عناصر الخطبة
الحمد لله، الحمد لله الذي يُحمَدُ في السرَّاء والضرَّاء، وتمتَنُّ له الخلائِقُ في البأساء والنَّعماء، أفعالُه – سبحانه – لحِكَم، وهي للمُؤمن في كل أحوالِه نعَم، يُداوِلُ المُلكَ ويُدبِّرُ الملَكُوت، ليعلَمَ الخلقُ بأنه وحدَه الحيُّ الدائِمُ الذي لا يموت، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يُعطِي المالَ وينزِعُه، ويهَبُ المُلكَ ويرفَعُه، ويُنزِلُ البلاءَ ويدفَعُه، مقاديرُه لا تستَثنِي أحدًا، وقضاؤُه نافِذٌ في خلقِه أزلاً وسرمَدًا.
وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه كان رحيلُه أعزَّ رحيل، وفي وفاتِه عزاءٌ وسلوَى عمَّن مضَى في ذلك السبيل، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه وصلَّى على آله السادة، وأصحابِه الذين كانوا في الخير أئمَّةً وقادَة، وعلى من تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد، أيها المسلمون: أُوصِيكُم ونفسِي بالتقوى؛ فإنها الزادُ الذي يبقَى، والعُدَّةُ للحياة الأخرى. مع التقوَى لا يضيرُك ما فقَدتَ، ومع فقدِها لا ينفعُك ما اكتسَبتَ، ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [البقرة: 281].
التقوى أمانٌ عند البلايا .. وذُخرٌ عند الرَّزايا .. وعصمةٌ من الدَّنايا. فاتقوا الله – رحمكم الله -، ﴿فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [لقمان: 33].
الدنيا ظلٌّ زائِل، وعرَضٌ حائِل، ﴿يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾ [غافر: 39]. الموتُ في هذه الدنيا نهايةُ كل حيٍّ، وخِتامُ كل شيءٍ، ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ(27)﴾ [الرحمن: 26، 27]، ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ [الأنبياء: 34].
أيها المسلمون: الرَّحيلُ عن هذه الحياة ووداعُ الأحياء هو القدَرُ الذي ليس عنه مناص، والحَتمُ الذي لا مهرَبَ منه ولا خلاص. خطَّتْه الأقلامُ وأوقَعَتْه المقادير، فهو قدَرُ الحياة والأحياء، ومُنتهَى الخلائِقِ ومآلُ الأشياء، وهو المُصيبةُ التي قال الله عنها: ﴿فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ﴾ [المائدة: 106].
ورغمَ يقين الخلقِ به وانتِظارِهم له، إلا أن لحُضورِه هيبة، ولوقعِه في النفسِ رهبة، يترُكُ حضورُه في النفوسِ انكِسارًا وأحزانًا، ويُخلِّفُ مرورُه في الأفئِدة لوعةً وأشجانًا.
ولئن استحكَمَ الحُزنُ على النفسِ لوفاةِ حبيبٍ أو قريبٍ، فإن الخَطبَ يجِلُّ والمُصيبةَ تعظُم حين يخطِفُ الموتُ الأمهات والآباء، والعلماء والفُضَلاء. فكيف إذا غيَّبَ الموتُ قائدًا وحاكمًا لبلد، وإمامًا وملِكًا لدولة، ورمزًا لأمة؟!
ولقد رُزِئَت هذه البلادُ المملكةُ العربيةُ السعوديةُ يوم أمسٍ بوفاةِ ملِكِها خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، رحم الله منه الجسدَ والروح، وأقالَ الله عِثارَه، وأعلَى في الجنةِ مقامَه، وتغمَّدَه بواسِعِ عفوِه، وسكَبَ عليه من فُيوضِ رحماتِه، وأخلَفَ الله على بلادِنا والمُسلمين خيرًا.
فقَدَه العربُ والمُسلِمون، وافتَقَدَت هيبتَه الأُمم والدول، وافتَقَدَت حزمَه المواقِفُ والأزمات، إلا أن عزاءَنا في أثرِه الخالِد، وترِكَتِه الباقية، وأعمالِه الشاهِدة.
تشهَدُ بذلك مآذنُ المسجِد الحرام وسوارِيه، ومطافُ الكعبة الشريفة وأروِقَةُ الصلاة، ومباني مسجِد النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – وساحاتِه.
وتعترِفُ بفضلِه حدودُ البلاد التي بعونِ الله أمَّنَها، وأرجاءُ الدولة التي بتوفيقِ الله نمَّاها وأصلَحَها، والتعليمُ الذي أعلَى من شأوِه، وصُروحُ الصحَّة التي شادَها.
حقٌّ علينا أن ندعُو له ونُكثِر؛ فقد كان كثيرًا ما يسألُ شعبَه الدعوات، ويأمَلُ منهم أن يسألُوا الله له العافيةَ والرَّحَمات.
إنا لله وإنا إليه راجِعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم أجُرنا في مُصيبَتنا، واخلُف علينا خيرًا منه.
أحسنَ الله عزاءَنا وعزاءَكم، وجبَرَ مُصابَنا ومُصابَكم، وأخلَفَ علينا خيرًا، ولا نقولُ إلا ما يُرضِي ربَّنا، والحمدُ لله ربِّ العالمين.
أيها المسلمون: منذ ثلاثة قُرون، وحين مكَّن الله لهذه الأُسرة الحاكِمة الكريمة على هذه الأرض الطيِّبة، المملكة العربية السعودية، والحُكَّامُ والأُمراءُ منها يتعاقَبُون في الحُكم والقيام بمسؤوليَّاته.
ما غابَ منهم سيِّدٌ إلا قامَ سيِّدٌ***قَؤُولٌ لما قالَ الكِرامُ فَعُولُ
وحين وُلِدَت هذه البلاد وُلِدَت واقِفة، وسُرعان ما أصبَحَت شابَّةً – ولم تزَل -. فاعجَب لشابٍّ عُمرُه ثلاثمائة عامٍ! ولم يكُن لهذا أن يستمرَّ ويكون لولا توفيقُ الله تعالى، وإرادتُه الخيرَ بهذه البلاد وشعبِها، اللَّذَين هم معدِنُ العرب ومادَّةُ الإسلام. وأن النَّهجَ الذي سارَت عليه هذه البلادُ والبناءَ الذي أُسِّسَت به كان على تقوَى من الله، واتِّباعًا لرسولِ الله، وإعلاءً لشريعةِ الله وبسطًا لكلمتِه، وستبقَى ما بقِيَت على هذا النَّهج، وستدُومُ ما دامَت مُحافِظةً على هذا الأساس.
ومن جميلِ الحال وحُسن التوفيقِ: أن المُلوكَ والأُمراء – من ذهبَ منهم إلى رحمة، ومن بقِيَ محفوفًا برعايةِ الله – واعُون لهذه الحقيقة، مُدرِكُون لهذا الأمر – زادَهم الله ثباتًا وتوفيقًا.
وإن أبلغَ العزاءِ في فَقيدِ المملكةِ الكبير: أن خلَفَه كبيرٌ في نفسِه، وكبيرٌ في نفوسِ شعبِه خادمُ الحرمَين الشريفَين الملكُ سلمَانُ بن عبد العزيز آل سعود، سلمان الفأل والسلامة، سلَّمه الله وحفِظَه، وأخذَ بيدِه في دُروبِ التوفيق، وسهَّل الله له كل أمرٍ، وطوَّع له كل صعبٍ.
ألقَت إليه البلادُ بمقالِيدِ الرئاسة، وتوَّجَته بتاجِ المُلك. والبلادُ تستحضِرُ تاريخَه الطويلَ في القيادة والحُكم، والعَزم والحَزم، وتتفاءَلُ بمُستقبلٍ نيِّر، وقادمٍ خيِّر، يتضمَّنُ – كما عوَّدَها – إجلالاً لشرعِ الله وحمَلَتِه، وحفظِ الشريعةِ وحمايةِ جنابِها، ودفعَ عجَلَة التنمية والتطوير في جميع المناحِي، وقيادةَ سفينة البلاد في هذه الظروفِ المُعقَّدةِ المُحيطَة.
وحقٌّ له ونحن نُبايِعُه على كتابِ الله وسُنَّة رسولِه – صلى الله عليه وسلم -، على السمع والطاعة في المنشَط والمكرَه، والعُسرِ واليُسر. حقٌّ له أن ننصَحَ له ونُعينُه، وأن تلتفَّ الرعيَّةُ حولَه، خصوصًا العلماءُ والأُمراء والكُبراء، في تلاحُمٍ يغيظُ العدوَّ، ويكبِتُ الشامِتَ، ويُخلِفُ ظُنونَ المُرجِفين الذين ما فتِئُوا يُزايِدُون على كل موقِفٍ، ويُراهِنُون على كل حدَث.
ليعلَمَ الجميع أن هذه البلاد لا يُوهِنُها فقدُ القادة وإن جلُّوا، ولا يضُرُّها رحيلُ الملوك وإن عظُمُوا؛ إذ إن سرَّ قوَّتها ومَدَد بقائِها هو منهَجُها الذي تترسَّم، وشريعتُها التي تُطبِّقُ وتُحكِّم.
أيها المسلمون عمومًا .. وشعبَ المملكة خُصوصًا: كل ما عظُمَ الحدَث ثارَت حولَه الأقاوِيل والتكهُّنات، وسرَت خلالَه الأكاذِيبُ وبُثَّت الإشاعات، والإشاعةُ سلاحٌ للعدوِّ مُجرَّبٌ منذ القرون السالِفات. فاحذَروا أن تُعينُوا العدوَّ على أنفسِكم، وتَكفُونَه مُؤنَةَ النَّيل منكم بأيديكم، خصوصًا مع سهولة تناقُل الأخبار في هذه الأوقات. فإن لكم أعداءً هذا سلاحُهم، وتلك ساحاتُهم.
فلتكُن أجهزتُكم مدفَنًا للإشاعات والأقاوِيل، وليكُن منهَجُكم وصيةَ الله لكم: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: 83]. بارِك الله لي ولكم في الكتاب والسُّنَّة، ونفَعَنا بما فيهما من الآياتِ والحكمةِ، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ الله تعالى لي ولكم.
الحمد لله، الحمد لله الأول الباقي، والشكرُ له وإن سحَّت بالدموع المآقِي، نحمَدُ الله حمدَ الشاكرين الصابِرين، ونشهَد أن لا إله إلا الله وليُّ المتقين، ونشهَد أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه إلى الخلائِق أجمعين، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وصحبِه أجمعين.
أما بعد: فإن من بركة الشريعة: اجتِماعُ الكلمة، والتوافُقُ في الأمر، وإذا بايَعَ أهلُ الحلِّ والعَقد حاكِمًا انعَقدَ له الأمر، ووجَبَ على الجميع طاعتُه بالمعروف، ويكفِي في البَيعة انعِقادُ القلبِ بها، وقَبُولُ النفس بالحاكِم والرِّضا به، وذلك لمن لم تتيسَّر له البيعةُ المُباشِرة. وفي الحديث: «من ماتَ وليس في عُنقِه بيعَة ماتَ ميتةً جاهليةً».
والبَيعةُ من هديِ الإسلام ورُسوم الدين، وهي من معالِي أمن الدول واستِقرار البلاد، ومُقتضياتُ البيعة ولوازِمُها على المُبايِعِ والمُبايَعِ عظيمةٌ عند الله وعند الناس. أعانَ الله الجميعَ على القيام بحقِّها، والوفاء بعقدِها.
ونُشهِدُ الله أنا بايَعنا خادمَ الحرمَين الشريفَين الملكَ سلمانَ بن عبد العزيز على كتابِ الله وسُنَّة رسولِه – صلى الله عليه وسلم -، نُبايِعُه على السمع والطاعة، وعلى ما أمرَ الله به وأمرَ رسولُه، كما نُبايِعُ الأميرَ مِقرِن بن عبد العزيز وليًّا للعهد على السمع والطاعة، وعلى ما أمرَ الله به ورسولُه. وفَّقهم الله وأعانَهم، وسدَّدهم، وأجرَى الخيرَ على أيديهم. ونُبايِعُ وليَّ وليِّ العهد الأميرَ محمد بن نايِف بن عبد العزيز وفَّقه الله وأعانَه وسدَّده.
اللهم ارحَم عبدَك عبدَ الله بن عبد العزيز، اللهم الطُف به، اللهم إنه قد أصبحَ في كنَفِك وجِوارِك، اللهم اغفِر له وارحَمه، وعافِه واعفُ عنه، وأكرِم نُزُلَه ووسِّع مُدخَلَه، واغسِله بالماء والثلجِ والبَرَد، ونقِّه من الذنوبِ والخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنَس. وجازِه بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغُفرانًا، واجزِه عما قدَّم لوطنِه وأمَّته خيرَ الجزاء.
اللهم وفِّق خلَفَه خادمَ الحرمَين الشريفَين الملكَ سلمانَ بن عبد العزيز، اللهم أعِنه على ما حُمِّل، وبارِك لنا فيه، اللهم اجمَع به كلمةَ الإسلام والمُسلمين، واجعَله مِفتاحًا لكل خير مِغلاقًا لكل شرٍّ، اللهم وفِّق وليَّ عهده الأميرَ مِقرِن بن عبد العزيز، اللهم أعِنه وسدِّده، واجعَله خيرَ عونٍ وعضُدٍ لأخيه وبارِك فيه، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وفِّق وليَّ وليِّ العهد الأميرَ الشهمَ محمدَ بن نايف، وأعِنه وسدِّده يا كريم.
اللهم وفِّق وأعِن كلَّ من ولِيَ للمُسلمين أمرًا، اللهم أصلِح كلَّ من ولِيَ للمُسلمين أمرًا، اللهم أصلِح كلَّ من ولِيَ للمُسلمين أمرًا، واملأ قلبَه من مخافتِك وخشيتِك سرًّا وجهرًا. اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأزواجِه أمهات المؤمنين، وصحابتِه الغُرِّ الميامين، ومن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم ارضَ عن الأربعة الخُلفاء الأئمة الحُنفاء: أبي بكرٍ، وعمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائرِ صحابةِ نبيِّك أجمعين، وعنَّا معهم يا أرحم الراحمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُل الطغاةَ والملاحِدةَ والمُفسِدين. اللهم أبرِم لهذه الأمة أمرَ رُشدٍ، يُعزُّ فيه أهلُ طاعتِك، ويُهدَى فيه أهلُ معصيتِك، ويُؤمرُ فيه بالمعروف، ويُنهَى عن المُنكر يا رب العالمين.
اللهم من أرادنا وبلادَنا وأراد الإسلام والمُسلمين بسوءٍ فأشغِله بنفسِه، ورُدَّ كيدَه في نَحره، واجعَل دائِرةَ السَّوء عليه يا رب العالمين. اللهم انصُر المُجاهدين في سبيلِك في فلسطين وفي كل مكانٍ يا رب العالمين، اللهم فُكَّ حِصارَهم، وأصلِح أحوالَهم، واكبِت عدوَّهم. اللهم حرِّر المسجدَ الأقصَى من ظُلم الظالمين، وعُدوان المُحتلِّين.
اللهم الطُف بإخواننا في سُوريا، وبُورما، وإفريقيا الوسطى، وفي كل مكانٍ، اللهم ارفع عنهم البلاء، وعجِّل لهم بالفَرَج، اللهم ارحم ضعفَهم، واجبُر كسرَهم، وتولَّ أمرَهم، اللهم احقِن دماءَهم، وآمِن روعاتهم، واحفَظ أعراضَهم، وسُدَّ خلَّتَهم، وأطعِم جائِعَهم، واربِط على قلوبهم، وثبِّت أقدامَهم، وانصُرهم على من بغَى عليهم، اللهم أنعِم عليهم بدِفئِك وعافيتِك وأمنِك، اللهم أصلِح أحوالَهم، واجمَعهم على الهُدى، واكفِهم شِرارَهم، اللهم اكبِت عدوَّهم.
اللهم عليك بالطُّغاة الظالمين ومن عاونَهم، اللهم عليك بالطُّغاة الظالمين ومن عاونَهم. اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك وعبادَك المُؤمنين.اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّ وترضَى، وخُذ به للبرِّ والتقوى، اللهم وفِّقه ونائبَيه وإخوانَهم وأعوانَهم لما فيه صلاحُ العباد والبلاد، اللهم وفِّق وُلاة أمور المسلمين لتحكيم شرعِك، واتِّباع سُنَّة نبيِّك محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، واجعلهم رحمةً على عبادِك المُؤمنين.
اللهم انشُر الأمن والرخاءَ في بلادِنا وبلادِ المُسلمين، واكفِنا شرَّ الأشرار، وكيدَ الفُجَّار، وشرَّ طوارِق الليل والنهار. ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201]، ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾[آل عمران: 147].
اللهم اغفر ذنوبَنا، واستُر عيوبَنا، ويسِّر أمورنا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالَنا، اللهم اغفر لنا ولوالدِينا ووالدِيهم، اللهم اغفر لنا ولوالدِينا ووالدِيهم، اللهم ارحمهم كما ربَّونا صِغارًا، اللهم من كان منهم حيًّا فمتِّعه بالصحةِ والعافيةِ على طاعتِك، ومن كان منهم ميتًا فتغمَّده برحمتِك، ونوِّر له في قبرِه ووسِّع له فيه، واجعَله روضةً من رياض الجنة، واجمَعنا به في دارِ كرامتك، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اغفرِ لهم ولوالدِيهم وذُرِّيَّاتهم، وأزواجنا وذرِّيَّاتنا إنك سميع الدعاء.
ربَّنا تقبَّل منا إنك أنت السميع العليم، وتُب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم. سبحان ربِّك رب العزة عما يصِفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.