التسبيح: صيغ وفضائل

عبد الله بن علي الطريف

عناصر الخطبة

  1. فضائل التسبيح
  2. معنى التسبيح
  3. صيغ التسبيح ومواضعه.

الخطبة الأولى:

أيها الإخوة: “سُبْحَانَ اللَّهِ” كلمة عظيمة؛ عظَّم الله أمرها في كتابه، وبيَّن فضلها رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في سنته اسمعوا شأنها؛ فقد وجدت من أمرها عجباً، وَجِدْتُها مَعَ الحَمْدِ لِلَّهِ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “الوُضُوءُ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ المِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ” (صحيح مسلم). قال النووي: “معناه يحتمل أن يقال لو قدر ثوابهما جسماً لملأ ما بين السماوات والأرض، وسبب عظم فضلها ما اشتملتا عليه من التنزيه لله -تعالى- بقول سبحان الله، والتفويض والافتقار إلى الله -تعالى- بقوله الحمد لله، والله أعلم“.

وَوجدتُ أن التسبيح من أحب الكلام إلى الله؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ. لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ“(رواه مسلم).

ووجدت أن التسبيح يردّ القدَر؛ كما في قصة يونس -عليه السلام- قال -تعالى-: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ(143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(144)﴾[الصافات:143-144]، وكان يقول في تسبيحه: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[الأنبياء:87].

ووجدت أن التسبيح هو الذكر الذي كانت تردِّده الجبال والطير مع داود -عليه السلام- قال الله -تعالى-: ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ﴾[الأنبياء:79].

ووجدت التسبيح ذِكْرَ الملائكة -عليهم الصلاة والسلام- الدائم في جميع أوقاتهم فليس في أوقاتهم وقت فارغ ولا خالٍ منها على كثرتهم، قال الله -تعالى-: ﴿وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ(19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ(20)﴾[الأنبياء: 19-20]، وقال عنهم: ﴿فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ﴾[فصلت:38].

بل وجدت التسبيح ذِكْرًا لجميع المخلوقات قَالَ -تَعَالَى-: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾[الْإِسْرَاءِ:44].

والتسبيحُ ذكرُ أهلِ الجنةِ؛ قال الله -تعالى- عنهم: ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ﴾[يونس:10]، ويُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ إِلْهَامَاً، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ، كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ“(رواه مسلم).

والتسبيح يُذَكِّرُ بصاحبه عند ربه؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “إِنَّ مِمَّا تَذْكُرُونَ مِنْ جَلَالِ اللَّهِ التَّسْبِيحَ، وَالتَّهْلِيلَ، وَالتَّحْمِيدَ يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ، لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا، أَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَوْ لَا يَزَالَ لَهُ مَنْ يُذَكِّرُ بِهِ؟“(رواه ابن ماجه).

والتّسبيح سببٌ لإزالة وهن النّفس ورفع الهمّة؛ فقد أوصى الله -تعالى- نبيّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يسبّح الله -تعالى- بعد كلّ التّكذيب الذي لقيه من قومه؛ لما فيه من رفعٍ لهمّته وإزالة للوهن والضّعف الذي صار إليه؛ فقال -تعالى-: ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى﴾[طه:130].

ومن ذلك مَا حَدَّثَ بِهِ عَلِيٌّ، أَنَّ فَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ-، شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَى، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبْيٌ، فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ، فَجَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْتُ لِأَقُومَ، فَقَالَ: “عَلَى مَكَانِكُمَا“، فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، وَقَالَ: “أَلاَ أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، وَتُسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَتَحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ“(متفق عليه).

والتّسبيحُ سببٌ جالبٌ للنّصر ومعونة الله -سبحانه وتعالى- إذا قُرن بالاستغفار؛ فقد قال الله -تعالى- موصياً نبيّه -عليه الصلاة والسّلام-: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾[غافر:55].

ووجدت التسبيح من أيسر الأعمال وأكثرها أجراً، وَقدْ جَاءَ فِي فَضْلِه أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ؛ مِنْهَا قَوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟” فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: “يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ“(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

أيها الإخوة: التسبيح قول: “سبحان الله”؛ ومعناه تنزيه الله -عزَّ وجل- عما لا يليق به من العيوب ومماثلة المخلوقات.. فالله -عز وجل- مُنزهٌ عن كلِ عيبٍ في أسمائِه، وصفاتِه، وأفعالِه، وأحكامِه، لا تجدُ في أسمائِه اسماً يشتمل على نقصٍ أو على عيبٍ؛ ولهذا قال -تعالى-: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾[لأعراف:180]، ولا تجد في صفاته صفةً تشتملُ على عيبٍ أو نقصٍ؛ ولهذا قال الله -تعالى-: ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾ بعد قوله: ﴿لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ﴾؛ فالله -عز وجل- له الوصف الأكمل الأعلى من جميع الوجوه، وله أيضاً الكمال المنزه عن كل عيب في أفعاله، كما قال الله -تعالى-: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ﴾[الدخان:38]؛ فليس في خلق الله لعب ولهو وإنما هو خلق مبني على الحكمة.

كذلك أحكامه لا تجد فيها عيباً ولا نقصاً كما قال الله -تعالى-: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾[التين:8]، وقال -عز وجل-: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾[المائدة:50].

بارك الله لي ولكم في القرآن.

الخطبة الثانية:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾[الأحزاب:70]، والقول السديد الموافق للصواب، أو المقارب له، عند تعذُّر اليقين، من قراءةٍ، وذكرٍ، وأمرٍ بمعروفٍ، ونهيٍ عن منكر، وتعلمِ علم وتعليمه، والتسبيح من الذكر ومن القول السديد، وله صيغ منها قول: “سُبْحَانَ اللَّهِ” كَمَا فِي قَوْلِهِ -تَعَالَى-: ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾[الْمُؤْمِنُونَ:91]، ومن الصيغ قول: “سُبْحَانَ رَبِّي”، قال الله -تعالى-: ﴿قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا﴾[الْإِسْرَاءِ:93]، وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، وَتُقَالُ فِي الرُّكُوعِ، وَسُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، وَتُقَالُ فِي السُّجُودِ.

وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: “كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي” (رَوَاهُ الشَّيْخَانِ).

وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ“، وَمَعْنَاهُ: مُسَبَّحٌ مُقَدَّسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ.

وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: “افْتَقَدْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَتَحَسَّسْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ، فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ“(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي قِيَامِ اللَّيْلِ قَالَ فِي رُكُوعِهِ: “سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ“(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ والنسائي وصححه الألباني).

وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَقَدْ جَاءَ فِي فَضْلِهَا قَوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ“(رَوَاهُ مُسْلِمٌ)، وَقَوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ“(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ)، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ“(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، وَجَاءَ فِي فَضْلِهَا قَوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ“(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ).

وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: “بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟” قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: “عَجِبْتُ لَهَا، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ“، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ ذَلِكَ”(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

وَمن صيغ التسبيح الِاسْتِفْتَاحُ الْمَشْهُورُ وَهُوَ قَوْلُ الْمُصَلِّي: “سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ“(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ والترمذي وصححه الألباني).

وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا سَلَّمَ فِي الْوِتْرِ قَالَ: “سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ“(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ والنسائي وصححه الألباني)، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ يَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يُطِيلُ فِي آخِرِهِنَّ.

وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، وَفِي فَضْلِهَا قَوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ“(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وصححه الألباني).

اللهم وفِّقنا لذِكْرِك.

وصلوا وسلموا على نبيكم يعظم الله أجركم…


تم تحميل المحتوى من موقع