عناصر الخطبة
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللهم صلِّ وسلِّم وباركْ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أَمَّا بَعْدُ:
فهذه وصيةٌ؛ وصيةُ نبيِّ اللهِ نوحٍ -عليهِ السَّلامُ- لابْنِهِ: "بالتوحيدِ والذكرِ، وعَدَمِ الشِّرْكِ والكبرِ" عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: "كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ؛ عَلَيْهِ جُبَّةُ سِيجَانٍ، حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ وَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ" -أَوْ قَالَ: "يُرِيدُ أَنْ يَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ- وَيَرْفَعَ كُلَّ رَاعٍ!" فَأَخَذَ النبي بمجامع جبته، قال: "أَلا أَرَى عَلَيْكَ لِبَاسَ مَنْ لا يَعْقِلُ" ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ؛ قال لابنه: "إني قاصٌّ عليك الوصيةَ؛ آمرك باثنيتين، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ: آمُرُكَ بِلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؛ فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ، وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ، لَوْ وُضِعْنَ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ "لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ "فِي كِفَّةٍ لَرَجَحَتْ بِهِنَّ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ، وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً لَقَصَمَتْهُنَّ "لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ"، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ؛ فَإِنَّهَا صَلاةُ كلِّ شيء، وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ.
وَأَنْهَاكَ: عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ".
فَقُلْتُ: أَوْ قِيلَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذَا الشِّرْكُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الْكِبْرُ؟! هُوَ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا؟" قَالَ: "لا!" قَالَ: "فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا نَعْلانِ حَسَنَتَانِ، لَهُمَا شِرَاكَانِ حَسَنَانِ؟" قَالَ: "لا!" قَالَ: "فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا دَابَّةٌ يَرْكَبُهَا؟" قَالَ: "لا!" قَالَ: "فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا أَصْحَابٌ يَجْلِسُونَ إِلَيْهِ؟" قَالَ: "لا!" قَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَمَا الْكِبْرُ؟" قَالَ: "سَفَهُ الْحَقِّ، وَغَمْصُ النَّاسِ" [صحيح الأدب المفرد (ص: 206، رقم 548)، مسند أحمد (11/ 150، رقم (6583)، المعجم الكبير للطبراني (ج13/ ص7)، وانظر: الصحيحة (134)].
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو بن العاص، راوي الحديث؛ هو وأبوه صحابيان -رضي الله تعالى عنهما- "لم يكن بينه وبين أبيه في السنِّ سوى إحدى عشرةَ سنةً، وأسلم قبل أبيه، وكان مجتهدا في العبادة، غزيرَ العلم، قال أبو هريرة: "ما كان أحدٌ أكثرَ حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مني؛ إلا عبدَ الله بن عمرو، فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب" [تهذيب التهذيب (5/ 337)].
قَالَ عبدُ الله بنُ عمرو: "كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ؛ عَلَيْهِ جُبَّةُ سِيجَانٍ -جمع ساج الطيلسان الأخضر".
في رواية: "مَزْرُورَةٌ بِالدِّيبَاجِ".
وعند ابن عساكر: "بالذهب" حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ وَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ -ابن فارس" -أَوْ قَالَ: "يُرِيدُ أَنْ يَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ -ابن فارس- وَيَرْفَعَ كُلَّ رَاعٍ -ابن راعٍ!".
وفيه غمز وطعن على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فَأَخَذَ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمجامع جبته، قال: "أَلا أَرَى عَلَيْكَ لِبَاسَ مَنْ لا يَعْقِلُ" -فهو لباس أهل الشرك والكبر-، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ؛ قال لابنه: إني قاصٌّ عليك الوصيةَ؛ آمرك باثنيتين، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ: -نبي الله نوح -عليه السلام- يوصي ابنه؛ لأنه يخافُ عليه من الوقوع في مهاوي الردى، وأودية البلاء، فقال: "آمُرُكَ بِ"لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ" -لأن شأنها عظيم، وأمرها خطير، فهي كلمة التوحيد، بها يدخل الإنسان في الإسلام، ويسكن في الآخرة دار السلام، ولو قُدِّر وأنها وزنت بميزان- "فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ، وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ، لَوْ وُضِعْنَ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ "لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ "فِي كِفَّةٍ لَرَجَحَتْ بِهِنَّ".
"قوله: "في كفة" هو بكسر الكاف وتشديد الفاء، أي كفة الميزان.
وذلك لما اشتملت عليه من نفيِ الشرك، وتوحيدِ الله الذي هو أفضل الأعمال، وأساسُ الملة والدين، فمن قالها بإخلاص ويقين، وعمل بمقتضاها ولوازمِها وحقوقِها، واستقامَ على ذلك، فهذه الحسنةُ لا يوازنها شيء; كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [الأحقاف : 13].
ودلَّ الحديث على أن "لا إله الا الله" أفضلُ الذكر" [فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، ص: 51)].
فما هو قدْرُ هذه السمواتِ السبع، والأرضين؟
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: "مَا بَيْنَ سَمَاءِ الدُّنْيَا وَالَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَالْعَرْشُ فَوْقَ السَّمَاءِ، وَاللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فَوْقَ الْعَرْشِ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ" [التوحيد، لابن خزيمة (1/ 244)].
وأما نسبة السموات والأرض لكرسي الرحمن، فعَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "مَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ فِي الْكُرْسِيِّ، إِلاَّ بِمَنْزِلَةِ حَلْقةٍ مُلْقَاةٍ في أرض فَلاَةٍ" [التفسير من سنن سعيد بن منصور (3/ 952، رقم 425)].
وفي الحديث المرفوع: "مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ مَعَ الْكُرْسِيِّ إِلا كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضٍ فَلاةٍ، وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الْفَلاةِ عَلَى تلك الْحَلْقَةِ" [الصحيحة (109)، وقال: "رواه محمد بن أبي شيبة في كتاب العرش (1/ 114): "وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ، وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً" -أي مغلقة- "لَقَصَمَتْهُنَّ" -أي: لكسرتهن- "لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ".
و"لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ" أثقل شيء في ميزان الأعمال يوم القيامة.
وهي تطيش بسجلات الذنوب، وترجح بصحائفها، كما في حديث صاحب البطاقة: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي عَلَى رؤوس الخَلائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلاًّ" وهي خلاصة ما كتبه الحفظة الذين لا يفارقونه لحظة، فكتبت أعماله في سجلات "كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ" سجلات مليئة بالسيئات دون الشرك "ثُمَّ يَقُولُ: "أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحَافِظُونَ؟" فَيَقُولُ: "لا يَا رَبِّ" فَيَقُولُ: "أَفَلَكَ عُذْرٌ؟" فَيَقُولُ: "لا يَا رَبِّ" فَيَقُولُ: "بَلَى! إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ" فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ -جزء من ورقة- فِيهَا: "أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ" فَيَقُولُ: "احْضُرْ وَزْنَكَ" فَيَقُولُ: "يَا رَبِّ! مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاَّتِ؟!" فَقَالَ: "إِنَّكَ لا تُظْلَمُ"، قَالَ: "فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ فِي كَفَّةٍ، وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاَّتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ" [الحديث رواه الترمذي (2639)، ابن ماجة (4300)، صحيح الجامع برقم (1776)]. [رسائل الشيخ الحمد في العقيدة، بتصرف].
والوصية الثانية من نوح -عليه السلام- لابنه بعد التوحيد: ذكر الله، فقال: "وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ؛ فَإِنَّهَا صَلاةُ كلِّ شيء، وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ".
فالكائنات كلُّها تسبح بحمد الله، فالملائكة: ﴿لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾ [الأعراف : 206].
﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ﴾ [الرعد : 13].
و ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [الإسراء : 44].
حتى ظلال المخلوقات المسبِّحةِ تسبحُ وتسجد: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ﴾ [الرعد: 15].
أيها الإنسان! يا عبد الله! أيها المسلم! أيها ألمؤمن: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ [الحج: 18].
ولكن بعض الناس -يا للأسف- لا يذكرون الله ولا يسبحون، حتى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ﴾ [الانشقاق: 21].
لذلك كانت هذه المخلوقات المسبحة رزقها لا ينقطع، وليس بينها فقراء، وفُتِحت أمامَها سبلُ الأرض والبحر والجو والسماء، فأينما ذهبت وجدت رزقها وقوتها، مع أنها ليس عندها ما عند الإنسان من التفكير والتدبير، فسبحان الملك الخالق القدير، سبحانه وبحمده: ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ [هود: 3].
وقال نوح لقومه: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) [نوح: 10- 13].
ثم ذكر نوح -عليه السلام- في وصيته لابنه محذرا له من الوقوع في عكس ما مضى من التوحيد والذكر، فقال: "وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ".
﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾ [غافر: 55].
هذا ذكر ويمنع منه الكبر، قال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [غافر: 56].
فهناك ارتباط بين الشرك والكبر، فالمشرك متكبر على الله، فالذي منعهم من الذكر هو الكبر.
والشرك: "أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ" [البخاري (4477)].
والكفر أن تجحدَ وتنكرَ وجودَ الخالق -سبحانه- أو صفةً من صفاته، أو شيئًا مما هو معلوم من الدين بالضرورة، ف "كلُّ اعتقادٍ أو قولٍ أو فعلٍ أو تركٍ يناقض الإيمان هو كفر".
والتوحيدُ له حلاوةُ العسل، والشركُ والكفرُ له مذاقُ السُّمِّ، فالقليلُ من السمِّ الخبيث، يفسِدُ الكثيرَ من العسل الطيب، وكذلك القليلُ من الشركِ أو الكفرِ يفقِدُ الإيمان،
ويذهب الإسلامَ والإحسان، ويبطل الأعمالَ الحِسَان: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ [الفرقان: 23].
والشرك يجلبُ غضبَ الرحمن، ويخلد صاحبه في النيران، ويحرمه من دخول الجنان: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ [المائدة: 72].
وكلُّ من مات عاصيًا، مرتكبا لكبائر الذنوب، وعظائم المعاصي وهو لا يشرك بالله؛ فهو تحت الرحمة والمشيئة؛ إن شاء الرحمن أن يرحمه، أو يعاقبَه ويجازيَه، أمَّا ذنب الشرك؛ فمن مات وهو يشرك بالله شيئا دخل النار، دخولا لا يرجى له الخروج أبد الآبدين، ودهرَ الداهرين، ف ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 48].
ومن أمثلة الشرك الأكبر: ادعاءُ علمِ الغيب، أو اعتقادُ أنَّ بعضَ الناسِ كالأنبياء -عليهم السلام-، أو الأولياء والصالحين -عليهم الرضوان-؛ يعلمون الغيب، أو الكهنة والسحرة والعرافين -عليهم لعائن الله-؛ يعلمون ما سيحدث في المستقبل، قال تعالى: ﴿قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ﴾ [النمل: 65].
وكذلك: عبادة غير الله بتقديم القرابين والذبائح والهدايا للقبور والأضرحة، والحلف بهم أنبياءَ كانوا أو أولياء وصالحين، فمن قدم لهم شيئا من عبادة الله فقد أشرك بالله، والله -سبحانه- يقول: ﴿يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55].
أي الخارجون عن دين الله.
ومن العبادة التي لا تجوز إلاَّ لله، ويشرك من صرفها لغيره: الدعاء، والاستعانة والاستعاذة، والاستغاثة والاستجارة..
والخوف الشركي، وهو: أن يخاف من مخلوق خوفاً مقترناً بالتعظيم والخضوع والمحبة.
والشرك في الصلاة والسجود والركوع، فمن صلى أو سجد أو ركع، أو انحنى لمخلوق محبَّةً وخضوعاً له، وتقرباً إليه، فقد وقع في الشرك الأكبر بإجماع أهل العلم، قال الله -تعالى-: ﴿لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [فصلت: 37].
وقال سبحانه: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ(163)﴾ [الأنعام: 162 – 163].
والذبح تقرباً إلى مخلوق وتعظيماً له وخضوعاً له، فهذا عبادة ولا يجوز التقرب بها إلى غير الله: "وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ" [مسلم (1978)].
والطواف حول الكعبة عبادة، والطوافُ حول غيرها من الأضرحة والمقامات والقبور، وشدُّ الرحال إليها شركٌ في العبادة.
وطاعةُ قادةِ الجماعات، وزعماءِ الطوائف، والشيوخِ والعلماءِ في تحليل الحرام، وتحريمِ الحلال شركٌ في هذه الطاعة، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: "يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الوَثَنَ" وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ بَرَاءَةٌ: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [التوبة: 31].
قَالَ: "أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ، وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ" [سنن الترمذي (3095)].
وفي رواية: "فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ" [المعجم الكبير للطبراني (17/ 92، رقم 218) انظر: الصحيحة (3293)].
والكفر "كلُّ اعتقادٍ أو قولٍ أو فعلٍ أو تركٍ يناقض الإيمان، ومنه كفر الإنكار والتكذيب، مثل أن يكذب أو ينكر شيئا معلوما من دين الله -عز وجل-".
وكذلك كفر الشك والظن "والتردد في التصديق بحكم أو خبر ثابت بنصوص متواترة".
وكذلك كفر الامتناع والاستكبار، ككفر إبليس أمره ربه بالسجود، فقال: ﴿أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا﴾ [الإسراء: 61].
أما "كفر السبّ والاستهزاء؛ وهو أن يستهزئ المسلمُ أو يسبُّ شيئاً من دين الله -تعالى- مما هو معلوم من الدين بالضرورة، أو مما يَعلَمُ هو أنه من دين الله -تعالى-، وذلك بأن يستهزئ بالقول أو الفعل بالله -تعالى-، أو باسم من أسمائه، أو بصفة من صفاته المجمع عليها -أو إهانة الشيء فيه ذكر الله أو اسمه بوضعه في القاذورات، أو بوضع القدم عليه، أو الجلوس عليه ونحو ذلك، ومنه أن يضرب أو يقتل أو يحارب مسلماً، أو جماعة من المسلمين من أجل إسلامهم، أو من أجل التزامهم بأحكام الإسلام وتطبيقهم لشرع الله، فإن هذا من أعظم الاستهزاء بدين الله -تعالى-، وهو أعظم من السبّ، ويدلّ على كرهه لدين الإسلام-.
أو يصفَ اللهَ -تعالى- بصفة نقص، أو يسبَّ الله -تعالى- -وذلك كأن يتهم الله -تعالى- بالظلم، أو يلعن خالقه ورازقه -سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً-.
أو يسبَّ دين الله -تعالى- كأن يلعنَ هذا الدين، أو يلعنَ دينَ شخصٍ مسلم، أو يقول: إن هذا الدين تخلفٌ، أو رجعيّة، أو لا يناسب هذا العصر، أو يستهزئ بملائكة الله -تعالى-، أو بواحد منهم: كأن يسبَّ ملكَ الموت، أو خزنةَ جهنم.
-وكأن يستهزئ بأجنحة الملائكة أو بنزولهم- أو يستهزئَ أو يسبَّ شيئاً من كتب الله، كأن يسب القرآن، أو يستهزئ به أو بآية منه بالقول، أو بالفعل بأن يهينه بوضعه في القاذورات ونحو ذلك، أو يسبَّ أحداً من أنبياء الله المجمع على نبوتهم أو يستهزئ بهم، كأن يسبَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أو يستهزئَ به، أو يستهزئَ بشيء مما ثبت في القرآن أو السنة من الواجبات أو السنن، كأن يستهزئَ بالصلاة، أو يستهزئ بالسواك، أو بتوفيرِ اللحية -أو بقص الأظافر ونحوها-، أو بتقصيرِ الثوب إلى نصف الساقين؛ مع علمه بأنَّ ذلك كلَّه من دين الله -تعالى-، أو يستهزئَ بشخص لتطبيقه واجباً أو سنة ثابتة يعلم بثبوتها، وأنها من دين الله، .. لا من أجل شكل الشخص وهيئته.
وقد أجمع أهل العلم على كفرِ من سبَّ أو استهزأَ بشيءٍ مما ثبت أنه من دين الله -تعالى-، سواء أكان هازلاً أم لاعباً أم مجاملاً لكافر أو غيره، أم في حال مشاجرة، أم في حال غضب، أم غير ذلك.
-ومن الكفر في حال الغضب -والمراد الغضب الذي لا يُفقد المكلف عقله- أن يعلِّق كفره على أمرٍ مستقبل، وإن كان هذا التعليق في غير حال الغضب، فهو كُفر من باب أولى؛ لأنه يدل على استهزائه واستخفافه بدين الإسلام.
-وأما- كفر البغض؛ فهو أن يكره دين الإسلام، فقد أجمع أهل العلم على أن من أبغض دين الله -تعالى- كفر، لقوله سبحانه: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد: 9].
ولأنه حينئذٍ يكون غيرَ معظِّمٍ لهذا الدين، بل إن في قلبه عداوة له، وهذا كلُّه كفر".
ولكن "قد لا يحكم على هذا المسلم المعيَّن بالكفر، وذلك لفقد شرط من شروط الحكم عليه بالكفر، أو لوجود مانع من ذلك، كأن يكون جاهلاً" أو متأولاً [مختصر تسهيل العقيدة الإسلامية، ص: 78) بتصرف].
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله حمد الشاكرين الصابرين، والصلاة والسلام على رسوله المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين.
وبعد:
"وَأَنْهَاكَ: عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ".
فَقُلْتُ -أي عبد الله بن عمرو-: أَوْ قِيلَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذَا الشِّرْكُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الْكِبْرُ؟! -فهل الكِبرُ- هُوَ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا؟" قَالَ: "لا!" "إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ" [مسلم (91)].
قَالَ: "فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا نَعْلانِ حَسَنَتَانِ، لَهُمَا شِرَاكَانِ حَسَنَانِ؟" قَالَ: "لا!" قَالَ: "فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا دَابَّةٌ يَرْكَبُهَا؟" -عند الطبراني: "فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لَهُ فَرَسٌ جَمِيلٌ يُعْجِبُهُ جَمَالُهُ؟"- قَالَ: "لا!" قَالَ: "فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا أَصْحَابٌ يَجْلِسُونَ إِلَيْهِ؟" قَالَ: "لا!" قَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَمَا الْكِبْرُ؟" قَالَ: "سَفَهُ الْحَقِّ، وَغَمْصُ النَّاسِ".
عَنْ مَالِكِ بْنِ مُرَارَةَ الرَّهَاوِيِّ، قال في حديثه: فَقُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ يُنَقَّى ثَوْبِي، وَيَطِيبَ طَعَامِي، وَتَحْسُنَ زَوْجَتِي، وَيَحْسُنَ مَرْكَبِي, فَمِنَ الْكِبْرِ ذَاكَ؟" قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنِّي أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْبُؤْسِ وَالتَّبَاؤُسِ" ثُمَّ قَالَ: "لَيْسَ ذَلِكَ بِالْكِبْرِ، وَلَكِنْ مَنْ بَطِرَ الْحَقَّ، وَغَمَصَ النَّاسَ" [معرفة الصحابة، لأبي نعيم (5/ 2466، رقم 6012)].
"البؤس" أي الخضوع والذلة، ورثاثة الحال؛ أي إظهار ذلك للناس.
"ولا التباؤس" أي إظهارُ التمسكنِ والتخلقنِ والشكاية؛ لأن ذلك يؤدي لاحتقار الناس له، وإزدرائهم إياه، وشماتة أعدائه، فأما إظهار العجز فيما بينه وبين ربه بلا كراهة لقضائه ولا تضجر فمطلوب" [فيض القدير (1/ 235)].
"بَطِرَ الحقَّ" أي فعل من بطره أي دفعه وأنكره وترفع عن قبوله" [فيض القدير (5/ 62)].
و"بطِرَ الحقَّ" هي بمعنى "سفِهَ الحقَّ" بكسر الفاء، أي جهل نفسه ولم يفكر فيها، وقيل: معناه سفَّه الحقَّ مشدد الفاء؛ أي رأاه سفها وجهلا، والسفيه الخفيف العقل، وقيل الجاهل" [مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2 / 227)].
وغمص الناس احتقارهم وازدراؤهم.
قال الشيخ الألباني: "وفيه فوائد كثيرة، أكتفي بالإشارة إلى بعضها:
1- مشروعية الوصية عند الوفاة.
2- فضيلة التهليل والتسبيح، وأنها سبب رزق الخلق.
3- وأن الميزان يوم القيامة حقٌّ ثابتٌ وله كفتان، وهو من عقائد أهل السنة…
4- وأن الأرضين سبع كالسماوات…
5- أن التجمُّل باللباس الحسَنِ ليس من الكبر في شيء، بل هو أمر مشروع، لأن الله جميل يحب الجمال، كما قال عليه السلام، بمثل هذه المناسبة، على ما رواه مسلم في صحيحه.
6- أن الكِبرَ الذي قُرن مع الشرك، والذي لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرَّةٍ منه؛ إنما هو الكبر على الحقِّ ورفضِه بعد تبيُّنه، والطعنِ في الناس الأبرياء بغير حق.
فليحذر المسلم أن يتصف بشيء من مثل هذا الكبر كما يحذر أن يتصف بشيء من الشرك الذي يخلد صاحبه في النار" [الصحيحة (1/ 260، 261)].
فنعوذ بالله من الكِبْرِ والبطَرِ وغمصِ الناس، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "يُحْشَرُ المُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ، يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى: بُولَسَ" تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ، يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الخَبَالِ" [قال الترمذي: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ" سنن الترمذي (2492)].
اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، وثبتنا على الصراط المستقيم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
اللهم اجعلنا من المتقين الذاكرين، الذين إذا أساؤوا استغفروا، وإذا أحسنوا استبشروا.
اللهم مجري السحاب، ومنزل الكتاب، وهازم الأحزاب، اهزم اليهود وأعوانهم من الكفار وانصرنا عليهم.
اللهم خالف بين كلمتهم، واجعل تدميرهم في تدبيرهم.
اللهم أمِتْنا على الإسلام والسُنَّة.
اللهم انصر دينك وكتابك، وسنة نبيك وعبادك الصالحين.
اللهم أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين.
﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45].