يده لا في قلبه، مستعد لآخرته، دائم العبودية.
إذا انقطعت أطماع عبد عن الورى *** تعلق بالرب الكريم رجاؤه
فأصبح حرا عزة وقناعة *** على وجهه أنواره وضياؤه
وإن علقت بالعبد أطماع نفسه *** تباعد ما يرجو وطال عناؤه
فلا ترجُ إلا الله في الخطب وحده *** ولو صح في خل الصفاء صفاؤه
هذا، وصلوا وسلموا على نبيكم كما أمركم ربكم، ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56].
يا من تريدون الجزاء جنانا ***صلّوا على من بالرشاد أتانا
صلّوا عليه وأكثروا من ذكره *** بل ذكّروا الأحباب والإخوانا
والله أعلم…