عناصر الخطبة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1]. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)﴾ [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
تدور الأحاديث هذه الأيام حول الحرية ومعانيها، فهل الإحساس بالحرية مطلب في حياة المسلم؟ وما معنى أن يكون الإنسان حراً؟ وما هي حدود الحرية؟ وما هو أثر الشعور للحرية على معالم الشخصية؟.
معاشر الإخوة: الحرية عكس العبودية، ولا شك أن لفظ العبودية على الإطلاق يقترن بالذلة والهوان، وكلما ذكر لفظ الاستعباد تطرق إلى الأذهان كل معنىً تضيق فيه النفس من البؤس، والاستضعاف، والتقييد، والكبت، والتسلط، والاستغلال، والاستبداد، والإهانة، والاستصغار، وعدم الاحترام.
بينما تقترن الحرية بالعزة، والتمكين، ويجئ إلى الذهن حين تذكر الحرية معاني الكرامة، والقوة، كما تأتى مع ذكرها معاني الانطلاق، والشفافية، والعدل، والإنصاف، والمساواة، وأن يكون الإنسان أميراً على نفسه، واثقاً أميناً على نفسه حين يتكلم، إنه حر في أن يمتلك، وحر في أن يسافر، وحر في أن يدخل ويخرج، وحر في أن يبيع ويشتري.
ولذلك جاء في القرآن على لسان موسى -عليه السلام- ضمن ما منَّهُ الله تعالى على بني إسرائيل: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا﴾ [المائدة:20]، قال الصدِّيق: وجعلكم ملوكا يعني وجعلكم أحراراً تملكون أنفسكم بعد ما كنتم في أيدي القبط يستعبدونكم.
فالإحساس بالحرية مطلب في حياة المسلم، قال القرشي: ألا يكون العبد تحت رق المخلوقات. والنبي -صلى الله وآله وسلم- يربي أمته على طباع الأحرار، وأخلاق الأحرار، الذين يتنفسون الحرية، ويشعون بينهم روح العدل، والإنصاف، والاحترام.
في سنن ابن ماجة بسند صحيح عند أبي سعيد قال: جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يتقاضاه دَينا كان عليه، فاشتد عليه حتى قال له: "أحرج عليك إلا قضيتني"، فانتهره أصحابه وقالوا: ويحك! تدري مَن تُكَلِّم؟ قال: إني أطلب حقي. هنا تكلم النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "هلا مع صاحب الحق كنتم؟".
ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها: "إن كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمرنا فنقضيك"، فقالت: نعم، بأبي أنت يا رسول الله. قال: فأقرَضَتْه فقضى الأعرابي وأطعمه، فقال الأعرابي: "أوفيتَ، أوفى الله لك!"، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أولئك خيار الناس -أي الذين يحترمون حق الناس وينصفونهم-، إنه لا قُدِّسَتْ أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع". أي: لا بارك الله في أمة يُضطهد فيها الضعيف ويُستعبد ويؤخذ حقه.
فالعبودية نفَقٌ ضيِّقٌ مُظْلِم، والحرية أفق واسع منير، والفرق بين مدلولات الاثنين كما بين السماء والأرض! وعلى مدى التاريخ، مدى تاريخ البشر، فإن الناس ما زالوا يحاولون الفرار من العبودية إلى الحرية ما استطاعوا، بل حتى من الحرية إلى مزيد منها. لكن؛ هل يمكن الفرار من العبودية بكل معانيها؟.
أيها الإخوة: إن معنى أن يكون الإنسان حراً ليس على إطلاقه، ولهذا جاء السؤال الذي يليه، ما هي حدود الحرية؟ إنه مهما حاول الإنسان فإن فيه صفاتِ العبد، شاء أم أبى؛ العبودية في أصل خلقته، وهو ينطبق على كل إنسان ضعيفاً كان أم جبَّاراً، بسيطاً كان أم ملِكاً، العبودية في أصل خِلقته، فكيف يكون حراً وعبداً في آن واحد؟.
إن المقصود بهذا أن هناك صفتين، صفة الخالق وصفة المخلوق، والخطأ الدارج حين يحاول المخلوق انتحال صفات الخالق، فالخالق متكبِّر، ولا يجوز للمخلوق أن يتكبر؛ جاء في الحديث القدسي، قال الله تعالى: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازَعَني في شيء منه أدخلته في النار" أخرجه ابن حبان والسيوطي وهو حديث صحيح.
والخالق هو الذي يشرع العبادات والحلال والحرام، فمن تدخل في التشريع فقد اعتدى، قال -سبحانه وتعالى-: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(117)﴾ [النحل:116-117]، وقال -جل وعلا-: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ [الشورى:21].
فالخالق هو المشرِّع -سبحانه وتعالى-، الخالق غني صمد لا يحتاج لأحد، أما المخلوق فإنه فقير محتاج، محتاج لمن يطعمه ومن يؤويه، ومن يشفيه ومن يرزقه، ومهما وصل إليه من مكانة وقدرة مالية أو سلطة سياسية أو جاه أو عز فإنه تحت قدم الله تعالى معرض للخسران أو للمرض أو للذل والهوان في أية لحظة.
قال -سبحانه-: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [فاطر:15]، وقال -جل وعلا-: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ(27)﴾ [آل عمران:26-27].
ولا داعي لاستطراد الفرق بين الخالق والمخلوق كثيراً، الحاصل أن جرأة المخلوق في تقمص صفات الخالق حماقة وسفاهة، بل إن عاقبتها بلاء وخسارة، إذن فحدود الحرية تقف عند حدود العبودية.
معاشر المسلمين: إن حدود الحرية هذه التي ذكرتها لا يعرفها ولا يعترف بها إلا المسلمون الموحِّدون، أما الغرب ومَن دار في فلكهم فلا يعترفون بدينٍ يحكم الحياة، سمها ما شئت في أي مجال، في مجال الحقوق حرية تسمح بالشذوذ وتسمح بالخمور وتسمح بالزنا، وحرية تسمح بالتمرد على الدين بل والاستهزاء به وشتمه، وحرية في مجال الثقافة والآداب تسمح بتقليد كتب الإلحاد والزندقة وبيعها ونشرها بين الناس، حرية في مجال الحكم والسياسة تحكم بالحكم دون شريعة الله، وتسمح بتشريع البشر دون هداية الله ورسوله، ديمقراطية رأسمالية اشتراكية، هذه الحرية -وإن زينوها وعظموها وتهافت عليها الناس في مختلف أنحاء الأرض ونادوا بها- فإنها في عُرف الإسلام جاهلية سوداء.
وتلك الفلسفات في الحكم وإدارة المجتمع أياً كانت لا يمكن أن تعطي الحرية المطلقة، بل لا تخلو من نظام يخضع له الجميع، نظام فيه أمر ونهي ومحرمات ومباحات، فأي نظام إذن أَعلم وأحكم وأرحم وأطهر وأزكى من نظام الشريعة؟.
قال سبحانه: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) فَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ(50)﴾ [المائدة:49]، وقال سبحانه: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ [الشورى:21]، وقال -جل وعلا-: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الجاثية:18].
حدود الحرية إذن هي العبودية لله، أما دون ذلك فلا يجوز استبدال الإنسان بمصالح وحقوق أخيه الإنسان، ولا قهره، ولا بخسه، ولا احتقاره، فالناس في الإسلام سواسية كأسنان المشط؛ روى الإمام أحمد والهيثمي بإسناد صحيح، من حديث أبي نضرة قال: حدثني مَن سمع خطبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وسط أيام التشريق فقال: "ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى. أَبَلَّغْتُ؟" قالوا: بلَّغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ولذلك فإن الإسلام إذا كان أهله كباراً وصغاراً جادِّين في تطبيق الإسلام كما ينبغي فإنه أحسن دين يحفظ كرامة الإنسان وحقوقه، نرى ذلك بوضوح عندما بُويع خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر -رضي الله عنه-، وقام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله، ثم قال: أما بعدُ، أَيُّها الناسُ: فَإِني قد وُلِّيتُ عليكم ولست بخيركم، فإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي، وإِنْ أَسَأْتُ فَقَوِّمُوني.
الصِدْقُ أمانةٌ، والكَذِبُ خِيَانَةٌ؛ والضعيفُ فيكم قويٌّ عندي حتى أُرجعَ إليه حقَّه إن شاء اللّه، والقويّ فيكم ضعيفٌ عندي حتى آخذَ الحقَّ منه إن شاء اللّه؛ لا يَدَعُ قومٌ الجِهادَ في سبيل اللّه إلا خَذَلَهم اللَّهُ بالذُلِّ، ولا تَشِيعُ الفاحشةُ في قومٍ إِلا عَمَّهم اللَّهُ بِالبلاءِ؛ أَطِيعُوني ما أَطَعْتُ اللَّهَ ورسولَه، فإِذا عَصَيْتُ اللَّهَ ورسولَه فلا طاعةَ لي عليكم. قُومُوا إلى صلاتكم يَرْحَمْكُمُ اللّه. هكذا قال -رضي الله عنه-.
ففي قوله -رضي الله عنه-: فإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي وإِنْ أَسَأْتُ فَقَوِّمُوني. دليل على أنه ليس في الإسلام كبت للرأي، فحق المحاسبة على التقصير مكفول من أعلى سلطة، إنه الثقافة التي جاء بها الإسلام منذ أكثر من 1400 سنة عندما كان الغرب والشرق يعيشان جحيم الديكتاتورية.
أسأل الله أن يدلنا على الخير والهدى، غفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن ولاه.
أما بعد: فما هو أثر الشعور بالحرية على معالم الشخصية؟ عن ابن عمر قال: صعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المنبر فنادى بصوت رفيع: "يا معشر مَن أسلم بلسانه ولم يُفْضِ الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تُعَيِّروهم، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله". نظر ابن عمر يوماً إلى الكعبة وقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك! والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك. أخرجه الترمذي وهو حديث صحيح.
إن الشعور بالحرية التي كفلها الخالق للإنسان والتي بها يختار بين أن يؤمن فيفوز بالجنة، أو يكفر فيساق إلى النار، هذا الشعور يصحب معه الشعور بالقيمة والكرامة، وعلى الإنسان بعد ذلك أن يستشعر المسؤولية فيزداد إيماناً وعملاً صالحاً، فيرتقي بكرامته إلى أحسن تقويم، أو يعرض ويفجر فيهوي بنفسه إلى أسفل سافلين.
ولذلك قال الإمام الشنقيطي: النفس البشرية هي مناط التكليف، وهو الجانب الذي به كان الإنسان إنسانا، وبهما كان خلقه في أحسن تقويم، ونال بذلك أعلى درجات التكريم. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ﴾ [الإسراء:70].
بل إن الإكراه في الشريعة يُعد من موانع التكليف، فما دام العبد مسلوب الحرية فلا إثم عليه مع الإكراه حتى يسترد إرادته وحريته، قال تعالى: ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النور:33]، وقال سبحانه: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾ [النحل:106].
إن الشعور بالحرية يغمر النفس بحب الحياة، ويُشعره بقيمتها، ويعزِّز في النفس الانتماء، ويدفعها إلى العطاء؛ لكن يجب أن تكون هذه الحرية مقيدة بتكاليف الشريعة كي لا تعم الفوضى حياة الناس، فإن تكاليف الشريعة تكفل حفظ كرامة الإنسان، فضلاً عن حفظ الضرورات الخمس الأخرى: الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال؛ فالحرية لابد لها من قيود، وإذا لم يقيد الإنسان حريته بضابط الشرع قيَّدَها -ولا بد- بضابط النظام الوضعي.
اللهم ألهمنا الرشد في شؤوننا كلها…