عناصر الخطبة
أمّا بعد: فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى.
عبادَ الله: يقول الله جل وعلا: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾ [الفرقان:62]
أخي المسلم: خلقَك الله لعبادته، وأنعمَ عليك بنعمِه الظاهرة والباطنة، وشُكرُ الله على نِعمته واجب، وعلامةُ شكرِ الله القيامُ بما أوجَب الله عليك، علامةُ شكرِك لله قيامُك بما أوجب عليك.
لله عليك نِعمٌ في ليلك ونهارك، ﴿قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنْ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ﴾ [الأنبياء:42]، فما لحظةٌ في ليلِك ونهارك في نومِك ويقظتِك إلاَّ ولله عليك فيها نعمةٌ، والعاقلُ مَن تبصَّر وقدَّم شُكرَ هذه النعمة وإن كان عاجزًا عن القيام بشكرها، وفي الحديث: "لا نُحصِي ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسك".
يومُك وليلتك يمضيان وقد قرضا من عُمُرك، وقرَّباك إلى أجلك. إذًا فالمسلم يغتنم تلك الأوقاتِ، يبدأ ليله بذكرٍ لله، فينام على ذكرٍ وثناء على الله وصلاةٍ قبل نومِه، ويفتتح نهارَه بأداءِ فريضةِ الفجر، فيفتتحُ بها نهاره شكرًا لله على نعمته وفضله.
أخي المسلم: صلاةُ الفجر فريضةٌ هي إحدى الصلوات الخمس، تلك الفريضةُ التي يؤدِّيها المسلم في وقتها، يقوم من لذيذ نومه ومن طيب فراشِه، يحدوه حبُّ الله ورجاؤه، يحدوه رغبةٌ فيما عندَ الله، يحدوه شكرُه لله وعِلمُه بعظيم نِعم الله عليه، فهو يقوم من لذيذ نومه ومن وثير فراشه، لا يحرِّكه سِوى طاعةٌ لله وابتغاء لثواب الله، لا دنيًا يريدها وأموال يحرِّكها، ولكن الحادي إلى ذلك ما في القلب من تعظيمٍ لله، وحُبٍّ لله، وشكرٍ لله على نعمته.
أخي المسلم: إنَّ القيامَ لِهذه الفريضة في وقتها عنوانُ الخير والهُدى، وإنَّ الذين يقومون لها قد أثنى الله عليهم ومدَحهم، ذلك الثناءُ ليس ثناءَ الخلقِ ومديحهم، ولكنه أصدقُ الثناء وأطيبُه، ألا وهو ثناء ربِّ العالمين عليهم: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ(38)﴾ [النور:36-38]
يا مَن حافظ على صلاةِ الفجر في وقتها، اسمع الله يثني ويقول: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الكهف:28]، واسمع الله يقول في الثناء عليهم: ﴿أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ [الإسراء:78]، أي: صلاةُ الفجر تشهَدها ملائكة الليل وملائكةُ النهار؟
في الحديث: "يتعاقبون فيكم ملائكةٌ بالليل وملائكةٌ بالنهار، فيجتمعون في صلاةِ الفجر، فيعرج الذين باتوا فيكم إلى ربِّهم فيسألهم وهو أعلم بكم: كيفَ تركتُم عبادي؟ فيقولون: يا ربَّنا، أتيناهم وهم يصلّون، وتركناهم وهم يصلون".
فيا أخي: هل ترضى بضياعِ ذلك الثناء وذلك الفضلِ عليك في لحظاتٍ يسيرة تُرضي فيها ربَّك، وتشرح فيها صدرَك، وتقرّ عينك بهذا الخير العظيم؟!
أخي المسلم: إنَّ محافظتَك على صلاةِ الفجر في الجماعةِ سِتر لك من النار، وفوزٌ لك بجنَّات ربِّ العالمين، يقول: "لا يدخل النارَ رجلٌ صلَّى قبل غروبِ الشمس، وصلَّى قبل طلوعها"، يعني صلاةَ الفجر وصلاة العصر، ويقول: "من صلَّى البردَين دخل الجنة"، يعني الفجر والعصر.
أخي المسلم: محافظتُك على صلاةِ الفجر في الجماعةِ وملازمتُك على ذلك سببٌ يؤدِّي إلى نظَرك إلى وجه ربِّك في دار كرامته، وهذا أعظمُ نعيمٍ أنعم الله به على أهلِ الجنة، يقول: "أما إنكم سَتَرون ربَّكم يومَ القيامة كما تَرَون القمرَ ليلة البدر، لا تُضَامّون في رؤيته – أي: لا تزدحمون-، فإن استطعتُم أن لا تغلَبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس وعلى صلاةٍ قبل غروبها فافعلوا".
أيها المسلم: محافظتُك على صلاةِ الفجر جماعة يضاعِف الله لك بها الأجور، ويعظِم لك بها الثواب، يقول: "من صلَّى العشاءَ في جماعة كان كمَن قام نصفَ الليل، ومن صلَّى الفجرَ في جماعة كان كمَن قام الليلَ كلَّه".
أخي المسلم: خروجُك للمسجِد في صلاةِ الفجر نورٌ يكون لك يومَ القيامة، وخيرٌ يُهدَى إليك، يقول: "بَشِّر المشَّائين إلى المساجِد في ظلمةِ الليل بالنور التامِّ يوم القيامة".
أخي المسلم: إنَّ محافظتَك على صلاةِ الفجر في الجماعة أمنٌ لك من عذابِ الله، أمنٌ لك من سَخَط الله، سببٌ لرضا الله عنك. كم يتعلَّق الضعيفُ بمن يراه قويًّا، ليأمنَ في ساحته.
وأيُّ أمانٍ أعظم من أمان الله لك أن تأمنَ من عذابه؟! يقول: "من صلّى الفجرَ في جماعة فهو في ذمّةِ الله، فلا يطلبنَّكم الله من ذمَّته بشيء، فإنه من يطلبه يدرِكه ثم ّ يكبُّه على وجهه في نار جهنم".
أخي المسلم: محافظتُك على العشاء والفجر جماعةً؛ عنوانُ الإيمان وكمالِ التصديق والرَّغبة في الخير، يقول: "ليسَ صلاة أثقل على المنافقين من العشاء والفجر، ولو يعلَمون ما فيهما لأتوهما ولو حبْوًا".
صلَّى الفجرَ بأصحابه فقال: "أشاهدٌ فلان؟" لأناسٍ من المنافقين، ثم قال: "أثقلُ الصلاة على المنافقين صلاةُ العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حَبوًا".
أخي المسلم: نومُك عن صلاةِ الفجر؛ عنوانُ استحواذ الشيطان عليك، وتغلُّبه عليك، وصدِّه لك عن سماع الأذان، فهل ترضَى أن يكونَ عدوُّ الله صاحبًا لك؟، وعدوُّ الله أنت أسيرٌ تحته؟، إنَّ هذا لهو الضَّعف.
إنَّ نبيّنا سُئل عن رجلٍ لا يصلِّي الفجر قال: "ذاك رجلٌ بال الشيطان في أذنيه -أو قال:- في أذنه"، صدَّه عن الخير، وحال بينه وبين سماع الخير. فانهضْ بنفسك، واستعِن بربِّك، وحاول تخليصَ نفسك من عذاب الله.
أخي المسلم: إنَّ تخلُّفك عن صلاةِ الفجر جماعة سببٌ لعذاب الله، في حديث سمُرة في رؤية المنام الصحيح أنه قال: "أتاني رجلان فبعثاني فقالا لي: انطلق، فانطلقتُ فإذا رجلٌ مضطجِع ورجلٌ فوق رأسه بحجر يريدُ أن يلقيه عليه، فألقاه عليه؛ فثلَغ رأسه فتهدهَد الحجر، ثم أخذه ثم عاد رأسُه كذلك، وما زال يلقي الحجرَ عليه حتى يثلغ رأسَه، قالا لي: أمّا هذا الرجل الذي رأيتَ فرجلٌ أخَذ القرآن ورفضَه ونام عن صلاة الفجر".
أخي المسلم: كم مِن سَهرٍ طويل في الليل، وكم مِن استراحةٍ بقيلٍ وقال وكلامٍ فارغ إن لم يكن آثامًا وأوزارا، ويمضي معظمُ الليل في لهوٍ ولعِب، وصدود عن الخير والهدى، وقيلٍ وقال وما لا خيرَ فيه، وتأتي دقائق الفضائل وأوقات الفضائل، فتقصُر همّتُك عن هذه الأعمال الصالحة.
كم من ليلٍ سهرته في لهوٍ ولعب وغفلةٍ وإعراض حتى إذا آن وقتُ الفجر نِمتَ على فراشك، معرضًا عن طاعة ربِّك، ناسيًا لفضله وإحسانه، متجاهلاً نِعمَه عليك، هلاَّ حياء من الله يمنعُك ويحول بينك وبين هذا التغافل وهذا الإعراض؟
أخي المسلم: إنَّ مَن يُمضي ليلَه ونهارَه في غفلةٍ عن الله، وإعراضٍ عن الله؛ يوشِك أن يخسَرَ دنياه وآخرته. فاتَّق الله في نفسك، واعلم أنَّ قوَّةَ الإيمان في قلبك إنما تكون على قدر تعظيمك لفرائض الله، ومحافظتك عليها وملازمتِك لها.
فيا أخي المسلم: إنما هي ساعةٌ يسيرة، تؤدِّي فريضةً من فرائض الإسلام، تفتتِح يومَك بطاعة الله، تفتتح بذلك العملِ الصالح، فيسجَّل في سجلِّ أعمالك تلك الفريضة التي أدَّيتها، وسترى يومَ قدومك على الله ثوابَ تلك الأعمال، ﴿وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [الكهف:49]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أمّا بعد: أيها الناس: اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى.
عبادَ الله: عدوُّ الله إبليس سُلِّط علينا ابتلاءً وامتحانًا، وربُّك حكيم عليم، ولا ينجو من عداوته وشرِّه ووساوسه إلاَّ من التجأ إلى ربِّه، وأناب إليه، ووثِق به، واعتمد عليه.
عدوُّ الله يحاول إفسادَ ديننا، وصرفَنا عن الخير ما وجَد لذلك سبيلاً، فلقد أقسَم بعزَّة الله ليغوينَّ بني آدم، ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ(17)﴾ [الأعراف:16- 17]، ولكنَّ الله عصَم منه عبادَه المخلَصين، ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾ [الحجر:42]
أخي المسلم: إنَّ عدوَّ الله يثقِّل الطاعةَ عليك، ويعظّمها في نفسِك، فيجعلُك تكسَل عنها، يقول: كيف تقوم من منامِك ووثير فراشك لتؤدِّي هذه الفريضةَ؟! انتظِر حتى تطلع الشمس، فتقوم إلى عملك، فتجمَع بين الأمرين، والكسلان ينقادُ لهذا الكسَل ويسترخي لتلك الوساوسِ الضالَّة، فيحرم نفسَه الخير.
في الصحيح يقول: "يعقِد الشيطانُ على قافِية رأسِ أحدِكم إن هو نامَ ثلاثَ عُقَد، يضرِب على كلِّ عُقدة: عليك ليلٌ طويل فنَم، فإن قام فذكر الله انحلَّت عقدة، وإن توضَّأ انحلَّت عقدَة أخرى، وإذا صلَّى انحلَّت العقد كلُّها، فأصبح طيِّبَ النفس نشيطًا، وإلا أصبَح خبيثَ النفس كسلانًا".
فأنت إذا قُمتَ من فراشك استجابةً للنداء: "حيَّ على الصلاة، حي على الفلاح"، وقمتَ طاعةً لله: لبيك سمعًا وطاعةً لله، وخرجتَ من منزلك قائلاً: "اللهمَّ اجعل في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي لساني نورًا، وفي بصري نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، بسم الله، توكَّلت على الله، لا حولَ ولا قوّة إلا بالله، يتنحَّى عنك الشيطان ويقول: "كيفَ لي برجل قد هُدي وكُفي ووقِي"؟!
هذا النورُ الذي أحاط بك من كلِّ الجهات؛ نورُ الإيمان والعمَل الصالح، فتؤدِّي تلك الفريضة في المسجد، تنالُ بها الثوابَ العظيمَ والأجرَ الجزيل، وتكون في نهارك في راحة بالٍ وانشراح صدر وطيب نفس، وإلا أصبحتَ خبيثَ النّفس كسلانًا عن الخير، قد استحوذ الشيطان عليك فأغواك.
أيّها المسلم: إذا استيقظَ المسلم من منامه فذكّر الله وقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمدُ لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوة إلاَّ بالله، ثم دعا استُجيب دعاؤه، وإن توضَّأ وصلّى تُقُبِّلت صلاته".
فاحرِص -أخي- على هذا الفضلِ العظيم، وروِّض نفسَك على هذا الفضلِ العظيم، وإيّاك ودعاةَ الكسل والغفلة، ومَن يزهِّدك في الجماعة ويقول لك: تلك سُنَّة افعَل أو لا تفعل، كلُّ ذلك حرمانٌ لك من هذا الخير العظيم.
أسأل الله أن يوفِّقني وإيّاكم للمحافظةِ على طاعته والقيام بما أوجب علينا، وأن يحبِّب لنا هذه الصلاة، أسأل الله أن يحبِّبها لنفوسنا، ويمكِّنها من قلوبنا، ويجعلنا جميعًا من المحافظين عليها المؤدِّين لها حقَّ الأداء، لننال ثوابَ الله، ﴿أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(11)﴾ [المؤمنون:10- 11]
واعلموا -رحمكم الله- أنّ أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإنّ يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار.
وصلّوا -رحمكم الله- على عبد الله ورسوله محمّد كما أمركم بذلك ربكم، قال الله جل جلاله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56]
اللهمّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين.