عناصر الخطبة
الحمد لله العزيز الحكيم الرحمن الرحيم، يهدي من يشاء إلى رحمته إلى صراط مستقيم، ويضل من يشاء بعدله وحكمته، وسبحانه من إله قدير عليم، أحمد ربي وأشكره على نعمه التي لا تحصى.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله النبي الكريم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اتبع طريقهم القويم.
أما بعد: فاتقوا الله حق تقواه؛ فمن اتقاه وقاه وتولى أموره في دنياه وأخراه، قال الله -تعالى-: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً﴾ [الطلاق:2].
أيها المسلمون: تفكروا في الأمراض المهلكة، والأوبئة الفتاكة، والجراثيم الضارة والكوارث المدمرة؛ كيف يتقي الناس أسبابها، ويعدون لها الأدوية الناجعة، ويرصدون لها المبالغ الطائلة، وينقذون المرضى مما نزل بهم؟
أيها الناس: أعظم الأمراض هو مرض النفاق وشعبه؛ فهو مرض خطير وشر كبير إذا استولى على القلب أماته، وصار صاحبه حياً كميت، وصحيح البدن مريض الروح، قال الله -تعالى: ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ [البقرة:10].
النفاق داء عضال ووباء قتَّال لا يبتلى به إلا المسلم، أما الكافر فلا يوصف بالنفاق؛ لأنه مجاهر بكفره، والكفر مشتمل على أنواع النفاق كلها.
وقد خاف من النفاق المؤمنون ووجل منه الصالحون؛ قال البخاري في صحيحه: قال ابن أبي مليكة: "أدركت ثلاثين من الصحابة كلهم يخافون النفاق على نفسه".
وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لحذيفةَ -رضي الله عنه-: "أنشدك الله هل ذكرني رسول الله من المنافقين؟ قال: لا، ولا أزكي بعدك أحداً".
ومعنى قوله: أنه لا يفتح باب الجواب لمن يسأله عن أعيان المنافقين، وليس المعنى أن من سوى عمر منافق.
وقال الحسن البصري -رحمه الله-: "لا يأمن المؤمن النفاق على نفسه"، وقال الإمام أحمد: "ومن يأمن النفاق ومن نجى من النفاق فقد نجا من شرور الدنيا وعذاب الآخرة، ومن وقع في شرك النفاق خسر الدنيا والآخرة، قال الله -تعالى- عن المنافقين: ﴿فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ [التوبة: 55].
والنفاق نوعان: النوع الأول: نفاق اعتقاد، وهو مخرج من ملة الإسلام.
ويراد بنفاق الاعتقاد: اعتقاد المرء ما يضاد الإسلام ولو عمل بأركان الإسلام بجوارحه؛ لأن الأعمال لا يقبل الله منها إلا ما كان مبنياً على الإيمان؛ فنفاق الاعتقاد: هو أن يظهر الإسلام ويبطن الكفر، قال -تعالى-: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ(9)﴾ [البقرة: 8 – 9].
وصاحب النفاق الاعتقادي مخلد في النار -والعياذ بالله-، قال الله -تعالى-: ﴿يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(15)﴾ [الحديد: 12-15].
وقد تتبع المحققون من أهل العلم الأدلة من القرآن والحديث، واستقرأوا النصوص التي حصرت أقسام النفاق الاعتقادي المخرج من الإسلام؛ فوجدوا النفاق الاعتقادي هو: بغض الرسول وكراهته -صلى الله عليه وسلم- فمن أبغض النبي محمداً -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد كفر ولو عمل بأركان الدين؛ قال الله -تعالى-: ﴿إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ﴾ [التوبة: 50] وقال -تعالى-: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [المنافقون: 4] والعدو هو المبغض الفرح بالمصيبة الكاره للنعمة.
ومن نفاق الاعتقاد: بغضُ وكراهة ما جاء به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ(9)﴾ [محمد: 8-9] وقال -تعالى-: ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ(78)﴾ [الزخرف: 77-87 ].
ومن نفاق الاعتقاد المكفر: تكذيبُ النبيِّ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ [البقرة: 10] (في قراءة غير الكوفيين)، وقال -تعالى-: ( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [التوبة: 124-125]، فتكذيبهم زادهم نجس نفاق وخبث.
ومن نفاق الاعتقاد المضاد للإسلام: تكذيبُ بعض ما جاء به النبي محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- أو بغض بعض ما جاء به هذا الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قال الله -تعالى-: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: 85].
وقال -تعالى-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ(26)﴾ [محمد: 25-26]، فهم يكرهون بعض ما جاء به الإسلام، ويأخذون بعضه ويحبونه، ولا يفرق الله -تبارك وتعالى- بين الحق؛ فالحق كله حق.
ومن نفاق الاعتقاد: الفرحُ بضعف الإسلام، والسرور بتمرد الناس عليه، وتمني الانفلات من تعاليمه، والكراهة لظهور هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعلو دينه، قال الله -تعالى-: ﴿لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ [التوبة: 48]، وقال -تعالى-: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [التوبة: 67].
فصاحب هذا النفاق الاعتقادي في الدرك الأسفل من النار، سواء اجتمعت فيه هذه الأنواع كلها، أو وقع في واحد منها إلا أن يتوب إلى الله -تعالى-، قال الله -عز وجل-: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً﴾ [النساء: 145]؛ لأن الضرر من المنافق أشد من الضرر بالكافر المجاهر.
وأما النفاق العملي فهو: أن يعمل بخصلة من خصال النفاق، وهو مع ذلك يؤمن بالله واليوم الآخر، ويحب الإسلام ويعمل بأركانه، فهذا قد ارتكب معصية، ولا يُكَفَّر بالمعصية، وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أربعٌ مَنْ كُنَّ فيه كان منافقاً خالصا، ومَنْ كانتْ فيه خصلةٌ منهن كانتْ فيه خصلةٌ مِنَ النفاقِ حتى يدَعَها: إذا حدَّث كذَب، وإذا وَعدَ أخْلف، وإذا اؤتمنَ خَان، وإذا خاصمَ فجَر" رواه البخاري ومسلم ومعنى: (إذا خاصم فجر): طلب أكثر من حقه، وادعى ما ليس له، أو لم يعطِ ما عليه من الحق.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "آيةُ المنافِقِ ثلاث: إذا حدَّثَ كذَب، وإذا وَعَدَ أخْلف، وإذا اؤتمن خان" رواه مسلم .
فهذه الخصال إذا فعلها المسلم وهو عامل بأركان الإسلام محب له؛ فمعصيته نفاق عملي وليس باعتقادي، وخصال النفاق العملي أكثر من هذه الخصال؛ لأن شعب النفاق تقابل شعب الإيمان، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الإيمانُ بضعٌ وسبعونَ شُعبة فأعلاها ﴿لا إله إلا الله﴾، وأدْناهَا إمَاطةُ الأذى عنِ الطرِيق" رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
وإنما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- النفاق في هذه الأمور؛ لأن بقية خصال النفاق العملي ترجع إليها إذ هي أصولها.
وإذا لم ينزجر المسلم، ويكفَّ عن خصال النفاق العملي ويتب إلى الله منها؛ استحكمت فيه وجرته إلى النفاق الاعتقادي؛ فباء بالخلود في النار، قال الله -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119] أي مع المؤمنين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين .
الحمد لله رب العالمين ولي المؤمنين، أحمد ربي وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القوي المتين، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله المبعوث بالهدى واليقين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فاتقوا الله -تعالى- أيها المسلمون حق التقوى: فتقوى الله خير زاد في الدنيا ويوم المعاد.
عباد الله: إن الذنوب مهما عظُمت ومهما كثُرت؛ فإنها في جانب رحمة الله مغفورة بالتوبة إلى الله -تعالى-.
وقد دعا الله المشركين إلى التوبة، وقد جعلوا مع الله إلهاً آخرَ، فقال -تبارك وتعالى- عن صالح -عليه الصلاة السلام-: (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ) [هود:61].
وأمر الله من جعل لله ولداً أن يتوبوا، فقال -تعالى-: ﴿أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [المائدة:74].
وفتح للمنافقين باب التوبة فقال -تعالى-: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً) [النساء: 145-146].
فيا أيها المسلم: إنِ ابْتليتَ بشيء من خصال النفاق؛ فتب إلى الله -تعالى-، وطهر نفسك قبل الممات، وادع الله -تعالى- أن يحفظك من النفاق وشعبه؛ فإن الله -تبارك وتعالى- قريب مجيب، فمن دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أعوذُ بك من النِّفاق والشِّقاقِ وسوءِ الأخلاق"، وفي الدعاء: "اللهمَّ طهِّرْ قلوبَنَا من النفَاق، وأعمالَنا من الرِّياء، وأعينَنا من الخيانة".
عباد الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب: 56]؛ فصلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين إمام المرسلين.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وسلم تسليماً كثيراً.
اللهم وارض عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين -أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي- وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك يارب العالمين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك ياقوي يا متين، اللهم احفظ الإسلام والمسلمين في كل مكان، اللهم احفظ الإسلام والمسلمين في كل مكان يارب العالمين، وفي كل زمان إنك على كل شيء قدير.
اللهم ألف بين قلوب المسلمين، وأصلح ذات بينهم، واهدهم سبل السلام، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين يارب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح اللهم ولاة أمورنا.
اللهم اكفِ المسلمين شر أعداء الإسلام يارب العالمين، اللهم أبطل مكر أعداء الإسلام يارب العالمين، اللهم أبطل مخططات أعداء الإسلام إنك على كل شيء قدير.
اللهم أعذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأعذنا من شر كل ذي شر يارب العالمين، اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك، اللهم وانفع به الإسلام والمسلمين، وأعز به دينك إنك على كل شيء قدير، اللهم أصلح بطانته، وأعنه على ما فيه صلاح البلاد والعباد إنك على كل شيء قدير.
اللهم وفق وليَّ عهده لما تحب وترضى، ولما فيه عزُّ الإسلام والمسلمين، اللهم وفق النائب الثاني لما تحب وترضى، ولما فيه عز الإسلام والمسلمين يارب العالمين.
اللهم اجعل جميع ولاة المسلمين عملهم خيراً لشعوبهم وأوطانهم ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة:201].
عباد الله: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل:90].
﴿وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [النحل:91].
اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.