عناصر الخطبة
إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلهِ، وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.
أمَّا بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ: اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى.
عباد الله: للزواج في الإسلام أهميةٌ كبيرة، ومنزلةٌ جليلة، فالنكاح فطرة ربانية فطر الله الخلق عليها، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات:13]، وقال -جل جلاله-: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الذاريات:49].
وهو آية من آيات الله الدالةِ على رحمة الله بالخلق، وكمال علمه بما يُصلح دينهم ودنياهم: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم:21].
وهو نواة للحياة الاجتماعية، ومُحافظة على الجنسِ البشري، ﴿وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً﴾ [النساء:1]، وقال: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ﴾ [النحل:92].
أيُّها المسلم: ولما كان النكاح بهذه المنزلة، فقد شُرع في الديانات السابقة، وفي شريعة الإسلام، الشريعة الكاملة، المكملة لصالح العباد في الدنيا والآخرة، جاء الحثُ على الزواج، وأنه من شعائر الإسلام، وبينت شريعة الإسلام القواعد والأُسس التي ينبني عليها هذا العَقْد: ﴿وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً﴾ [النساء:21]، وبينت الشريعة تفاصيل النَّكاح، وما يقتضيه الحال.
وجاء الترغيب فيه، فرغب الإسلام في الزواج وحث عليه، قال تعالى: ﴿فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ﴾ [النساء:3]، وقال جل وعلا: ﴿وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النور:32]، ووعد المتعفف عن الحرام بأن ييسر زواج الحلال: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النور:33].
أيُّها المسلم: وللنكاح في الإسلام مقاصد متعددة، فمن مقاصد النَّكاح أنَّه موافق لهدي المرسلين وعلى رأسهم سيدهم وأكملهم محمد -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً﴾ [الرعد:38].
ومحمد -صلى الله عليه وسلم- تزوج، وحثَّ على الزواج، فأسس بيتاً، وأقام أسرة، وولد له، وأنفق على بيته وأهله، وأنفق على بيته وأهله، وهو القائل: "تزوجُوا الودود الولود؛ فإني مُكاثر بكم الأمم يوم القيامة"، وهو القائل -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنَّه أغضُ للبصر، وأحصنٌ للفرج، ولم يستطع فعليه بالصوم فإن له وجاء".
وهو القائل -صلى الله عليه وسلم-: "إذا خطب إليكم من ترضون له دينه وأمانته فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، قال أنس -رضي الله عنه-: كان النبي يأمر بالباءة، وينهى عن التبتل، وبهذا قالت عائشة -رضي الله عنها- أيضاً.
طاف ببيوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفر من الصحابة يسألون عن عبادته، فكأنهم تقالوا عبادتهم، أي: رأوها قليلة بالنسبة لعبادته -صلى الله عليه وسلم-، فقال قائلهم: أمَّا أنا فأصوم ولا أفطر، وقال آخرُ: أمَّا أنا فأصلي ولا أنام، وقال آخر: أمَّا أنا فلا أتزوج النساء.
فبلغ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- خبرهم فقال: "لكني أتقاكم لله وأخشاكم له، إلّا أني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وآتي النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني"، فمن رغب عن سنتي مني!.
ومن مقاصد الزواج في الإسلام إعفاف الإنسان نفسه، وإرواء الغريزة بالطريق المشروع، فإن هذه الغريزة أعني الرغبة في النَّكاح غريزة في النفوس البشرية، لا يستطيع الإنسانُ مُقاومتها والتغلب عليها، إلا بالطريق الشرعي.
فالزواج هو السبب في إرواء الغريزة بالطريق المشروع، أما كبتها فيُسبب القلق، والإسلام لم يأت ليُلغي تلك الغريزة، جاء ليُنظمها ويسلك بها الطريق المشروع؛ لهذا حث على النَّكاح ورغب فيه.
ومن المقاصد أيضا حماية الإسلام، المجتمع، أفراداً وجماعة، من الآثار المدمرة بالامتناع عن الزواج لحُصول العنوسة في النساء أولاً، ثم إن الزاهد عن الزواج لا بد أن يقضي غريزته بالطرق المذمومة فيحصل انتشار الزنا والفساد، وانحلال القيم والفضائل.
أيُّها المسلم: وإن من الأخلاق السيئة التي ابُتلي بها المجتمع حصول العنوسة في النساء كثيرا، أو زهُدُ بعض الشباب عن الزواج، فالعنوسة في النسوةِ أو زهد الشباب في الزواج مُشكلة خطيرة واجب المسلمين علاجها بالطُرقِ المشروعة؛ لأن المجتمع المسلم وحدةٌ متكاملة لا بد أن يُعين بعضه بعضا، والمؤمنون كما قال فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعض بعضا وشبك بين أصابعه"، وقال: "مثلُ المؤمن في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى من عضو تدعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
فالمشاكل الاجتماعية حلُّها -بتوفيق من الله- بتعاون الكُل على قدر كل من استطاعته، فهذا هو السبيل لذلك، وإذا تأمل المسلم هذه العنوسة، وسمع تلك التقارير التي تُعلن عن كثرة العنوسة مع غض النظر عن هذه التقارير هل هي صحيحة كاملة أو مُبالغ فيها، المهم أنها مُنذر بشر وبلاء ومُصيبة، وإذا نظر المسلم إلى أسباب تلك العنوسة، ربما يتوصل للوسائل المؤدية لها.
فمن تلك الوسائل -أولاً- امتناع بعض الفتيات عن الزواج، لأي سبب، بدعوى إكمال مراحل التعليم كُلها من أولها إلى آخرها، فتظنُ بعضُ الفتيات أن زواجها يُعيقها عن التعليم، ويحول بينها وبين مراحل التعليم العُليا، وهذا تصور خاطئ؛ فإن زواجها لن يكون عائقاً عن دراستها، ولا حائلًا بينها وبين التحصيل العلمي؛ بل قد يكون سبباً في إقبالها وتحصيلها لو كانت تعقل!.
لكن -للأسف الشديد!- قد تصغي آذان الأمهات أو الآباء أو الإخوان إلى هذا الرأي، فيزهدون لها الزواج، ويقولون بأن تكمل الدراسة ولو مضى ثلاثة عقود من عمرها أو أكثر، فهذا كُله من الخطأ، الذي ينبغي للأخوات أن ينتبهن لذلك.
ومن أسباب العنوسة -وللأسف الشديد!- تطور النفقات الزوجية، والمبالغات، إمَّا في المُهور تارة، وإمَّا في الولائم والالتزامات التي شقي بها الكثيرون.
إن غلاء المُهور، وتكاليف الزواج عُموماً، قضيةٌ -وللأسف الشديد!- قضيةٌ واقعية، لكننا لم نقدم حُلولاً لها، ولم نسع في تخفيفها، وكُلٌّ مسؤولٌ عنها من صغير وكبير؛ لكن، مَن يُقتد به، ويُتأسَّ به، يجب أن يكون موقفه مُشرفاً في هذه الأمور؛ لأن هذه التكاليف قد تحول بين كثير من شبابنا وبين الإقدام على الزواج، لا سيما إذا قل الصبر وضعف الإيمان، وعظمت المُغريات، فقد يشتغل بالمُغريات والمُلهيات تصده عن هذا الواجب العظيم، بالانغماس بالملذات والشهوات المحرمة.
فلا بد للأمة في النظر في هذه القضية نظرة عدلٍ وإنصاف من غير مُبالغة، الإسلام دعا إلى الزواج، وإعلانه، ورغب فيه، وحثَّ على الوليمةِ، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "أولِمْ لو بشاة"، كُلُ هذا بحق وعدل؛ لكن يجب أن يكون بالوسط الذي يستطيع الغالب أن يتخطاه، فهي قضيةٌ شائكة لا يحلُّها -بتوفيق الله- إلا جُهود ذوي التقى والخير والنوايا الصالحة.
ومن أسباب العنوسة في النساء نظر كثير من الفتيات لمن تقدم الخطبة، أي أنَّهن ينظرن إلى مكانته الاجتماعية مالاً أو منصباً أو جاها، وإذا لم يكن ذا تمامٍ بأنَّ قصر الجاه أو قصر المنصب أو قلت الثروة، فإن هذا المُتقدم يُرفض ولا يُقبل ولو كان ذا خلقٌ ودين، ولو كان وضعه اجتماعي، لكن قلة المال، أو ضعف المكانة الاجتماعية، تجعل بعض الفتيات يرفُضن ذلك الإنسان ولو كان على مستوىً من القيم والفضائل والأخلاق الطيبة ومناسبة الوضع الاجتماعي.
ومن أسباب ذلك أيضاً ما يسلُكه بعض الأولياء من تعطيل زواج البنات، لماذا؟ لأنه يُريد أن يستحوذ على مرتباتها ومصالحها المالية، يُريد زوجاً يخضع، إن مُرتب هذه الفتاة سيأخذه أبوها كُله ولا يدع لها شيئاً منه، بدعوى أنّه أنفق عليها من صغرها؛ فهو يُريد أن يحسب كل النفقات التي أنفق عليها ليعتاض بذلك بصداقها.
إن هذا الجشع العظيم والطمع الزائد دليلٌ على رذالة الأخلاق، وخسة النفوس، ودناءتها، فإن إنفاقك عليها دِينٌ وطاعة لله، وامتثال لأمر الله، فاحمد الله أن تقدم لها كفؤ ترضى دينه وأمانته، ومُرتبها دعه لها؛ فإنه لا يحل لك الاستيلاء على أموالها لا متزوجة ولا غير متزوجة، فرد الفتاة ومنع الأكفاء لأجل استحواذٍ على المال المرتب والمصالح المالية هذا كُله من الخطأ والجهل.
ومن أسباب العنوسة امتناع بعض فتياتنا من الزواج إن قيل إن هذا المتقدم له زوجةٌ أخرى، فإن قيل إن له زوجة أخرى تسمع الصراخ والعويل والضجة الشديدة! كيف تقبل رجلاً له امرأةٌ أخرى؟ وما تعلمُ؛ لعل ذلك خير، ولعل زواجه من امرأة أخرى لا يُضيق عليك ولا يؤثر عليك، فبقاؤك مع زوج -وإن تعدد النسوة- خير من عنوسة وذهاب العمر بلا فائدة ولا ثمرة.
ومن أسباب العنوسة -أيضاً- أن بعض المُطلقات قد تُصاب بالإحباط وترى أن طلاقها لا يُمكن تزوجها بعد زواج بعدها، فإن نظر المجتمع للمطلقة نظر قليل، لا ينظرون للمطلقة نظر احترام، يقولون هذه مطلقة، فكيف يتزوجها آخر؟ فتصاب بالإحباط في نفسها لما تواجه من بعض التصورات الخاطئة من بعض أفراد المجتمع؛ فبعض أفراد المجتمع يعتقدون أن المطلقة لا يمكن الزواج بها، لماذا؟!.
إن المرأة قد تكون طُلِّقَتْ لعيبٍ بالزوجِ المطلِّق، وقد تكون طُلِّقَتْ لأن الله لم يكتب بينهما المودة والمحبة، والنبي يقول -صلى الله عليه وسلم-: "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف"، فليس طلاقها عيباً يمنع الزواج بها ، كُلُّ هذا من التصوُّرات الخاطئة.
ومن أسباب عُنوسة النساء ما يسلكه بعض شبابنا، يقولُ: الزواج المبكِّر فيه التزام بالمسؤولية، والتزام بالعائلة والبيت، والتزام وانقطاع الإنسان عن جلسائه وعن رفقائه، وشلته، فلا بد أن يمضي العقد الثالث أو الرابع من عمره ثم يفكر في الزواج، أمَّا في العقد الثاني والثالث فيُزهده مَن يُزهده، ويقول: مالَك؟! أنت حر في تصرفك، تُسافر، وتذهب، وترجع، لا يسأل عنك أحد أين ذهبت، ولا من أين جئت، ولا أين أقمت، ولا أين سهرت الليالي، ولا أين كنت في النهار!.
يقول: أنا لست مستعداً لهذه المسئولية، سأبقى حراً بلا زواج ولو مضى معظم العمر، وهذا تصرف خاطئ، ونظرة قاصرة، فالواجب على الشاب المسلم إذا توفرت له أسباب الزواج، وأعين على ذلك أن يُبادر به؛ إعفافاً لنفسه، وغضاً لبصره، وسكوناً لنفسه.
أيُّها المسلمون: فلْنَتَّقِ الله في أنفسنا، وفي فتياتنا، ونُحاول أن نسعى في زواجهن، بكُل ما أعطينا من إمكانيات، وأنَّ يحمد العبد ربه إذا تقدم لفتياته من فيه دينٌ وخلقٌ وأمانةٌ؛ فإن هذه الفتاة أمانة في أعناق أبيها وأمها، إلى أن يتسلمها زوجٌ ذو تقىً وصلاح تسعد به في حياتها، هذا شرع الله، فتمسكوا بشريعة ربكم، وقوموا بما أوجب الله عليكم.
نسأل الله للجميع الثبات على الحق، والعفة عن محارم الله، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُهُ ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.
أما بعد: فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى. أيتها الأخوات المسلمات: أوصيكنَّ بتقوى الله، أوصيكنَّ بتقوى الله قبل كل شيء، ثم أوصيكنَّ بقبول مَن تقدم لخطبتكنَّ من ذوي الكفاءة في الدين والأخلاق والفضيلة، وإياكنَّ والتَّعلل بالأعذار الواهية! فاقبلوا الزواج في أثناء شبابكنَّ، وكمال قوتكنَّ، قبل أن يفوت قطار الزواج؛ فزواجكن راحة للنفس، واستقامة للحال، وحصُولٌ للولد، وتربيةٌ للأجيال، وخير في الدنيا والآخرة.
إيَّاكِ أن ترُدِّي -أيتها الفتاة- أخاً متقدماً إليك ذا دينٍ وخُلقُ، يَسأل الأب عنه، واسألي عنه، وتأكدي من حاله، ثم استخيري الله في كل الأمور.
أيتها الأخت المسلمة: إيَّاك وردَّ الزواج! فإنَّ ردك للأكفاء بلية عليك، إيَّاك أن تكوني عبئاً على أبوك أو أمُك! إيَّاك أن تكوني عبئاً على أبوك أو أمُك! إيَّاك أن تكوني عالة على أخوانك وأقاربك! إيَّاك أن ترضي بأن تكوني عالة على المجتمع وعلى إخوانك وأهل بيتك! ينظرون إليك نظر قاصرة، ويرونك ثقيلة عليهم.
فإذا تقدم كفء في الدين والأخلاق والمروءة والسمعة الحسن فاحمدي لله على هذه النعمة، وسارعي في القبول، واستخيري الله قبل كل شيء، وشاوري مَن تثقين فيه في دينه وأمانته، وإيَّاك ومَن يثبطكِ عن الزواج من الأخوات أو الأخوان، ومن يُصور الزواج بأنه ثقلٌ، وبلاءٌ، وتبعاتٌ، احذري تلك التصورات الخاطئة، واقبلي هذا الزواج بعد التأكدِ، والاستخارة لله، والاستشارة الشرعية، فإن هذا خلق حسن، واحذري الأعذار الواهية والمُثبطة عن هذا الأمر الشرعي.
حفظ الله الجميع، وستر الله على الجميع بستره، إنه على كل شيء قدير، أقول قولي هذا، إنه على كل شيء قدير.
واعلموا -رحمكم اللهُ- أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ -صلى اللهُ عليه وسلم-، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذَّ شذَّ في النار.
وصَلُّوا …